بغداد - نجلاء الطائي
استضافت دار الكتب والوثائق في وزارة الثقافة والسياحة والآثار داخل قاعتها معرض الوثائق النادرة والمخطوطات التاريخية وأعمال الترميم الذي أقامته العتبة العباسية، والمعرض الشخصي للفنان عيدان جبر الذي حمل عنوان (منمنمات وحروف) وتواصل ليومين على قاعات الدار، احتفاءً باختيار العاصمة بغداد ضمن المدن الإبداعية ويوم التراث الثقافي العربي ويوم المرأة العالمي. والمعرض الذي افتتحه الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة والسياحة والآثار جابر الجابري بحضور وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي وممثل العتبة العباسية محمود الصافي ومدير عام دار الكتب والوثائق علاء ابو الحسن العلاق وعدد من المدراء العامين في الهيئة العامة للآثار والتراث ومتخصصين من الأكاديميين والمثقفين، قدمت خلاله دار الكتب والوثائق الوطنية مقتنياتها من نفائس وثائق العهد الملكي في العراق في مختلف الميادين السياسية والاجتماعية والعلاقات الخارجية، ومنها وثيقة لنسب الأسرة المالكة وأخرى لمبايعة رؤساء العشائر والأهالي للملك فيصل الأول ملكا على العراق عام 1921 وخطاب ملك العراق لمناسبة انضمام العراق إلى عصبة الأمم المتحدة والوثيقة النادرة لعقد قرآن الملك غازي على الملكة عالية في ثلاثينيات القرن الماضي ووثيقة نص اليمين الدستورية الذي أدلى به الملك فيصل الثاني أمام مجلس الأمة وخطابه الذي أعقب أداء اليمين.
كما عرضت الدار نسخا أصلية من جريدة الزوراء وصحف ومجلات عراقية وعربية مهمة أخرى، وكتبا نادرة وتراجم مشاهير الشرق 1910 وشرح ابن عقيل 1905 وشعراء العصر 1910 والنشرة الفصلية للمصرف الوطني العراقي 1930. من جانبها عرضت العتبة العباسية المقدسة وثائق نادرة للمخطوطات وأعمال الترميم الخاصة بها وتجلى ذلك في جهود أقسامها الساندة لانجازها وعرضها على الجمهور فقد تم عرض نماذج للقسم البايولوجي متمثلة بعرض نماذج من الحشرات التي وجدت في المخطوطات والتي تم تشخيصها والتخلص منها لتأثيرها سلبا على متانتها ومقاومتها لعوامل التقادم الزمني، وجهود القسم الكيمياوي في عرضه للمواد المختبرية والداخلة بعملية ترميم ومعالجة الأوراق والجلود والألوان والأحبار والأختام.
كما قدمت مراحل الترميم التي تنطلق من التوثيق الصوري إلى التنظيف الميكانيكي والغسيل والتدعيم وتنتهي بعملية التصحيف وصناعة علب الحفظ. وزينت عروض العتبة المقدسة العديد من الوثائق التي تتفرد بها لحقب زمنية مختلفة، ولوحات فنية مزخرفة وأغلفة مزججة، ونماذج لافتة تعنى بفن الحفر على الجلود ونماذج من المخطوطات المرممة. وثمّن الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة جابر الجابري في كلمته الجهود الاستثنائية لدار الكتب والعتبة العباسية وفناني التشكيل العراقي في إقامة المعرضين، ومشدداً على إن هذه الدار من أقلامها وحروفها العتيقة والمرممة تشهد اليوم ثورة ثقافية في مواجهة كل الأعداء فهي بهذا التنسيق أثبتت إنها دار للحرف والكلمة والمخطوطة التراثية وهي من شواهد مسيرة العراق الطويلة العراق العزيز.
كما حيا المرأة العراقية في عيدها قائلا ، المرأة العراقية هي أسطورة على مر الأزمنة والعصور فهي تودع وتستقبل الإبطال والشهداء في سوح المواجهة فهي قد أضحت عنوانا لنساء العالم اجمع كونها هي التي حملت كل هذه الجبال التي هزمت الجٌهال. وجاء في كلمتي ممثل العتبة العباسية المقدسة الشيخ محمود الصافي، ووكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي، التثمين العالي لأفضل وأرقى صيغ التنسيق بين الوزارة والعتبة في إبراز الجهد الثقافي والتقني لهما وعرضه للجمهور بما يعزز تأريخ العراق وحاضره ومستقبله، وما هذا التعاون إلا ثمرة من ثمار الجهد الوطني العراقي في مواجهة الأعداء في كافة سوح المواجهة.
من جانبه أشار مدير عام دار الكتب والوثائق علاء أبو الحسن إلى إن "إقامة احتفاليتنا اليوم تأتي متزامنة مع ما يثقل العراق بحضارته وتراثه الثر الذي يمثل الثروة الحقيقية للشعب العراقي التي ورثها من الأجداد، فالتراث ثروة كبيرة من الآداب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف، وأن التعاون والتنسيق بين الدار والعتبة المقدسة يعد الوعاء الحقيقي لمضامين التراث العراقي الثقافي.
أرسل تعليقك