لندن ـ ماريا طبراني
يُفتتح معرض هوكوساي " ما وراء الموجة العظيمة"، في المتحف البريطاني الأسبوع المقبل وهو يحمل أعظم أعماله، وبدأ هذا العمل عندما كان في الـ70 من عمره حيث قام بأشهر سلسلة من المطبوعات، وهي ٣٦ عملًا، بما في ذلك الموجة العظمى الشهيرة، وهي الصورة التي اجتاحت في وقت لاحق العالم، ولك أن تتخيل لو كان توفي الفنان كاتسوشيكا هوكوساي في سن 50 في 1810، وهو رسام ياباني، يعتبر من أكبر فناني مدرسة الـأوكييو-إه، أو مدرسة الفن الياباني "العالم العائم"، لكن بالكاد يعرف القليل هذه الشخصية العظيمة.
وبدأ الرسام بأعمال كان مانغا، وطباعة الكتب الخشبية وطباعة الكتب من الرسومات التي كانت شعبية بعنف، في الخمسينات، وامتدت إلى 15 مجلدًا "آخر ثلاثة نشرت بعد وفاته"، وغطت كل المواضيع التي يمكن تخيلها، بداية من الشخصيات الحقيقية والخيالية والحيوانات والنباتات والمشاهد الطبيعية والمناظر الطبيعية والمناظر البحرية والتنين والشعراء والآلهة مجتمعة بطريقة تتحدى كل محاولات نسج قصة من حولهم.
والانتقال من خلال المانغا في الأصل هو تجربة توسيع العقل، وتجربة ينبغي أن توصف لجميع الفنانين الطموحين، وإذا كانت المانغا ما صنعت اسم هوكوساي، فإن ستة وثلاثين لوحة جبل "هناك في الواقع 46 مطبوعات في هذه السلسلة" ضمنت له الشهرة، كان هوكوساي مع جبل فوجي جزءًا من التمسك به بعد الخلود الفني - في التقليد البوذي والداوي، كان يعتقد أن فوجي يحتفظ بسرية الخلود، كما تقول أحد التفسيرات الشعبية لأسمائها: "فو شي" وليس الموت.
وأدخل هوكوساي تدريجيًا اللون في السلسلة، والورود والظلال الداكنة، لإظهار إضاءة العالم كما تزحف الشمس فوق الأفق، وتظهر مقاطعة إيغيري المطبوعة في مقاطعة سوروغا على رقعة خارقة لطريق توكايدو السريع وجبل فوجي مرسوم بخط واحد، بينما في المقدمة تصطدم مجموعة من المسافرين بعاصفة من الرياح ترسل قبعات وأوراق تحلق في الهواء، ما يعد واحد من الأعمال المفضلة لديه من ٣٦ لوحة.
والانطباعات المبكرة للموجة العظمى، هي مجرد خفية في تلوينها: وردي الغلاف الجوي والرمادي في السماء، الأزرق البروسي العميق في طيات البحر، وتفقد المراكب الصيدية في الأمواج، في حين أن الجدار العظيم من الماء، مع أشباه الأصابع مثله، يُهدد بإغراق كل منهما و جبل فوجي الصغير في المسافة، أن الموجة العظمى أصبحت الطباعة المعروفة في الغرب كانت في جزء كبير منها بسبب الخبرة التكوينية لهوكوساي للفن الأوروبي.
أرسل تعليقك