في أول زيارة تاريخية لبابا الفاتيكان للعراق، يبدأ البابا فرانسيس زيارة إلى بغداد تستمر 4 أيام يزور فيها عددا من المحافظات العراقية من بينها النجف وذي قار وأربيل والموصل بالإضافة إلى العاصمة بغداد.
ويتحضر العراق على قدم وساق لاستقبال البابا الذي سيتوجه من مطار بغداد إلى القصر الرئاسي، للقاء فعاليات اجتماعية ودينية.
وحسبما ذكر مراسل "سكاي نيوز عربية" في بغداد، فإن بابا الفاتيكان سيقيم قداسا في كنيسة "سيدة النجاة" بحضور رسمي وشعبي.
وتأتي رمزية هذا القداس بأنه يقام في كنيسة ضربها الإرهاب في العام 2010، حيث لقي أكثر من 52 مسيحيا مصرعهم، إثر عملية تحرير عشرات الرهائن، احتجزهم تنظيم "القاعدة" الإرهابي داخل الكنيسة الواقع بحي الكرادة في بغداد.
وبينما كانت الكنيسة تقيم قداسا، اقتحمها مسلحون، بعضهم مزوّد بأحزمة ناسفة، وأغلقوا أبواب الكنيسة بعد دخولهم واحتجازهم عشرات الرهائن، حيث طالبوا بإطلاق معتقلين من "القاعدة".
واقتحمت قوة أميركية، الكنيسة برفقة المئات من القوات العراقية، لتحرير الرهائن، غير أن القصف العشوائي لعناصر "القاعدة" وتفجير أحد الانتحاريين نفسه تسبب بسقوط عشرات الضحايا، فيما تمكنت القوة المشتركة من قتل نحو ثمانية انتحاريين.
وتعد زيارة بابا الفاتيكان للعراق أول رحلة خارجية له منذ بدء وباء كورونا العام الماضي، وتشكل الزيارة امتدادا لسلسة زيارات قام بها بابا الفاتيكان إلى الدول العربية تحت شعار تعزيز ثقافة التسامح والتعايش بين الأديان.
ووصف الفاتيكان زيارة البابا بأنها "رسالة محبة وسلام لبلاد الرافدين"، تلك الرحلة التي تم إرجاؤها 20 سنة بفعل الحصار المفروض آنذاك.
وتعليقا على الزيارة قال بابا الفاتيكان: "إني أتوق لمقابلتكم ورؤية وجوهكم وزيارة أرضكم، مهد الحضارة العريق والمذهل. إني أوافيكم حاجا تائبا لكي ألتمس من الرب المغفرة والمصالحة بعد سنين الحرب والإرهاب".
وطالما حثّ بابا الفاتيكان على ضرورة تعايش الأديان وإشاعة روح التسامح، ذلك التوجه الذي برز في خطوات عملية، من خلال سلسلة جولات إلى دول عربية.
فقد سبق أن زار البابا فرنسيس العاصمة الأردنية عمان عام 2014، ليتوجه بعد ذلك إلى فلسطين، داعيا إلى تحقيق السلم والسلام.
وعام 2017، التقى البابا بشيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، خلال المؤتمر الدولي للتسامح بمصر.
أما سنة 2019، فحط خلالها البابا فرانسيس رحاله بدولة الإمارات، لتكون بذلك أول زيارة لبابا الفاتيكان إلى منطقة الخليج العربي.
زيارة اعتبرها البابا صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين الديانات وتحقيق التلاقي الثقافي والحضاري بين الشعوب، إذ وقّع خلالها على وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، مع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب.
وبعدها بشهر، زار البابا فرانسيس العاصمة المغربية الرباط، مؤكدا ضرورة تبني ثقافة الحوار باستمرار من أجل بناء مجتمع متضامن.
ومن المنتظر أن تثمر زيارة البابا إلى العراق نتائج إيجابية، يعوّل عليها العراقيون لتسهم في ترسيخ الاستقرار وتفتح باب المصالحة بين مختلف مكونات الطيف العراقي.
قــــــــــد يهمـــــــــــــــــــــك ايضــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
أرسل تعليقك