رحيل الشاعر والروائي الإماراتي ثاني السويدي عن عمر 54 عامًا
آخر تحديث GMT15:22:26
 العرب اليوم -

استطاع أن يجتاز "التبو الاجتماعي" بروايته الشهيرة "الديزل"

رحيل الشاعر والروائي الإماراتي ثاني السويدي عن عمر 54 عامًا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رحيل الشاعر والروائي الإماراتي ثاني السويدي عن عمر 54 عامًا

الشاعر ثاني السويدي
ستوكهولم - العرب اليوم

مع رحيل الشاعر ثاني السويدي عن عمر 54 عاماً، يخفت ضوء آخر في الفضاء الثقافي المحلّي، ضوء ظلّ ساطعاً ومتوهجاً في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.. رحيل يؤكد مضامين وأبعاد عنوان أول دواوين ثاني السويدي الشعرية وهو«ليجفّ ريق البحر» 1994، والذي بشّر بصوته المختلف، الخاص جداً، والمتمرد والمشاكس والحادّ الذي كان يقطع المسافة الكثيفة بين المتخيّل والواقعي، وبين ما هو جامح وما هو مهادن، متكئاً على البصيرة المخترقة لقصيدة النثر في أفقها المحلّي الناشئ، وفي مداها العربي والعالمي.

حاول السويدي حينها خلق صيغة للكتابة تجعل من السرد أرضاً تحتمل المخاضات المقلقة والشرسة للقصيدة الحديثة الفائضة بالبروق والرؤى الضارية، فكتب روايته «الديزل» بكل عنفوان السرد وجسارة الشعر، مجتازاً (التابو الاجتماعي)، ومرتحلاً بنصّه وسط حقول الألغام الافتراضية، وكانت كتابة أشبه بالحراثة في السديم، وهي كتابة توضحّت ملامحها بقوة في ديوانه الشعري التالي: «الأشياء تمرّ» في عام 2000، مشكلاً بذلك خطّاً إبداعياً فائراً بالأسئلة والتأملات والمراجعات المؤلمة نوعاً ما للمحيط الإنساني، والحيرة الوجودية، حيث ساهمت الطفرة الاجتماعية وزمن التحولات الجديدة في ظهور مجموعة من شعراء قصيدة النثر الإماراتيين، والتي كان ثاني السويدي أحد الأسماء اللامعة واللافتة ضمن نسيجها الإبداعي المستقلّ.

ولد ثاني السويدي بمنطقة المعيريض برأس الخيمة في عام 1966، وشكّلت البيئة الثقافية والاجتماعية التي ترعرع وسطها منطلقاً للتكوين الثقافي والجمالي الذي تأصّل في دواخله، وكان له دور مهم بعد ذلك في ترجمة رؤاه الشخصية وانطباعاته الذاتية إلى نصوص لصيقة بروح المكان، والنظر إلى هذا المكان بالذات من منصة التأمل والمعاينة والنبش والتحليل، ومن خلال لغة جريئة وعفوية وحارقة، وكانت رواية الديزل هي أكثر أعماله انحيازاً لهذا الجانب التفكيكي لزمن ما قبل النفط، وما بعده أيضاً، ووصف السويدي نفسه الرواية في إحدى حواراته بأنها تدور حول أثر تنامي النفط على المجتمعات الصغيرة الموزعة بين ثقافتين.

غياب ثاني السويدي هو غياب آخر موجع بعد الغيابات الفادحة لكل من جمعة الفيروز، وأحمد راشد ثاني، وناصر جبران، ومريم جمعة فرج، وحبيب الصايغ، وغيرهم من المبدعين الذين أسسوا للكتابة النوعية والأسلوب الزاهي والمتفرّد، في زمن يشهد تراجعات كبيرة وتحولات مقلقة على أكثر من صعيد وجهة، وغاب عنا السويدي بكامل أناقته الشعرية وسط المسيرة الشائكة للوداعات والغيابات الصادمة، لكن «لن يجفّ ريق الإبداع الذي تركه لنا».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

بيع رسالة للشاعر برودسكي بـ30 ألف دولار بمزاد علني في "موسكو"

لماذا لجأت جوانا كانان لكتابة الروايات البوليسية بعد الحرب العالمية الثانية؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل الشاعر والروائي الإماراتي ثاني السويدي عن عمر 54 عامًا رحيل الشاعر والروائي الإماراتي ثاني السويدي عن عمر 54 عامًا



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
 العرب اليوم - "يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

حكومة غزة تحذر المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 11:21 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

جريمة مدبّرة ضد شقيق عمرو دياب

GMT 16:22 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"برشلونة يمدد عقد جيرارد مارتن حتى 2028"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab