حانو قريثو دمية أسطورية تطوف قرى السريان بكرنفال احتفالي
آخر تحديث GMT13:21:52
 العرب اليوم -

"حانو قريثو" دمية أسطورية تطوف قرى السريان بكرنفال احتفالي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "حانو قريثو" دمية أسطورية تطوف قرى السريان بكرنفال احتفالي

عيد "حانو قريثو"
بغداد - العرب اليوم

مع قدوم شهر أعياد الربيع الذي يصادف آذار من كل عام، يحتفي القرويون السريان في سوريا والعراق بعيد "حانو قريثو"، فيطوفون بدمية بيوت القرى بكرنفال احتفالي وطقس شعبي يرجع لسنوات غابرة.ففي قرى "محركان وروتان" في ريف مدينة القامشلي شمالي سورية، احتفل الاتحاد النسائي السرياني والجمعية الثقافية السريانية، بحانو قريثو الذي يجسد قصة أسطورية لابنة ملك عظيم قدمت نفسها قربانا لنصرة والدها وتستذكر جورجيت حنا، إحدى المحتفلات بالعيد تفاصيل ترتيبات التقليد الشعبي للعيد التاريخي الذي يبدأ بصناعة فتيات القرية لدمية رمزية وهي كناية عن ابنة الملك حانو، وإلباسها ثيابا فولكلورية زاهية.وفي صبيحة العيد تنطلق الفتيات العذراوات وهن يحملن حانو، وتطفن بها بيوت القرية وهن يرددون أغنية خاصة بالمناسبة، ويطرقن أبواب القرويين، ويطلبن السمن والبرغل والبيض واللحم.

بحسب المؤرخ السرياني ورئيس الجمعية السريانية الثقافية في مدينة القامشلي حنا حنا، فإن "حانو قريثو" واحدة من أقدم الاساطير السريانية، وباتت طقسا سنويا توارثه الأبناء والأحفاد قبل المسيحية ليمثل تراثا شعبيا وكنسيا، يحتفي به السريان والآشوريون قبل البدء بالصوم الأربعيني .وترجع أحداث الأسطورة التي حدثت في جبال طور عابدين في تركيا إلى هذا التوقيت من السنة وعن أصل الاحتفال، يوضح حنا: "منح الملك الانتصار على أعدائه بعد أن توالت عليه الهزائم وخسر أراض فنذر للآلهة أن يضحي بأول شخص يلتقيه بعد عودته من المعارك، فصدف أن كانت ابنته الأميرة حانا أو حانو من التقاها، فرحبت الشابة بقرار والدها فطلبت منه منحها مهلة 40 يوما، فخرجت برفقة صديقاتها العذراوات الى الجبال، حيث جمعن البيض والقمح والبقوليات والفاكهة، واحتفلن أربعين يوما. وقبل انتهاء المهلة المحددة وعودة حانا لوالدها ليضحي بها، طلبت من رفيقاتها تخليد ذكراها بطقس رمزي بصناعة دمية على شكل صليب، وإلباسها ثيابا بديعة والطواف بها بين الناس".

وتضيف أمل كورية، وهي ممثلة عن الجمعية السريانية، أن القرويين يرشون حانو بالماء، ويمنحون الفتيات اللواتي يتناوبن على حملها كميات كبيرة من البرغل والعدس والبيض والقمح والخضار واللحم بالزغاريد والأهازيج، إلى جانب أداء أغان خاصة بالمناسبة.وتتابع كورية موضحة : "من المواد التي جمعتها الفتيات، تطبخ أمهر نساء القرية مأكولات تقليدية، ويقدمن حصة منها للضيوف والمحتفلين، وقسم يوزع على القرويين، فيما توضع حصة حانا من الطعام في صحن وتدفن في الأراضي الزراعية الخاصة بقريتهن تباركا بالعيد وتحضيرا للصوم الأربعيني المقدس".

وتضيف قائلة: "بعد انتهاء الاحتفال بالرقصات والدبكات الشعبية، تدفن الفتيات تمثال الأميرة حانو قريثو الرمزي مع بعض الطعام في مكان حول القرية".وعن علاقة حانو قريثو بطقوس وصلوات الاستسقاء، يقول الباحث والمؤرخ السرياني يعقوب حنا: "الفتيات اللواتي يطفن بيوت القرية حاملين عروسا خشبية عليها ملابس جميلة، يجلن بيوت القرى وهن يرددن أغان خاصة بالاستسقاء بالسريانية، ويرش كل بيت الماء على حانو، ثم يتجه موكبها الاحتفالي إلى كنيسة القرية، ويطفن حوله عدة دورات مرددين مرة ثانية أغاني الاستسقاء طالبين المطر" ويحيي الأكراد في مناطق الجزيرة السورية ذات الطقوس مع شح الأمطار، حيث تقول الجدة الكردية خجة الطاعنة في السن لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنهم اعتادوا كأجدادهم إحياء الطقوس ذاتها حين يتأخر المطر، لكنهم يقدمون الطعام للفقراء قبل التوجه لله بطلب المطر.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

مصغرات وتراث شعبي وفلكلوري بغدادي في قاعة كولبنكيان

المولوية تراث شعبي بين حلب والشام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حانو قريثو دمية أسطورية تطوف قرى السريان بكرنفال احتفالي حانو قريثو دمية أسطورية تطوف قرى السريان بكرنفال احتفالي



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
 العرب اليوم - "يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 12:06 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

أنغام في أول حفل بعد أزمة عبد المجيد عبدالله
 العرب اليوم - أنغام في أول حفل بعد أزمة عبد المجيد عبدالله

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

حكومة غزة تحذر المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 11:21 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

جريمة مدبّرة ضد شقيق عمرو دياب

GMT 16:22 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"برشلونة يمدد عقد جيرارد مارتن حتى 2028"

GMT 16:01 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

ريهام حجاج تخوض تجربة جديدة وتعلن سبب غيابها سينمائياً

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يحذر اللبنانيين من التوجه إلى الجنوب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab