راقصات الرسام ديغا يمشين على رؤوس الاصابع في معرض استثنائي
آخر تحديث GMT13:02:27
 العرب اليوم -

بمناسبة احتفال "أوبرا باريس" بالذكرى 350 لافتتاحها

راقصات الرسام ديغا يمشين على رؤوس الاصابع في معرض استثنائي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - راقصات الرسام ديغا يمشين على رؤوس الاصابع في معرض استثنائي

راقصات الرسام ديغا
باريس - العرب اليوم

من الممكن ألا تناسب مقطوعات الأوبرا ذائقتك الموسيقية، أو أن تنظر لرقص الباليه كفنّ غربي بعيد عن  الرّقص الشرقي، لكن من المستبعد أن تمرّ بهذا المعرض مرور الكرام، ولا تتوقف متأملاً ومتمتعاً بما يضمه من عشرات اللوحات والمنحوتات. إنه معرض يقام حالياً في «متحف أورساي» للفنون في باريس، وهو واحد من سلسلة معارض خصصت للاحتفال بذكرى مرور 350 عاماً على افتتاح دار الأوبرا القديمة في القلب التجاري للعاصمة الفرنسية.

هذا المعرض مخصص لما أبدعته ريشة الرسام والنحات والمصور الفرنسي إدغار ديغا من أعمال تعكس شغفه بفن الأوبرا. فطيلة مسيرته العملية الممتدة لأربعين عاماً، كان هذا الفنان المولود في باريس عام 1834 والمتوفى فيها عام 1917 يتابع ما يُقدم على مسرح الأوبرا، ويعتبره أحد المصادر الرئيسية لإلهامه. وديغا تأثر برسامين سبقوه من أمثال كلود مونيه وإدوار مانيه وكاميل بيسارو، كما أثّر في فنانين جاءوا بعده وكانوا تلاميذ له. لهذا فإن أسلوبه يجمع ما بين الطبيعي والانطباعي. وهو كان مسحوراً بكل ما يدور في مبنى الأوبرا المعروف باسم «قصر غارنييه»، من معمار وسلالم رخامية ومصابيح من الكريستال ومقصورات مذهبة وأوركسترا تتخذ مكانها عند المقدمة من أسفل المسرح. هذا هو الإطار العام، حتى إذا انفتحت ستائر القطيفة الثقيلة عن المشهد الراقص ودخلت الحوريات الراقصات سائرات على أطراف الأصابع، توهجت روح الفنان واحتفظت عيناه بما سيصب على قماش اللوحة، فيما بعد، من حركات وألوان.

أحب المبنى وأحب معه من كان يسميهم «ساكنيه». أي المؤلفين والعازفين والمنشدين ومصممي الديكور والثياب وطبعاً الراقصات. بل إنه كان يحب الجمهور الجالس في الصالة ويراقب انشداده إلى المسرح، ويرسم أزياء السهرة الأنيقة وعوينات السادة وقبعات السيدات والمراوح اليدوية والتسريحات وكل تلك الأجواء بكافة وجوهها وتفاصيلها. كان ذلك المكان هو نقطة التقاء النخبة من أهالي العاصمة، من سياسيين وفنانين وأدباء وتجار. ولهذا راح الرسام يغرف من مشاهد ذلك العالم المصغر القائم بذاته ويلتقط الزوايا وتدرجات الإضاءة وانعكاساتها على الوجوه. لقد درس حركات الراقصين والراقصات، واقتنص لحظات التحليق فوق الخشبة، واقترب برهافة شديدة من مشاهد الغرام والبهجة أو الفراق والأسى.

كان ديغا فناناً رومانسياً. كما كان يتمتع بفضول يجعله لا يكتفي بما يراه على خشبة المسرح، بل يتسلل إلى ما وراء الكواليس لكي يرسم الفوضى التي تسبق العرض والتوتر الذي يطبع حركات الراقصات والمغنيات، ويجعلهن يدرن في غرف التبديل مثل نحلات قلقة. ولعل أهم ما في هذا المعرض هو أنه الأول من نوعه. ولم يحدث أن أقيم معرض في فرنسا يتخذ من الأوبرا موضوعاً وحيداً له. وقد كان إدغار ديغا هو الرسام العظيم الأنسب والأكثر غزارة في هذا الميدان. لقد كانت رسومه بمثابة التسجيل الوثائقي المصور لوجه فن الباليه في القرن التاسع عشر. وهو معرض استثنائي يستمر حتى 20 يناير (كانون الثاني) من العام المقبل.

قد يهمك أيضا:

الفلكلور الإماراتي على سور الصين العظيم

الجامعات الفلسطينية في غزة تشارك في المهرجان الدولي للتراث

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

راقصات الرسام ديغا يمشين على رؤوس الاصابع في معرض استثنائي راقصات الرسام ديغا يمشين على رؤوس الاصابع في معرض استثنائي



نجمات العالم يتألقن بإطلالات جذّابة بأسبوع الموضة في باريس

القاهرة - العرب اليوم

GMT 12:16 2024 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

حزب الله يؤكد مقتل القيادي علي كركي مع نصر الله
 العرب اليوم - حزب الله يؤكد مقتل القيادي علي كركي مع نصر الله

GMT 04:29 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الجامد والسائح... في حكاية الحاج أبي صالح

GMT 08:22 2024 الجمعة ,27 أيلول / سبتمبر

الهجوم على بني أميّة

GMT 04:32 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

اللوكيشن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab