صورة فوتوغرافية عمرها 29 عامًا غيرت ثقافات العالم في القرن الـ20
آخر تحديث GMT05:53:04
 العرب اليوم -

ُلتقط للممثلة الأميركية ديمي مور إذ كانت حاملًا في شهرها السابع

صورة فوتوغرافية عمرها 29 عامًا غيرت ثقافات العالم في القرن الـ20

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - صورة فوتوغرافية عمرها 29 عامًا غيرت ثقافات العالم في القرن الـ20

المصورة الفوتوغرافية آني ليبوفيتز
واشنطن - العرب اليوم

تعد الصورة التي التقطتها المصورة الفوتوغرافية، آني ليبوفيتز، في عام 1991، للممثلة الأميركية، ديمي مور، وهي تقف جانبًا قبالة الكاميرا وإحدى يديها ملتفة حول صدرها، والأخرى مستقرة على بطنها، إذ كانت حاملًا في شهرًا السابع، من أبرز اللحظات التي تسببت في تغيير الثقافات التي شهدها العالم في القرن الـ20.

وتقول كارين هيرن، أمينة معرض «تصوير الحمل»، الذي استمر حتى 26 أبريل (نيسان) الماضي، في متحف «فاوندلينغ» في لندن: «لقد كانت لحظة فاصلة في تصوير وتمثيل الحمل، تلك النقطة التي بدأت فيها الصور المرئية للحمل تكتسب مزيداً من الزخم.

 ولكن حتى قبل 20 عاماً من الآن، لا تزال النساء الحوامل يرتدين ملابس أشبه بالخيام أثناء فترات الحمل».

ويبدأ العرض بصور ترجع إلى القرن الخامس عشر، ويمر عبر تسلسل زمني يمتد لأكثر من 500 عام من الفنون واللوحات والتحف البريطانية.

كما يتضمن صوراً، ورسوماً كاريكاتورية، وملابس، وبعض التحف النادرة، مثالاً بنموذج تشريحي نصفي صغير للغاية لامرأة حامل يكشف عن الجنين والأعضاء الموجودة بداخله.

تقول هيرن: «أشعر وأن ذلك يقدم لنا رؤية جديدة للنظر في حياة النساء عبر التاريخ».

ولقد بدأ اهتمام هيرن بتمثيل النساء الحوامل للمرة الأولى أثناء عملها كأمينة للفنون البريطانية من القرنين السادس عشر والسابع عشر في متحف «تيت».

وأثناء التفاوض حول الاستحواذ على لوحة تعود إلى عام 1595 لامرأة حامل من نبلاء القوم، وقع في ذهنها أنه ليست هناك أي أبحاث تقريباً حول تمثيل النساء الحوامل في الفنون الغربية.

ومن ثم شرعت في التحقيق وإلقاء المحاضرات حول هذا الموضوع. وعندما بدأت قبل 20 عاماً، كما تقول، كان الناس يساورهم شعور بعدم الارتياح في الغالب، واستشعروا بعض الحرج في الأمر.

واكتشفت هيرن أنه على الرغم من وجود لوحات للنساء الحوامل في القرنين السادس عشر والسابع عشر، فليست هناك سوى أمثلة نادرة للغاية لمثل هذه اللوحات يمكن العثور عليها بين تلك الفترة وحتى أوائل القرن العشرين.

وقالت إنها ركزت أبحاثها على الفنون البريطانية في المعرض، ولكن التشاور مع المختصين في بلدان أوروبية أخرى كشف أن صور النساء الحوامل كانت نادرة بدرجة نسبية على مدى القرون الماضية وقليلة للغاية لدى الغرب. وخلال جولة في المعرض، وعبر مقابلة شخصية أجريت مؤخراً، ناقشت هيرن بعضاً من صورها المفضلة من معرض «تصوير الحمل».

في عام 1526، وصل الرسام الألماني هانز هولبين الثاني إلى إنجلترا للمرة الأولى، حاملاً معه خطاب توصية من الفيلسوف الهولندي إيراسموس، إلى صديقه الإنجليزي السير توماس مور، الذي سوف يصبح عما قريب مستشاراً في بلاط الملك هنري الثامن.

وطلب مور من الرسام الألماني رسم صورة عائلية له ولأفراد أسرته، التي أنجز الرسام هولبين لأجلها عدداً من الرسومات التمهيدية، بما في ذلك الرسم بالطباشير الأسود والملون، لكريمة السير توماس مور الصغرى، وكانت تدعى سيسلي.

تقول هيرن عن اللوحة: «كانت ترتدي صدرية علوية تقليدية من ملابس نساء النخبة النبلاء في تلك الفترة، غير أن الواجهة الأمامية لفستانها كانت فضفاضة، ويبدو أن يديها كانتا تستقران على بطنها، وهي التفاصيل التي كانت أكثر وضوحاً في اللوحة الكاملة بين أفراد أسرتها». وأضافت هيرن تقول إن نساء تلك الفترة كن يحاولن التعديل البسيط في ملابسهن حتى تلاءم فترة الحمل، وذلك بدلاً من حياكة ملابس معينة للحمل.

واستطردت هيرن في قولها: «الأمر الملحوظ في هذه اللوحة، أن الرسام هولبين التقط بعناية فائقة الحيوية والذكاء العفوي لتعبيرات السيدة سيسلي. ولقد كانت تبدو مرتاحة وعلى سجيتها تماماً في وقفتها أثناء الرسم».

وصل الرسام الفلمنكي ماركوس غيرارتس الثاني، إلى إنجلترا، رفقة والده، عندما كان صبياً صغيراً، ثم أصبح رساماً غزير الإنتاج ومن أبرز فناني البلاط الملكي منذ عام 1590. وقالت هيرن: «بحلول الوقت الذي أنجز فيه لوحته، في عام 1620، كان يواصل رسم النساء الحوامل بشكل واضح طيلة 25 عاماً، ولقد تطور أسلوبه الفني عبر سنوات العمل المستمر حتى صار أكثر تلقائية وطبيعية».

وأضافت هيرن: «لم نكن نعرف من هذه السيدة في اللوحة المرسومة، غير أن التطريز الفضي على تنورتها مع الدانتيل واللآلئ التي يرصعن الفستان الطويل تشير إلى أنها تنتمي إلى عائلة من نخبة القوم.

وملاحظةٌ الطريقة التي تضع بها يديها على خصرها بصورة جميلة ومعبرة للغاية، إذ يبدو حملها واضحاً تماماً».

وسرعان ما تلاشى الأمر من لوحات البلاط الملكي بحلول عام 1625، إذ جعلت اتجاهات الملابس الجديدة، التي طرحتها الملكة هنريتا ماريا الفرنسية، قرينة الملك الإنجليزي تشارلز الأول، من الحمل أقل ظهوراً وضوحاً، وبالتالي صارت الصور أكثر غموضاً عما كانت عليه.

كانت ملابس الحمل في القرن السابع عشر تشبه مشد الخصر لتأخذ شكل المرأة الحامل، وكانت هذه المجموعة من الملابس المصممة خصيصاً للنساء الحوامل، التي يرجع تاريخها إلى عام 1665 - 1675 مقترنة بملبس يلف الصدر والبطن من النسيج المطابق نفسه، ويتم ارتداؤه أسفل الفستان.

ويُعتقد أنه جرى حياكة هذه الملابس لأجل النبيلة ماري فيرني، وكانت مصنوعة بعناية من الكتان، والحرير، والجلد، وشرائط البالين التي تستخرج من أفواه الحيتان.

تقول هيرن: {كان مشد الصدر والبطن يستقر أسفل الفستان، وكان يمكن توسيعه مع تطور فترات الحمل لدى المرأة، وكانت الشرائط في الجزء السفلي تتسع مع اتساع بطن المرأة الحامل.

ومن المدهش محافظة نساء تلك الفترات على أنماط ملابسهن وألوانهن المفضلة من دون تغيير.

وتعكس جودة هذه الملابس وضعية الحياة ومركز العائلة لصاحبة الملابس، وكانت أشبه ما تكون باللوحة الشخصية الحية».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

احتفالية فنية لذوي الاحتياجات الخاصة في متحف المجوهرات الملكية

"الأرميتاج" في "زمن كورونا" يخسر السيّاح ولا يلغي فعالياته الثقافية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صورة فوتوغرافية عمرها 29 عامًا غيرت ثقافات العالم في القرن الـ20 صورة فوتوغرافية عمرها 29 عامًا غيرت ثقافات العالم في القرن الـ20



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab