روائع من الشرق في مزاد الفن الإسلامي في سوذبيز
آخر تحديث GMT04:24:51
 العرب اليوم -

روائع من الشرق في مزاد الفن الإسلامي في "سوذبيز"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - روائع من الشرق في مزاد الفن الإسلامي في "سوذبيز"

مزاد الدار لفنون العالم الإسلامي
لندن - العرب اليوم

عبر كاميرا «زووم» وحديث عبر الإنترنت مع ألكساندرا روي، خبيرة الفن الإسلامي بـ«دار سوذبيز» سنحت لنا الفرصة لرؤية بعض القطع الفريدة التي يضمها مزاد الدار لفنون العالم الإسلامي الذي سيعقد مباشرة على الموقع الإلكتروني للدار يوم 31 مارس (آذار) الحالي.معاينة القطع عبر الكاميرا ليست بالأمر الأمثل، لكنها عملية توفر لنا الفرصة لرؤية ما تخبئه غرف ومخازن قسم الفن الإسلامي بالدار. وكالعادة، توفر لنا نائبة مدير قسم الشرق الأوسط، ألكساندرا روي، عرضاً مشوقاً لأهم القطع وأهميتها، مصحوبة بقصص عن مالكيها وظروف صنعها، وفي نهاية الأمر نخرج من المحادثة وفي الخيال مشاهد من قصور النبلاء وورش الحرفيين ومكاتب الناسخين، كلها تعكس تطور الفنون في جنبات العالم الإسلامي والتأثيرات المتبادلة بين دوله وبين دول أخرى مجاورة أو بعيدة مثل دول أوروبا.

لنصحب إذن كاميرا «زووم» وصوت ألكساندرا روي في الغوص في كنوز العالمين الإسلامي والهندي، وننطلق من صندوق خشبي بديع التفاصيل مطعّم بالصدف، مستوحياً من الطبيعة النخلات الباسقات وتموجات الأغصان في كامل الصندوق، وفي داخله يتميز بالرسومات الرشيقة بالذهب. ما حكاية هذا الصندوق الأنيق إذن؟ تشرح لنا روي، أن الصندوق صنع في ولاية غوجارات بالهند في أواخر القرن السادس عشر، حيث راجت صناعة الصناديق المطعّمة بالصدف لتصديرها إلى أوروبا. تقول «التجار البرتغاليون هم من أطلق هذه التجارة عند وصولهم للهند، حيث وجدوا في شمال البلاد مهارات عالية في حرفة التطعيم بالصدف، واستغلوا ذلك في إنشاء تجارة للصناديق المطعمة بالصدف لتصديرها لقصور وكنائس أوروبا، وتوجد سجلات على وجودها في مجموعات ملكية في أوروبا، وأيضاً في مقتنيات الكنائس والأديرة. أعتقد أنها كانت قطعاً غريبة وطريفة إلى جانب قيمتها المادية؛ ما أغرى الكثيرين من الأغنياء باقتنائها وأصبحت هي الموضة السائرة في نهاية القرن السادس عشر وبدايات السابع عشر في أوروبا».

الصندوق من داخله به عدد من الأدراج الصغيرة والأرفف، قد تكون قد خصصت لحفظ أدوات الكتابة من محابر وأقلام وأوراق، أو ربما خصصت لغير ذلك «نعتقد أنها كانت تستخدم لحمل الأغراض الثمينة في السفر»، حسب ما تقول روي. الزخارف هي ما تجذبنا وهي تتغير مع الضوء، حيث نرى انعكاسات لألوان مختلفة ومنها الوردي. أما النقوشات الأخرى فتشير الخبيرة إلى أنها مستوحاة من عمارة بعض الأبنية المهمة في غوجارات «الموتيفات نعتقد أنها مستوحاة من نافذه لأحد المساجد الأثرية في أحمد آباد».


في علم الفلك والتنجيم


تجتمع عدد من القطع المعدنية المعروضة في المزاد في تصويرها للكواكب والنجوم وأيضاً للأبراج، تختلف فيما بينها في وظيفتها ما بين آنية معدنية ونحاسية للشرب أو لأسطرلابات دقيقة الصنع، أو محبرة كما نرى في القطعة التي تعرضها لنا روي. المحبرة الأسطوانية الشكل أمامنا مصنوعة من البرونز المطعّم بالفضة، وهي تعود للقرن الثالث عشر، وصنعت في خراسان. تتميز بـ12 حلية دائرية من الفضة يمثل كل منها أحد الأبراج يتخللها نقوشات لأشكال حيوانات خيالية.

هناك أيضاً أكثر من أسطرلاب نحاسي مذهب، أحدها يعود صنعه لعام 1660 من عصر الدولة الصفوية. أسطرلاب آخر يعود لعام 1336 ويحمل توقيع صانعه أحمد بن عبد الله القرطبي اليماني من مدينة تطيلة الأندلسية.

من العصر المملوكي بمصر نرى إناءً من النحاس المطعّم بالفضة بنقوش تصور الكواكب المختلفة، وفي داخلها نرى نقوشاً لسمكات كأنها تسبح في قاع الآنية «المقصود من تصوير الأسماك في القاع، وهو أمر يميز الأسلوب المملوكي نراه في الأباريق والأواني، هو التأثير الذي يحدثه وجود الماء في الآنية بحيث تبدو الأسماك وكأنها تسبح في بحيرة صغيرة».

غير أن أهم قطعة في هذه المجموعة غير موجودة في لندن حالياً ونلجأ لرؤيتها عبر الصور على الموقع الإلكتروني، وهي حوض نحاسي نادر من خراسان مطعم بالفضة، قد يكون صنع في هرات نحو عام 1200، وهو حوض عميق بحافة تشبه الصدف منقوشة بتفاصيل مختلفة، أما قاع الحوض فيتميز برموز فلكية، بما في ذلك خمسة كواكب، والشمس والقمر في المركز، وتحيط بها اثنتا عشرة علامة من البروج.


مصاحف ومخطوطات ورسومات


من القطع النادرة أيضاً نرى مصحفاً مزخرفاً جميلاً صنع لأمر رئيس قضاة القدس ونابلس، وقام بنسخه أبو الفضل محمد بن عبد الوهاب الشافي السنباتي الأعرج، مصر بتاريخ 1514م. المصحف مكتوب بخط النسخ بالحبر الأسود وتفصل بين الآيات حليات ذهبية مدببة بالأزرق والأحمر، أما الافتتاحية فهي واجهة مزخرفة باللونين الأزرق والذهبي مع نص مكتوب بالذهب، وختام الصفحة النهائية باللونين الأزرق والذهبي. وفي سلسلة ملاك المصحف نقرأ اسم الحاج عثمان كانو إسماعيل، عمدة مدينة ينبع البحر بالحجاز، في المملكة العربية السعودية حالياً.


مجلس المهراجا


من القطع الطريفة والتي تعكس تلاقح الحضارات، رسم لمجلس المهراجا رانجيت سنغ يعود لعام 1927. التفاصيل المختلفة هنا تجذب البصر، فهنا تفاصيل ثرية ودقيقة تصور القصر في خلفية الصورة، فنرى النوافذ الخشبية المزخرفة والملونة، أيضاً نرى قطع الستائر أو السجاد الملونة، بعضها رُفع لجانب ليسمح للنور بالتدفق لداخل القصر، وبعضها مطوي للأعلى لتفسح المجال للفنان لتصوير بدقة كل تفاصيل النقوش على الحوائط بألوان محدودة مثل الأزرق والأحمر، وإن كان اللون العاجي هو المسيطر في تصوير البناء. ننظر للجالسين حول المهراجا، بعضهم على البساط الأحمر المزين بالزهور المختلفة، وهم في الغالب من الكتاب الذين جلسوا على الأرض ليدوّنوا الحديث، ربما؟ حول المهراجا جلس عدد من كبار رجاله ومستشاريه، وهنا نرى أن طريقة الجلوس على المقاعد محيرة بعض الشيء، بعضهم جلس واضعاً «رجلاً على رجل»، آخر جلس وقد وضع ساقاً على ساق وكأنه يجلس على الأرض، شخص آخر طوى ساقه تحته، بينما جلس شخص بجواره وقد وضع قدمه على حافة المقعد. أسأل روي عن ذلك المشهد، فتقول إنه من الواضح أن الجالسين غير معتادين على المقاعد الخشبية التي كانت تقليداً حديثاً مستورداً من أوروبا.


أول رسومات لمكة والمدينة بريشة أوروبي


مجموعة من الرسومات بالحبر الأسود تحمل تعليقات بالفرنسية تمثل أول رسومات بيد شخص فرنسي لمكة والمدينة. الرسام هو سير جون شاردان، وهو رحالة أوروبي زار الشرق الأوسط، لم يذهب للأماكن المقدسة، ولكنه اعتمد في تصويره لمسجد الرسول بالمدينة والكعبة في مكة على وصف وكلام أحد الحجاج. غير أن شاردان لم يكن دقيقاً في رسمه، فقد جمع في إحدى تلك الرسوم ما بين المسجد النبوي والمسجد الحرام بمكة، ولكن تظل للرسومات أهميتها التاريخية الخاصة.


سجاد ومنسوجات


يضم المزاد عدداً من المنسوجات وقطع السجاد الثمينة، لعل أهمها سجادة تعود للعهد الصفوي في إيران صنعت في منتصف القرن السادس عشر. هناك أيضاً خمسة من المنسوجات المخملية التي تعود للعصر العثماني من مقتنيات فايكونت وليدي دابرنون. وقد غزلت القطع في ورشة بمدينة بورصة التركية في أواخر القرنين السادس عشر والسابع عشر. مثل هذه المنسوجات الفاخرة لعبت دوراً رئيسياً في المجتمع العثماني كمؤشرات على الرتبة والمكانة.في البداية كانت تمنح لكبار رجال البلاط، كان الانحدار البطيء للإمبراطورية يعني أن المنسوجات الفاخرة أصبحت متاحة في السوق المفتوحة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

قد يهمك ايضا:

كثير من الليبيين يتخوفون من ضياع "ثرواتهم التراثية" التي احتفظوا بها مئات السنين

مصر تُعير 84 قطعةً أثريةً مِن مقتنيات متحف الفن الإسلامي للسعودية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روائع من الشرق في مزاد الفن الإسلامي في سوذبيز روائع من الشرق في مزاد الفن الإسلامي في سوذبيز



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab