«بيو آرت» لوحات حية مرسومة بـ«البكتيريا» تحاكي حياة الإنسان
آخر تحديث GMT02:38:21
 العرب اليوم -

«بيو آرت» لوحات حية مرسومة بـ«البكتيريا» تحاكي حياة الإنسان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - «بيو آرت» لوحات حية مرسومة بـ«البكتيريا» تحاكي حياة الإنسان

الوحات الفنية
القاهرة ـ العرب اليوم

اعتدنا دائما على مشاهدة لوحات فنية مرسومة بالألوان المتعارف عليها مثل فرشاة الزيت والألوان الخشبية أو لوحات مرسومة بالفحم أو القلم الرصاص، كلها أدوات اعتدنا مشاهدتها في الرسومات لمختلف الفنانين التشكيليين والرسامين ولكن في هذه السطور نستعرض نوعا جديدا من الرسوم والفنون ربما لم تسمع عنه أو تشاهده من قبل، وهي الرسم باستخدام البكتيريا والفطريات.. نعم ما قرأته صحيحا.. البكتيريا تلك الكائنات الدقيقة التي لا تشاهدها إلا عبر الميكرسكوب.

فهناك جماليات للعلوم في الدقة التي يمسك بها الجراح المشرط في ألوان وسحر تحولات الكيمياء في المعمل، وإذا كنت ذا خلفية علمية بالتأكيد تتذكر معمل الميكروبيولوجي، تلك الكائنات الدقيقة الملونة التي تراها تحت الميكروسكوب، حياة كاملة مصغرة، كائنات تعيش حولنا، وداخلنا ولا نراه في حلوقنا وبطوننا، تعيش كميات مهولة من البكتيريا النافعة في الحالات الطبيعية، وهذا الكائن غير المرئي له تأثير علينا أكبر مما نتخيل، وهذا ما دفع بعض الفنانين المعاصرين لاستخدام البكتيريا في الرسم فيما يعرف باسم الـ«بيو آرت» ويخرج هذا الفن من المعمل والأتيليه، وبين فرشاة الرسم، والمشرط، ويرسخ العلاقة بين العلم والفن.

دمج الفن بالعلوم

في الثقافة الحيوية يدمج الفن الموضة مع علم الأحياء، فقد صُنعت فساتين من السيليلوز الذي تخرجه البكتيريا من النبيذ الأحمر، وهذا الاندماج يصنعه الفن الحيوي، أو البيو آرت وهو فن حي، يتم باستخدام تقنيات البيوتكنولوجي، وبالرغم من أن العالم الفني عرف البيو آرت في بداية الألفينات، لكن أول شخص صنع صورة فنية حيوية هو ألكسندر فليمنج مخترع البنسيللين، والذي اكتشفه بالمصادفة أثناء قيامه برسم بورتريه، ليكون سببًا في حفظ حياة الملايين، وذلك عن طريق تلوين بعض البكتيريا بواسطة صبغات طبيعية، ثم ملأ الأطباق الزجاجية بـ«الأجار»، وهو وسيط يشبه الجيلاتين، يعزز نمو البكتيريا، وقد رسم فليمنج بيوت، ونساء يرضعن أطفالهم بواسطة البكتيريا. ومن رواد هذا الفن من الفنانين المعاصرين إدوارد كاك، وجون دافيز، ويستخدم الفنانون أشكال البكتيريا، والفطريات لتمرير رسالة، أو فكرة ما، ويحضرون الأشياء الحية إلى المعمل ليتم استخدامها في العمل الفني.

طريقة الرسم بالبكتيريا

يستخدم الفنانون أنسجة الجسم، والمقل، ويغزلون من خيوط الشعر، والحمض النووي أعمالًا فنية، وطريقة الرسم بالبكتيريا غير الضارة هي جلب صور ووضعها في وسيط ملائم لنمو البكتيريا، بعدها يقوم الفنان بعمل مزرعة بكتيرية، ويتحكم في ألوانها، ونموها على الصور، وبنمو البكتيريا ينتج تأثيرات مختلفة تقول د. هبة العزيز فنانة تشكيلية معاصرة، وحاصلة على الدكتوراة في الفن الحيوي، إن هذا النوع من الفن هو استخدام الحياة لإنتاج عمل فني، وقديمًا كانت الطبيعة مصدر إلهام للفنانين، وبعدما ظهرت التكنولوجيا الحيوية استفاد الفنانون منها ومن أدواتها، فبدلًا من تقليد الطبيعة، قدموا الطبيعة نفسها كعمل فني، وعلاقة هبة بالعلوم بدأت من الطفولة؛ لأنها تحب علم الأحياء وهي تعمل بتقنية الزراعة البكتيرية، فالبكتيريا بالنسبة لها كـ«البالتة» بحسب وصفها.

وتقول "العزيز" ظهر الفن الحيوي في الألفينيات بعدما قام الفنان المعاصر إدوارد كاك، بتهجين أرنب بالمادة الوراثية لقنديل بحر فلورسنتي، لتكون النتيجة أرنبًا مضيئًا سماه ألبا، وقد صحب الأمر ضجة شديدة، وظهر مؤيدون، ومعارضون لهذا الفن، وقد أتته الفكرة من الكائنات المقدسة في مصر القديمة التي تمتلك رأس طائر، وجسم إنسان، وقد ذهب بعض الفنانين بعيدًا بزرع أعضاء مختلفة داخل أجسامهم. وتقول هبة إن عملها يعتمد على الزراعة البكتيرية، والعمل مع البكتيريا يختلف عن أي عمل فني، فهناك جزء يُترك للمصادفة؛ لأن البكتيريا لها قوانينها الخاصة في النمو، وتقول إنها تستهدف جمهورًا من كل الفئات، لكن ذوي الخلفية العلمية بشكل خاص يجدون الفن الحيوي موضوعًا شيقًا.

محاكاة للحياة

يعبر الفن الحي عن مخاوف الفنانين من التحولات الجذرية في الحياة؛ فالبكتيريا كائن حي، تولد، وتموت، وتتلاشى، كذلك الفن الحيوي، يتلاشى بموت البكتيريا، وهو يحاكي في ذلك الحياة ذاتها في الطبيعي يستخدم الفنان ألوان زيت، أو باستيل، لكن في البيو آرت يستخدم الفنان مادة حية للرسم، بداية من الأحياء الدقيقة كالبكتيريا، والخلايا، والأنسجة، إلى الحيوانات، ويستخدمون للرسم تقنيات البيوتكنولوجي.

ويستخدم الفنانون البكتيريا للتعبير عن هويتهم، برسم أشخاص تموت وتتلاشى أيضًا مثل البكتيريا، وهذه اللوحات التي تُرسم بالبكتيريا لا يمكن شراءها، ولا امتلاكها، وذلك لأن شكلها يتغير كل يوم، وهي زائلة مثل حياتنا وقد طور الفنانون المعاصرون الفكرة من مجرد تسليط الضوء على البكتيريا إلى رسم صور لأقاربهم، ومعارفهم، وقاموا بنقل الصور على أطباق البتري بطريقة تسمى النقل الحراري، بحيث تكون الصورة واضحة تمامًا داخل الطبق، بعدها يقوم الفنان بعمل مزرعة، ثم يبدأ في إنماء بكتيريا عليها، وبزيادة درجة الحرارة، يزداد نمو البكتيريا، وتغطي على الصور، حتى تتلاشى الملامح.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

تعرف على أغلى 5 لوحات فنية فى العالم

رسام جوال يحوّل أرصفة "اللاذقية" السورية إلى لوحات فنية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بيو آرت» لوحات حية مرسومة بـ«البكتيريا» تحاكي حياة الإنسان «بيو آرت» لوحات حية مرسومة بـ«البكتيريا» تحاكي حياة الإنسان



هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 23:15 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

موديلات فساتين سهرة شتوية قصيرة لإطلالة أصغر سناً
 العرب اليوم - موديلات فساتين سهرة شتوية قصيرة لإطلالة أصغر سناً

GMT 23:24 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تنسيق طاولات صالة الجلوس مع الأثاث مهما كان طرازها وحجمها
 العرب اليوم - تنسيق طاولات صالة الجلوس مع الأثاث مهما كان طرازها وحجمها

GMT 22:45 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

هاني شاكر يكشف عن أمنيته التي لم تتحقق
 العرب اليوم - هاني شاكر يكشف عن أمنيته التي لم تتحقق

GMT 16:54 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش السوداني يسيطر على مدينة الدندر بعد معارك عنيفة

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس

GMT 05:34 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

متى نستسلم؟

GMT 17:33 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان التركي تكين تيمال عن عمر ناهز الـ56 عاماً

GMT 16:51 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 3 وإصابة 5 في هجوم إرهابي في تركيا

GMT 18:35 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 4 جنود وإصابة 15 آخرين في انفجار لغم أرضي جنوبي لبنان

GMT 17:03 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

استهداف سفينة قرب باب المندب في السواحل الغربية لليمن

GMT 02:59 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة أقوى رجل في العالم فاز باللقب مرتين

GMT 16:58 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

وصول طائرة مساعدات مصرية إلى مطار رفيق الحريري في بيروت

GMT 05:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الدولار الأميركي يواجه تحديات عقب توسع مجموعة "بريكس"

GMT 06:59 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 12:56 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 13:23 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الخطوط الجوية التركية تلغى جميع رحلاتها من وإلى إيران
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab