معرض تكريمي للرسام الفرنسي ماتيس مالك مفتاح السعادة
آخر تحديث GMT11:59:24
 العرب اليوم -

مركز بومبيدو يحتفي بمرور 150 عاماً على ميلاده

معرض تكريمي للرسام الفرنسي ماتيس مالك "مفتاح السعادة"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - معرض تكريمي للرسام الفرنسي ماتيس مالك "مفتاح السعادة"

رسام الفرنسي ماتيس
باريس_العرب اليوم

تتكمم وتذهب لإلقاء التحية على ماتيس أم تتجنب الاختلاط وتتابع المعرض عبر الشاشات والمواقع الإلكترونية؟ الخيار صعب. فهذا المعرض الذي يفتتح هذا الأسبوع هو مناسبة مثالية لمشاهدة عدد معتبر من لوحات الرسام الذي كان يرى الأجساد البشرية، وكأنها كتل ملونة طائرة في السديم. إن من يرى لوحة رؤية العين ليس كمن يتفرج على صورتها. ثم إن مركز بومبيدو في باريس يحتضن هذا المعرض كآخر نشاط كبير له قبل أن يغلق أبوابه لترميمات تستغرق تستمر 3 سنوات. لا بد، في هذه الحال، من مراعاة كافة تعليمات السلامة والانتظار بكل صبر، حتى يحين دورك للدخول إلى المعرض، نظراً لأن العدد المسموح بوجوده داخل الصالات محدود. يخرج زوار ويدخل زوار التزاماً بالتباعد ومنع الاحتشاد

سنكون في حضرة هنري ماتيس (1869 ـ 1954)، الفنان الذي ولد في شمال فرنسا ومات في جنوبها. ويقال إنه الرسام الذي حمل الأرقام السرية التي تفتح بوابة البهجة. فقد عرف كيف يختزن الأجواء الرمادية والغيوم الداكنة التي صبغت طفولته وصباه ثم يقوم بتلوينها لتتحول إلى أشكال تخترقها أشعة الشمس وألوان قوس قزح. وبهذا يكون ماتيس هو الرسام الفرنسي الأكثر تعبيراً عن أضواء الجنوب والطيف الأزرق للبحر المتوسط.

كان مركز بومبيدو قد احتفى بالفنان قبل 8 سنوات. لكن المعرض الحالي يأتي من زاوية نظر الأدباء والفنانين الذين كتبوا عنه. لهذا فإنه يحمل عنوان «ماتيس مثل رواية». وهو عنوان مستعار من رواية صدرت عام 1971 للشاعر أراغون. فأي نظرات ألقاها الكتّاب على زميلهم الرسام وكيف نظروا إلى لوحاته وتخطيطاته ومحفوراته؟ يقدم المعرض لزواره 230 عملاً و70 وثيقة أرشيفية تخص الفنان الذي كان يقصقص الورق، أحياناً، ويشكل منه أجساماً يعيد لصقها في تشكيلات تبدو بسيطة لكنها تباع اليوم بالملايين.

وبفضل أريحية عائلة الرسام وورثته، وكذلك بفضل تعاون أصحاب المجموعات الخاصة، تمكن مركز بومبيدو من تجميع كل هذه «الثروة». وترى محافظة المعرض، أوريلي فيردييه، أن لوحة «القميص الروماني هي الأكثر تعبيراً عن ماتيس. وهي لوحة قد أعيدت طباعتها آلاف المرات منذ أن رسمها بالزيت على القماش عام 1940. وهي اليوم من ممتلكات متحف الفن الحديث في باريس. وتمثل اللوحة وجهاً لامرأة تدعى ليديا ديلكتورسكايا، لكن الوجه ليس أكثر من ضربات قلائل من الريشة التي اعتنت بشكل دقيق بالتطريزات الموجودة على قميصها. وهو قميص من الزي الوطني الشائع بين نساء رومانيا.

يوم منح ماتيس تلك اللوحة، لكي يجري تعليقها في المتحف، أوصى بألا تتزعزع من مكانها إلا في حالة حدوث حريق. لقد كانت باريس، آنذاك، مقبلة على فترة مظلمة من تاريخها بسبب طبول الحرب العالمية الثانية ثم وقوعها تحت الاحتلال النازي. وقد أراد الرسام أن يبث في نفوس مواطنيه دفقة قوية من الفرح اللوني والجمالي، وكأنه يوجه للفرنسيين رسالة مشفرة استخدم فيها ألوان علم البلاد. وكان الفنان قد رفض في تلك الفترة دعوتين من الولايات المتحدة والبرازيل للإقامة فيهما في ظروف أكثر راحة، مفضلاً البقاء في مرسمه ومستمراً في عمله. وبعد تحرير فرنسا عرضت اللوحة في صالة «مايت»، وتركت أثراً في نفوس الشباب الذين كانوا قد انخرطوا في مقاومة المحتل، وكذلك تأثر بها شعراء ومخرجون من إريك رومير الذي استلهم منها فيلمه «بولين على الشاطئ».

متعة هذا المعرض مزدوجة لأنها لا تأتي من تأمل اللوحات فحسب، بل من رؤية الأعمال التي تأثرت به وقراءة النصوص التي كتبت عنه ومشاهدة الأفلام التي كان ملهمها. لقد ترك تأثيره على بعض أعمال المخرج جان لوك غودار، وعلى الرسامين الأميركيين آندي وارهول وجاكسون بولاك ومارك روتكو وفرانك ستيلا، وعلى الروسيين سيرغي تشوتشوكينو وإيفان موروزوف. هنا، في هذا المعرض الذي يستمر حتى 22 فبراير (شباط) المقبل، يفهم الزائر، أيضاً، قوة الفن وعمق تأثيره في البشر. أي كيف يمكن للوحات مثل «بهجة العيش» و«الرقص» و«الموسيقى» أن تؤثر في نفسية من يتأملها وتفتح أمامه كوّة للسعادة. السعادة التي امتلك ماتيس مفتاحها السري.

قد يهمك أيضا:

هدوء نسبي شرقي المتوسط واليونان حذرة من نوايا تركيا
تركيا تعلن تحديث مناطق البحث والإنقاذ في البحر المتوسط وبحر إيجه

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معرض تكريمي للرسام الفرنسي ماتيس مالك مفتاح السعادة معرض تكريمي للرسام الفرنسي ماتيس مالك مفتاح السعادة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
 العرب اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم

GMT 12:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

اليورو يلامس أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ أواخر يونيو

GMT 02:27 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

27 شهيدًا ومصابًا في عدوان إسرائيلي استهدف السيدة زينب بدمشق

GMT 01:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إعلان حالة التأهب الجوي في ثلاث مقاطعات أوكرانية

GMT 08:40 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم مهدّدة بالخروج من دراما رمضان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab