مسجد سيدي رمضان في حي القصبة العتيق في الجزائر صرح شامخ منذ 10 قرون
آخر تحديث GMT17:22:15
 العرب اليوم -

مسجد "سيدي رمضان" في حي القصبة العتيق في الجزائر صرح شامخ منذ 10 قرون

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مسجد "سيدي رمضان" في حي القصبة العتيق في الجزائر صرح شامخ منذ 10 قرون

مسجد "سيدي رمضان"
الجزائر - العرب اليوم

تحتضن أرض الجزائر كثير من المساجد العتيقة التي يعود تاريخها لمئات السنين، وتتوزع عبر أغلبية محافظاتها الـ58 وأينما تحط الرحال بمدينة جزائرية وإلا تسمع عن اسم "المسجد العتيق"، قد يكون بهذا الاسم أو أن مساجد أخرى بتسميات مختلفة لكنها عتيقة تروي كلها قصة تعلق هذا الشعب العربي بدينه الإسلامي الحنيف ومن بين أقدم تلك المساجد يوجد "جامع سيدي رمضان" الواقع بحي القصبة العتيق بمدينة الجزائر العاصمة والمصنف تراثاً عالمياً من قبل منظمة "اليونسكو" عام 1962، وتم بناءه من قبل حكام "بني مزغنة" قبل 10 قرون خلت تكشف الوثائق التاريخية عن "جامع سيدي رمضان" أن تأسيسه كان بين القرنين الـ10 ميلادي والـ11، وبني على أنقاض المدينة الرومانية "إيكوزيوم" من قبل "بني مزغنة" الذين وضعوه ضمن حدود دولتهم التي كانت ممتدة آنذاك من منطقة "باب عزون" بالقصبة السفلى إلى منطقة باب الوادي فيما أشارت أبحاث تاريخية أخرى، إلى أن بنائه كان في القرن الـ10 ميلادي من قبل قبائل أمازيغ، وهو ما يجعله في المحصلة واحدا من أقدم المساجد بالجزائر.

 كما تشير الأبحاث التاريخية عن هذا المسجد العتيق، بأن تدشينه تم عام 362 هجري الموافق لـ973 ميلادي في عهد بولوغين بن زيري، فيما ورد في لوحة تذكارية توجد بـ"جامع سيدي رمضان"، وهي عبارة عن رخامة موضوعة في أحد أركان مقصورة المسجد، وكُتب عليها: "بسم الله الرحمن الرحيم، تم تدشين جامع سيدي رمضان سنة 1622م" تباين أصل تسمية "جامع سيدي رمضان" بين الباحثين الجزائريين، ومن أكثرها تداولا أن تسمية هذا الصرح الديني مشتقة من اسم أحد جنود الجيش الإسلامي الذي شارك في حملة الفتوحات الإسلامية بمنطقة شمال أفريقيا وهو القائد العربي "عقبة بن نافع"، واستقر بالجزائر إلى غاية وفاته، حيث تم دفنه بإحدى زوايا المسجد غير أن باحثين آخرين يقولون إن أصل تسميته يعود إلى ولي صالح يسمى "سيدي رمضان" تعود أصوله إلى ولاية بسكرة الواقعة في جنوب شرق الجزائر، فيما أشارت أبحاث أخرى بأن "سيدي رمضان" كان واحدا من علماء الحنفية والمالكية في الجلسات القضائية التي كانت تعقد في المسجد.

وخلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر (1830– 1962)، نجا جامع "سيدي رمضان" من تحويله من قبل جنود الاحتلال إلى كنائس أو اسطبلات للخنازير والأحصنة أو مسكن لجنوده كما فعل مع كثير من مساجد الجزائر إلا أن سلطات الاستعمار الفرنسي قررت مصادرة أوقاف الجامع والتي قدرت حينها بنحو 50 عقارا وبناية كانت تستعمل مداخيلها في معاشات موظفي الجامع والصيانة تبلغ مساحة جامع "سيدي رمضان" الواقع بالعاصمة الجزائرية 400 متر مربع، وطوله 32 مترا، وعرضه 12 مترا، وتصل طاقة استيعابه الإجمالية للمصلين إلى 1000 مصلٍ، وبه مئذنة واحدة يبلغ طولها 10 أمتار بالطراز المغاربي ويظهر جامع "سيدي رمضان" شامخاً بخليج الجزائر رغم عوامل الزمن، ويتم الوصول إليه عبر الأزقة الضيقة التي تميز حي القصبة العتيق بالجزائر العاصمة.

ويحمل سقف المسجد 18 عموداً من الحجارة، وتبعد كل واحدة عن الأخرى بنحو 3 أمتار، فيما يشد السقف 4 أعمدة بأشكال عادية تنتهي بنقوش هندسية في أعلاها وينقسم المسجد إلى 3 أروقة بالطول و9 أروقة بالعرض، تحت سقوف قرميدية، وبه أيضا محرابين، ويوجد به ما يعرف بـ"السقيفة" وهي رواق أو ساحة صغيرة تقود مباشرة إلى قاعة الصلاة، وبها عين تشتهر بمائها البارد طوال العام، وبه أيضا غرفة صغيرة يطلق عليها "المقصورة" بجانب المسجد، فيما يطلق عليها سكان العاصمة الجزائرية "البويتة" وتعني "البيت الصغير جدا"، وهي غرفة مخصصة للإمام ورغم كثرة المساجد، إلا أن كثيرا من سكان العاصمة لازالوا يفضلون التوافد على مسجد "سيدي رمضان" خصوصاً في شهر رمضان، حيث تنظم فيه حلقات يومية للذكر، وقراءة القرآن، وصلاة التراويح، والتهجد.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الحكومة الجزائرية تعالج تداعيات جائحة كورونا بـ"سلاح القراءة"

أزمة سوق الكتاب في الجزائر تتفاقم لأسباب متعددة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسجد سيدي رمضان في حي القصبة العتيق في الجزائر صرح شامخ منذ 10 قرون مسجد سيدي رمضان في حي القصبة العتيق في الجزائر صرح شامخ منذ 10 قرون



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab