3 سوريين يحولون بقايا الدمار إلى أعمال فنية مميزة
آخر تحديث GMT12:19:16
 العرب اليوم -

3 سوريين يحولون بقايا الدمار إلى أعمال فنية مميزة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - 3 سوريين يحولون بقايا الدمار إلى أعمال فنية مميزة

سوريين يحولون بقايا الدمار إلى أعمال فنية
دمشق - العرب اليوم

لم يُخلق الفنَّ لتزيين الغرف... إنَّه آلةٌ يستخدمُها الإنسانُ من أجل الحرب والدِّفاع ضدَ الأعداء، لعلَّ مقولة بيكاسو هذه، تلخص هواجس ثلاثة شُبّان سوريين أعادوا برهنة العلاقة بين الفنِّ والحرب، قاطعينَ عهدًا على أنفسِهم كُلَّما اشتدَّت أصوات المدافع والقذائف، ازدادوا إبداعاً بكلِّ ما أوتوا.من مخلَّفات الحرب، أنقاضِ المنازل المدمرة، وبقايا هياكل، ولعبِ أطفالٍ، وقطع موتٍ، صاغ الشبان الثلاثة فنًّا  تمثَّل بمعرِضٍ تحت عنوان "عمل ٌواحد معرِضٌ واحد"، جسَّدوا فيه أفكارهم المثقلة بهموم المجتمع السوري الذي تعرض لواحدة من أبشع الاستهدافات التي تحاول النيل من شخصيته المتكاملة، وأعمالاً حاولوا بها اختصار جزء من الواقع المرير لمن بقي على قيد الحياة، مُسخِّرين طاقاتِهم وإبداعهم لإيصالِ رسالتهم.

وتفرَّد هؤلاء الشُّبَّان بإنجاز أعمالٍ لأوَّل مرة بهذه الأحجام، استغرقت منهم أشهر عدة من اللمسات المتراكمة بدقة، مواظبين مع وضع التفاصيل النهائية لأعمالهم، على إظهار السَّلام من بين الركام.من قطع بحث عنها في مواقع المأساة التي استهدفت بلاده كيانا وشعبا، كانت أدواته، أمّا فكرته فأخذَ لها بُعداً فلسفيًا بعض الشَّيء، خُزيمة العايد أحد المشاركين بالمعرِض قال : أردتُ تنفيذ عمل مبهر للعين، استوحيتُ فكرتي من الكونِ والكواكب، وبحثتُ عن أكثر شيء مدمر كونياً؛ لأجد الثّقبَ الأسوَّد الَّذي يعتبر كتلة خرابٍ أو امتصاص يبتلع كلُّ شيءٍ من حوله لينتج ذلك الدَّمار، أسقطتُ فكرتي هذه على بلدي سورية، فشبَّهت سورية بكوكبٍ صغيرٍ حلَّ به الدَّمار، دمارٌ ثقافِيّ و اجتماعِيّ و اقتصادِيّ، أمّا الثقب الأسوَّد يمثَّل الأشخاص المُسببين لهذه الحرب.

وعن مجسَّمه العملاق، قال خزيمة: هو عبارةٌ عن كرةٍ قطرها 4 أمتار، وارتفاعها 4 أمتار، لُصقت عليها نفايات حقيقية، أُخذت من أماكن خلفتها الحرب، عَملتُ جاهداً بالبحثِ عن هذه النفايات، والَّتي أخذت الحيّز الأكبر من وقتي؛ لكي يكون كلّ جزءٍ من هذا العمل يُلامسُ جانبًا من حياة الزائرين للمعرِض.وأضاف: بصفتنا فنانين، واجبنا أن ننقل مشاعر النَّاس من حولِنا بأعمالِنا، فالفنُّ هو مرآةٌ للمجتمع، والذراعُ البصريّ للتعبير عن واقعنا، على أملٍ أن تصل رسالتي بتحويل القبيح إلى عملٍ جميلٍ.لم تنته الحرب، فآثارها لا زالت مستمرة، و(الثقب الأسود) الذي يخترق مجسمه الفني، مستمر بابتلاع آمال السوريين وهتك حياتهم القاسية، محاولا تحويلهم إلى أكوام من الجياع، بعدما نجح ذلك الثقب البربري، بجعلهم أكوام من الضحايا على مدى سنوات الحرب.

يعرب طلاع فنَّان مشارك بالمعرِض، قال: شاركت بمشروعٍ (video art) مدته 9 دقائق، يُعبّر عن الأشياء الّتي لا تنتهي، وربطها بالحربِ الَّتي نعيشها من خلالِ إظهار صور مختلفة عن بعضها من حيث التَّضاد اللونيّ الشديد المتناغم في الوقت ذاته بين الأبيض والأسوَّد؛ لتروي قصة أيَّام الحرب الَّتي نعيشها.وأشار طلاع إلى أن رسالته الرئيسة من عمله، هي نشر الأفكار والإلهام في سبيل إحداث نوع من التغيير، وبأنَّنا قادرون على تحويل رائحة الألم إلى أمل لنرسم واقع أجمل، وأضاف، استغرق عملي شهرًا متواصلًا من المجهودِ الفكريّ والتنفيذيّ، لإيصال فكرتي وهي محاكاة الواقع.واختزل طلاع رسالته ورفاقه في المعرض على اعتبارها "كلمة السوريين يتوقون إلى إيصالها للعالم وهم يصارِعونَ مخاضِ هذه المرحلة، من أجلِ فجرٍ جديدٍ يُليق بِهم، وبطموحاتِ شعبٍ بأكمله.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

علماء يتوقعون أن يصبح الثقب الأسود سلفًا لنوع جديد من الكواكب

بشار الأسد يؤكد زيادة لحمة أطياف المجتمع السوري بعد فشل الإرهاب في زرع الفتنة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

3 سوريين يحولون بقايا الدمار إلى أعمال فنية مميزة 3 سوريين يحولون بقايا الدمار إلى أعمال فنية مميزة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab