نظمت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة «الملتقى الأول لأعمال تقرير حالة اللغة العربيّة ومستقبلها»، في منارة السعديات بالعاصمة أبوظبي، وناقش الملتقى محاور التقرير، وذلك بمشاركة نخبة من الشخصيات الكبرى من صنّاع القرارات والسياسات على مستوى المؤسسات الرسمية والثقافية، إضافةً إلى أكاديميين وباحثين متخصصين وإعلاميين وأدباء وممثلين عن جمعيات وجوائز ودور نشر وشركات تقنيات عالمية وطلبة دراسات عليا.
وأشار الشيخ سالم القاسمي، الوكيل المساعد لقطاع التراث والفنون في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، إلى أهمية اللغة العربية «باعتبارها الأداة الأساسية الناقلة لعناصر ومكونات الهوية الوطنية»، وأكد ضرورة إثراء الحوار حول هذه القضية من خلال الملتقيات التي تجمع الخبراء وأصحاب الفكر والرأي وصنّاع القرارات والسياسات من الجهات المعنية والشخصيات المستقلة، وذلك لما توفره من فرصة للتعرف على مختلف الرؤى التي تستشرف مستقبل اللغة، ولكونها منصة لتبادل الآراء والأفكار التي تسهم في وضع الإرشادات التي تضمن الخروج بحلول تستند إلى حقائق واضحة ومعلومات مستقاة من الواقع، لتحقيق الهدف الأسمى من التقرير.
وأضاف الشيخ سالم القاسمي: «يأتي هذا الملتقى على قدرٍ كبير من الأهمية بما يتيح من فرصة للقاء مجتمع المهتمين باللغة العربية، وكذلك المختصين وأصحاب المصلحة والتعرف على أفكارهم التي تسهم في تعزيز مكانة اللغة العربية، والارتقاء بدورها في حياتنا اليومية، والتوعية بأهميتها كإطار جامع للهوية العربية».
وانقسم اللقاء إلى خمس ورش عمل، ناقشت المحاور العشرة الرئيسة للتقرير، وتم تخصيص جلستين لكل ورشة لمناقشة محورين من المحاور الرئيسة، وأدار الحوارات كل من، الإعلامية صفية الشحي، والإعلامية نشوى الرويني، وجمال الشحي مؤسس دار كُتّاب للنشر، والصحفي حمود المحمود رئيس تحرير مجلة هارفارد بيزنس ريفيو العربية، والدكتورة رابعة السميطي - وكيل الوزارة المساعد لقطاع تحسين الأداء بوزارة التربية والتعليم.
وناقش المحور الأول «اللغة العربية في الخطاب الإعلامي المعاصر»، حيث تناول الحضور التحديات التي تواجه حضور اللغة العربية في الإعلام المحلي بمختلف أشكاله، وأشاروا إلى ضرورة أن تكون اللغة العربية حاضرة كمنتج متداول بين الناس، مثل تحدي القراءة العربي الذي أوجد حالة مهمة لدى الشارع العربي.
وتناول المحور الثاني «اللغة العربية في وسائل الإعلام والفضاء العام»، وناقش الحضور أهمية وضع التشريعات والسياسات اللازمة لضمان حضور اللغة العربية السليمة في وسائل الإعلام، باعتبارها انعكاساً لحالة المجتمع.
وأقيم المحور الثالث تحت عنوان «استخدامات اللغة العربية في الأدب والتأليف والنشر»، وبحث في التحديات التي تواجه قطاع النشر العربي، وأهمية تطويره من خلال سياسات ومحفزات ومبادرات خلاقة، مثل إطلاق هيئة أبوظبي للغة العربية ومبادرة كلمة للترجمة وغيرها.
وتناول المحور الرابع «اللغة العربية في عوالم جديدة»، وناقش قضية التأقلم مع الواقع اللغوي ودوره في تطوير اللغة ودخولها في عوالم جديدة، وأكد الحضور أن اللغة العربية لغة حية قادرة على النمو والتطور.
أما المحور الخامس، فتناول «تعليم اللغة العربية»، وناقش الحضور وجود منظومة متكاملة لتشجيع تعلم العربية لغير الناطقين بها، إضافة إلى وضع ضوابط لتعزيز وجود اللغة العربية في المناهج.
وأكد المحور السادس ضرورة تفعيل تشريعات اللغة العربية من خلال مبادرات وجوائز محلية وعالمية، وناقش الحضور مدى فعالية النصوص القانونية في تعزيز حضور اللغة العربية في تعاملاتنا.
وركز المحور السابع على اللغة العربية والترجمة وتحديات المصطلح، في ظل الثورة التكنولوجية وظهور الكثير من المصطلحات العلمية الجديدة.
كما أكد المشاركون في المحور الثامن «اللغة العربية والتكنولوجيا»، أن التطور التكنولوجي فرض تحديات كبيرة على العربية أدّى إلى تراجع استخدامها بين شريحة كبيرة من مستخدمي أدوات التكنولوجيا الرقميّة المتنوعة.
ووصف المحور التاسع حالة اللغة العربية في البحث العلمي، فيما تناول المحور العاشر مواقف الطلاب الجامعيين وآراءهم تجاه اللغة العربية.
حضر الملتقى سعادة الدكتور علي بن تميم رئيس هيئة اللغة العربية بأبوظبي، وجمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، وبلال البدور الأمين العام لجائزة محمد بن راشد للغة العربية، وعلي عبيد الهاملي مدير مركز الأخبار بقناة دبي، وإبراهيم العابد مستشار بالمجلس الوطني للإعلام، والإعلامية نشوى الرويني، وجمال الشحي مؤسس دار كُتّاب للنشر، وعبدالله ماجد آل علي المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة بدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، وغيرهم من المسؤولين والمختصين.
قد يهمك ايضا :
خبير فني يُؤكِّد أنّ لوحة "المسيح المخلّص" الأغلى "مُزيَّفة"
خبير آثار عراقي يكشف عن بيع قطعة أثرية آشورية في نيويورك
أرسل تعليقك