إطلالة وجدانية على حُراس الطبيعة في معرض في القاهرة
آخر تحديث GMT22:20:04
 العرب اليوم -

تقصٍ فني عن جذور تلك العلاقة الفطرية منذ القدم

إطلالة وجدانية على "حُراس الطبيعة" في معرض في القاهرة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إطلالة وجدانية على "حُراس الطبيعة" في معرض في القاهرة

الفنان المصري محمد ربيع
القاهره_العرب اليوم

يفتح الفنان المصري محمد ربيع، نافذة يُطل منها على أحلام الطبيعة، كما تسكن في ذاكرته الخاصة والذاكرة التاريخية، ويستنبط من الطبيعة بعضاً من مفاتيح جاذبيتها التي تجعلها دائماً موضوعاً مُتجدداً للفن، وذلك في معرضه الجديد الذي يستضيفه غاليري «تام» في القاهرة، بعنوان «حُراس الطبيعة»، ويستمر حتى نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وبه يقتفي الفنان أثر هؤلاء «الحُراس» الذين استعان بهم الإنسان منذ القدم لمساعدته في حماية ورعاية الأرض، في تقصٍ فني عن جذور تلك العلاقة الفطرية منذ القدم.

وعبر نحو 70 لوحة متعددة الأحجام، تموج المشاعر الوجدانية الوثيقة بين الأرض والإنسان، ليعبر بها الفنان إلى دهشة البدايات التي كانت لها الفضل في تأسيس حضارة الإنسان؛ تلك البدايات التي تظهر على هيئة نهر جارٍ تعدد حضوره البصري في لوحات المعرض، ويظهر أيضاً في ضفاف خصيبة تنفتح على فضاءات هائلة تموج بالحياة والخصوبة، ولم يجعل الفنان من الحضور البشري المباشر في لوحاته الدليل الوحيد على تلك الحياة، واستعان في المقابل برموز لهذا البقاء المُؤسَس على ضفاف الطبيعة، منها البيوت الطينية والبنايات التي وكأنّها خرجت من رحم الطمي، وأيضاً من خلال كائناته التي أطلق عليهم «حُراس الطبيعة»، وهم الذين رافقوا الإنسان في رحلة تمهيده واكتشافه للأرض والطبيعة، ويقول عنها لـ«الشرق الأوسط»: «تلك الكائنات هي شريكة الإنسان في تفاصيله، ولقد فطرها الله على أن تكون قادرة على خلق التوازن في مقابل ما يُحدثه الإنسان في الطبيعة من تجريف وفوضى، ويوجد آلاف الأنواع من الحيوانات الحيّة، التي كان الإنسان قادراً على تطويع الكثير منها لخدمته في حماية وحراسة الطبيعة، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة».

على رأس تلك الكائنات التي يتحدث عنها صاحب المعرض، الكلاب بكل ما تركت في التاريخ من إرث طويل حول استعانة أصحاب الحقول بها في محاولة للتصدي للذئاب المُغيرة على الأرض، ومن بين تلك الكائنات أيضاً تلك المُجسمات التي صارت جزءاً من الفلكلور الشعبي مثل «خيال المآتة» أو المُجسمات التي صنعها المُزارع منذ القدم من القش أو التبن على هيئة إنسان حتى يبعث الخوف لدى الطيور، فلا تُفسد مزروعات الحقول، خصوصاً في فترات راحة الفلاح الذي لا يستطيع حراسة الحقل على مدار الساعات من دون مساعدة.

يصنع الفنان من تلك الموروثات والحكايات القديمة حكاياته الفنية الخاصة التي يقول إنها «تتناول مشاهد من مخزوني البصري عن تلك الطبيعة الدفينة في ذاكرتي»، واختار الفنان صياغة عالمه الفني بأسلوب الطبقات الأفقية المُتوازية والمُتراكمة لخلق حالة تعبيرية للعالم البصري للطبيعة كما تختزنها ذاكرته الخاصة، والذاكرة الجمعية، وقام بتوظيف تراسلات الألوان وكأنه يُفسح مجالات للنور الكامن في أعماق اللوحة، ويُحاكي هذا التكنيك اللوني شكل طبقات الأرض وتراكماتها وتضاريسها الفنية.

كما يلجأ صاحب المعرض أحياناً للتجريد لمعالجة مشاعر الانسياب التي يمنحها سطح الأرض وانبساطها، ويُنوّع تشكيل كائناته الفنية في هذا الإطار الانسيابي، التي تظهر في أسلوب فني عفوي يمنحها مزيداً من النقاء والمدى الزمني الواسع المُرتبط ببدايات العلاقة بالطبيعة، كما ظهر مثلاً في تصوير الحمير والماعز والكلاب.وأدمج التكوينات الهندسية لهياكل البيوت المُحيطة بالحقول في عفوية خطوط الفرشاة، مُستعيناً بالألوان التي سادتها الصبغة الترابية مع ومضات لونية براقة تستدعي شمس الحقول ودفئها، وأخرى مشتقة من تدريجات الأزرق النهري، ولمسات الأبيض

قد يهمك أيضا:

3 منتجعات تخطف الأنفاس وتبعث راحة البال بعد جائحة "كوفيد 19"
أجمل معالم السياحة والتسوّق في مومباي الهندية تعرّفي عليها

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إطلالة وجدانية على حُراس الطبيعة في معرض في القاهرة إطلالة وجدانية على حُراس الطبيعة في معرض في القاهرة



هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 23:15 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

موديلات فساتين سهرة شتوية قصيرة لإطلالة أصغر سناً
 العرب اليوم - موديلات فساتين سهرة شتوية قصيرة لإطلالة أصغر سناً

GMT 23:24 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تنسيق طاولات صالة الجلوس مع الأثاث مهما كان طرازها وحجمها
 العرب اليوم - تنسيق طاولات صالة الجلوس مع الأثاث مهما كان طرازها وحجمها

GMT 15:14 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

جهاز مبتكر ورخيص يكشف السرطان خلال ساعة
 العرب اليوم - جهاز مبتكر ورخيص يكشف السرطان خلال ساعة

GMT 09:29 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو يوسف ومي عز الدين يفتتحان "موسم الرياض" المسرحي
 العرب اليوم - عمرو يوسف ومي عز الدين يفتتحان "موسم الرياض" المسرحي

GMT 21:50 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

راغب علامة يُعلن وفاة شقيقته الكُبرى

GMT 19:57 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غارة إسرائيلية على بلدة دبين جنوبي لبنان

GMT 13:10 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 17:33 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الاتحاد السعودي ينهي التعاقد مع المدرب الإيطالي مانشيني

GMT 07:26 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

لوفتهانزا تمدد تعليق الرحلات إلى بيروت وطهران حتى أوائل 2025

GMT 15:35 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع النفط بأكثر من 1% مع تفاقم مخاوف الإمدادات

GMT 02:33 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

قصف على محيط مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا شمال غزة

GMT 12:20 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

ترشيح بول بوغبا للانتقال لصفوف آرسنال في يناير

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

إصابة كورتوا وغيابه عن ريال مدريد بالكلاسيكو
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab