تعلم الهيروغليفية يجذب المصريين لفك رموز تاريخ أجدادهم
آخر تحديث GMT11:23:34
 العرب اليوم -

عبر دورات تنظمها مكتبة الإسكندرية منذ عام 2004

تعلم "الهيروغليفية" يجذب المصريين لفك رموز تاريخ أجدادهم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تعلم "الهيروغليفية" يجذب المصريين لفك رموز تاريخ أجدادهم

المصريين القدماء
القاهرة - العرب اليوم

شعرت السيدة المصرية حنان عمار، بالدهشة والصدمة، وهي تشاهد سائحة أجنبية تحمل قاموساً لترجمة اللغة الهيروغليفية "لغة الفراعنة"، أمام جدران أحد المعابد الفرعونية في الأقصر (جنوب مصر)، بينما وقفت هي عاجزة عن فهم لغة أجدادها، هذا الموقف دفع حنان عقب عودتها من الأقصر، لتعلم اللغة المصرية القديمة، لفك رموز تاريخ أجدادها بنفسها، ورغم أن رحلة البحث عن ورشة لتعلم اللغة الهيروغليفية لم تكن سهلة، باعتبارها لغة غير مستخدمة؛ فإنها وجدت ضالتها في مكتبة الإسكندرية، التي تقدم دورات منتظمة في تعلم اللغات القديمة، أبرزها الهيروغليفية.

ويقدم «مركز دراسات الخطوط»، منذ عام 2004، التابع لقطاع البحث في مكتبة الإسكندرية، دورتين سنوياً لدراسة اللغة المصرية القديمة، شارك فيها نحو ألف شخص، وفقاً للدكتور أحمد منصور، مدير مركز الخطوط في المكتبة.

ويقول منصور، إن «المركز يقدم دعماً إضافياً للدارسين والجمهور، من خلال موقع (تعلم الهيروغليفية خطوة بخطوة)، وهو موقع تعليمي إلكتروني يحتوي على تطبيق لقاموس الهيروغليفية، لأول مرة في العالم، حيث يمكن للمستخدم الحصول على معاني الكلمات بالهيروغليفية والعربية والإنجليزية».

وتروي حنان عمار من داخل قاعة تعلم اللغة الهيروغليفية في مكتبة الإسكندرية، تجربتها في دراسة اللغة المصرية القديمة قائلة: «في الوقت الذي يتباهى فيه المصريون بأنهم أحفاد الفراعنة، فإنهم لا يعرفون عن لغتهم شيئاً، ويظنون أنها مقتصرة على الباحثين والمتخصصين فقط، لكن الآن يمكن تغيير الوضع».

وأوضحت أنها تشارك في دورة تعلم الهيروغليفية مع ابنها«لأنه شغوف مثلي بهذه اللغة وبالحضارة المصرية القديمة»، ولفتت إلى أنها «تشعر بالسعادة لأن نجلها تمكّن من قراءة بعض الكلمات خلال رحلة قام بها لمنطقة أثرية في منطقة سقارة بالجيزة».

وتسعى عمار حالياً إلى توظيف عملها أستاذة في كلية الفنون الجميلة، لإحياء اللغة الهيروغليفية، وتشجيع زملائها وطلابها على دراستها، خصوصاً أن حروف اللغة القديمة تعتمد على رسومات منقوشة، وهو ما يتناسب مع دراسة الطلاب الفنية.

دورة تعلم اللغة الهيروغليفية تُقدّم لمدة 24 ساعة مقسمة على 10 محاضرات نظرية داخل مكتبة الإسكندرية، بينما تأتي المحاضرة الأخيرة لتكون بمثابة التدريب العملي، حيث تتدرب المجموعة على قراءة النصوص الهيروغليفية على الآثار داخل متحف الآثار في مكتبة الإسكندرية.

سالي فايد، باحثة دكتوراه في كلية الفنون الجميلة، وإحدى المستفيدات من الدورة، تقول إنها بعد انتهائها من دراسة المستوى الأول، زارت المتحف القومي في الإسكندرية، وتمكّنت من فك بعض الرموز والنقوش، لأول مرة في حياتها، مشيرة إلى دهشتها بعد اكتشافها تكامل اللغة الهيروغليفية، وليس، كما يظن البعض، مجرد رسومات فقط، لذلك فإنها تحتاج إلى مجهود كبير حتى تتمكن من إتقان كل ذلك.

أما أسماء محمد، فحضرت الورشة لكي تطور من إمكاناتها في مجال دراستها كباحثة في الآثار المصرية قائلة: «جئتُ لكي أطوّر من نفسي وأحصل على المعلومات بشكل معمق عن الدراسة الجامعية، وهو ما وجدته خلال الورشة بالفعل»، مضيفة: «آمل أن تمنحني هذه الورشة ميزة إضافية تساعدني مستقبلاً في عملي بمجال التنقيب الأثري».

واستخدمت الهيروغليفية، كنمط كتابة رسمي، لتسجيل الأحداث على المعالم والنصوص الدينية على جدران المعابد والمقابر وأسطح التماثيل والألواح الحجرية المنقوشة والألواح الخشبية الملونة، وبسبب طبيعتها، كانت تُعدّ منذ القدم نظاماً للكتابة وفناً جميلاً في آن واحد، على غرار الخط العربي، وتُعدّ كتابة الأسماء من أهم الكتابات عند المصريين القدماء، لأنهم كانوا يعتقدون أنه للبعث في الحياة الآخرة لا بد من المحافظة على اسم الشخص، إلى جانب المحافظة على جثمانه، وضياع الاسم يعتبر الفناء الكامل. وكانوا يكتبون كذلك وظائفهم بجانب أسمائهم على الجدران والمقابر والتوابيت والألواح.

من جانبه، يقول محاضر اللغة الهيروغليفية ومقدم الدورة الدكتور أحمد حمدي عبد المنعم، أستاذ الحضارة المصرية القديمة في كلية الآداب، جامعة الإسكندرية،  إن «الدورات تهدف إلى تعريف الناس باللغة المصرية القديمة، مع التركيز على تدريس الخط الهيروغليفي لأنه الخط الأقدم الذي انبثقت منه باقي الخطوط المصرية الأخرى، فضلاً عن كونه الخط الذي كُتب به على جدران المعابد»، مبيناً أن مدة الورشة المتكاملة ثلاثة أشهر مقسمة على ثلاثة مستويات، يتمكن بعدها الدارس من قراءة بعض النصوص على الجدران في المعابد المصرية القديمة»، موضحاً أن أغلب المتدربين الذين يقصدون الدورة من غير المتخصصين، وهو ما يجعله يشعر بالسعادة لوجود شغف لدى البعض للتعرف على لغتهم القديمة: «استيعاب المتدربين جيد لأن لديهم شغفاً بالتعلم، ودافعاً لكي لا يروا لغتهم القديمة مجرد نقوش وألغاز». قد يهمك أيضاً:
"بيكتيون" الاسكتلندية طوَّرت "لغة" شبيهة بالكتابة الهيروغليفية المصرية
مكتبة الإسكندرية تطلق موقعًا الكترونيًا لتعليم الهيروغليفية
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعلم الهيروغليفية يجذب المصريين لفك رموز تاريخ أجدادهم تعلم الهيروغليفية يجذب المصريين لفك رموز تاريخ أجدادهم



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab