افتتاح مؤتمر المكتب الدائم لاتحاد الأدباء العرب في دمشق
آخر تحديث GMT21:20:41
 العرب اليوم -

في قاعة الأمويين الموجودة وسط العاصمة السورية

افتتاح مؤتمر المكتب الدائم لاتحاد الأدباء العرب في دمشق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - افتتاح مؤتمر المكتب الدائم لاتحاد الأدباء العرب في دمشق

الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ
دمشق - العرب اليوم

"وصلنا إلى أنفسنا حين وصلنا إلى دمشق"، هكذا بدأ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ كلمته التي ألقاها السبت، في افتتاح مؤتمر المكتب الدائم للاتحاد في دمشق (13- 15 كانون الثاني/يناير الجاري)، المؤتمرون في قاعة الأمويين في فندق الشام وسط العاصمة السورية، بدوا في حالة من الحماسة للقاء أعضاء المؤتمر العادي الذي ينتظم كل ستة أشهر، مقروناً بنشاط ثقافي تصاحبه هذه المرة ندوة رئيسة بعنوان "التنوير في مواجهة التكفير"، إلى جانب المهرجان الشعري الذي تحضر فيه أسماء بارزة من خمسة عشر اتحاداً من البحرين والإمارات وسلطنة عمان ومصر ولبنان والسودان وتونس والجزائر وفلسطين، والأردن والعراق واليمن وموريتانيا والمغرب إضافة إلى سورية.

الأمين العام وصف انعقاد المؤتمر في دمشق بتحقيق "أهداف النظام الأساسي للاتحاد العام، حيث التواصل الثقافي العربي أولوية، وحيث استضافة المكتب الدائم حق أصيل متداول بين الاتحادات المنتمية إلى الاتحاد العام، ذلك سياق اجتماعنا هنا بعيداً من أي تأويل".

وأضاف: "لكن الحكاية لا تنتهي عند هذا الحد، فحضور الاتحاد العام اليوم في دمشق هو رسالة تضامن مع الكاتب أو المثقف السوري، ومع المواطن السوري، ودعوة موجهةٌ إلى المبدع العربي السوري المهم في قلوبنا وفي الواقع نحو تحقيق اللقاء الضروري مع محيطه العربي، فلا بعد أو عزلة وليس إلا الحوار المطوّق بالحب والأمل والعمل، فسورية الفكرة والوطن، سورية الدولة، سورية هي الأهم بما لا يقاس. سورية هي الأعز والأغلى وهي تمثّل للعرب جميعاً رمز عروبتهم، ولذلك فإن أمنها واستقرارها عنوان ثقة وطمأنينة لكل عربي على تباعد الديار".

مواقف الأمانة العامة جاءت على لسان الصايغ: "موقفنا الثابت مع وحدة التراب السوري، ومقاومة محاولات تفتيت الدولة الوطنية، ومقاومة وحش التطرف والإرهاب والظلامية والتكفير، ورفض التدخلات الأجنبية في الشأن السوري وعلى أنه لا حل إلا سياسياً؛ مع تأكيد حق الشعب السوري وحده في تأكيد خياراته، وعلى حقه وهو العزيز الكريم في حياته العزيزة الكريمة".

كلام الأمين العام قابله جدل واستنكار أثارته رابطة الكتّاب السوريين في المنفى قبيل انعقاد المؤتمر بأيام، وذلك عبر موقعها الذي نشر بياناً بعنوان: "اجتماع الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب في دمشق عار غير مسبوق!" ويتساءل البيان: "على المثقفين العرب أن يتساءلوا بعد هذا الاجتماع: كيف وصلنا إلى هذه النقطة المخيفة؟ كيف تستطيع الأيديولوجيات الشمولية التي قادت البلدان العربية إلى دمار فظيع أن تغشي قلوب أصحابها بهذا الشكل؟ ثم كيف تستطيع دول يتبارى الكتّاب من أصحاب هذه الأيديولوجيات في اعتبارها "متخلّفة" و "رجعية") أن تكون هي الجسر الذي تعبر من خلاله هذه الاتحادات والروابط الأدبية إلى أكثر الأنظمة العربية شراسة وقمعاً واحتقاراً ليس للكتّاب فحسب بل للبشر والطبيعة أيضاً. ما هي الكذبة الكبرى التي تجمع بين هؤلاء الخصوم الأيديولوجيين، ملكيين وجمهوريين، وتقليديين وحداثيين؟".

الشاعر السوري المقيم في لندن نوري الجرّاح كتب على صفحته الشخصية في "فيسبوك" معلّقاً: «بمناسبة اجتماع كتّاب عرب في دمشق تحت مظلة الاحتلال الروسي- الإيراني: دع السمَّ يطفو!». الصايغ ردَّ على هذه الانتقادات متحدثاً لـ «الحياة»: «يجب أن نبتعد من التأويل وتفسير وجودنا اليوم في دمشق، فاتحاد الكتّاب العرب في سورية عضو مؤسس للاتحاد العام، وإهمال دمشق ليس شيئاً واقعياً وليس له معنى، ونحن اليوم هنا لنتضامن مع الكاتب العربي في سورية وخارجها، ولهذا دعوتُ إلى المحبة وإلى الكلمة الواحدة، طبعاً نحن متألمون كمبدعين وأدباء وكتّاب جرّاء الأوضاع في سورية وفي أكثر من بلد عربي، لكن نقول أن القطيعة لن تحل شيئاً. الأهم اليوم أن نتواصل أن نلتقي حول الثقافة؛ حول الكلمة المكتوبة والمقروءة، فالتغيير الحقيقي يبدأ من هنا، ولا يبدأ من شلالات الدّم المجانية، التغيير يبدأ من الكتابة من الوعي وهذا يصنعه المثقفون».

الانقسام اليوم بين النخب- برأي الصايغ- أخطر من الدّم الذي تمَّ سفكه: «نختلف بعضنا مع بعض حتى على أصعب القضايا وأهمها، ولكن دعونا نختلف بعيداً من التخوين، ما يحدث اليوم هو تخوين، وهذا لن يوصلنا إلى نتائج. نحن نتمنى في يوم من الأيام أن يلتقي جميع الأدباء والكتّاب السوريين على كلمة واحدة، هي كلمة الوطن والمحبة، لكن الكتّاب الذين يخوّنون خمسة عشراً اتحاداً للكتاب العرب منتخبين من جمعيات عمومية على مساحة الوطن العربي من الخليج إلى المحيط لا يمكن أن يكونوا منطقيين».

وتتوزع الندوة المركزية للمؤتمر على ثلاث جلسات، يشارك فيها كل من أسعد السحمراني (لبنان) وباقر الكرداسي (العراق) وعلوان الجيلاني ومبارك سالمين (اليمن) وناديا خوست ونبيل طعمة وشاهر الشاهر (سورية) ومحمد الأمين بن النن (موريتانيا) وبديعة الراضي (المغرب) وطه حسن طه (السودان)، بينما خصص المؤتمر جلسة خاصة مع مفتي الجمهورية بدر الدين حسون.

الاتحاد العام أبدى في هذه الدورة أيضاً اهتماماً متزايداً بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين عبر ندوة خاصة، وعلى مستوى اجتماعات رؤساء الوفود المشاركة، واعتبر أمينه العام وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد وعد بلفور «تكراراً لسيناريو من لا يملك لمن لا يستحق»، ليسبق الاتحاد بذلك حكومات ومنظمات وأفراداً في إدانة هذه الخطوة الأميركية، حتى قبل أن تتخذ، إذ كان أقدم أخيراً على إصدار بيان باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية وقّع عليه أدباء وكتّاب ومفكرون وأكاديميون عرب وأرسله إلى الأمم المتحدة وجِهات عربية وعالمية معنية، بينما كشف المؤتمر بأن الأمانة العامة تُعد حالياً لمؤتمر عربي عالمي بعنوان: «القدس المكانة والمكان» على أن يقام في مدينة أبو ظبي (17 و19 فبراير- شباط) ليكون بمثابة تتويج لجهود الاتحاد العام، والتي تمثلت في إطلاق اسم القدس على أرفع جوائز الاتحاد التي سيتم توزيعها في اختتام هذه الدورة.

المؤتمر وجه المشاركين في بيانه الافتتاحي لمناسبات تأتي مع مطلع عام 2018 للاشتغال عليها ضمن أنشطته المقبلة على مستوى عربي وقطري، أبرزها مئوية الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر، ومئوية مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذكرى العشرون لرحيل نزار قباني؛ إضافةً للذكرى العاشرة لرحيل محمود درويش. وتمنت الأمانة العامة على كل الاتحادات والروابط والجمعيات والأسر والمجالس أن تعمل على إحياء هذه المناسبات في برامجها المقبلة؛ معتمدةً على إمكانات الاتحاد العام كآفاق جديدة أعلن عنها المؤتمر، من تخصيص مقر مستقل ومجهّز، وموازنة تشغيلية مجزية للاتحاد، وذلك للمرة الأولى منذ تأسيس الاتحاد عام 1954، وصولاً إلى تعاون بين جميع الاتحادات في مجال أوسع للحركة والإنجاز الإبداعي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

افتتاح مؤتمر المكتب الدائم لاتحاد الأدباء العرب في دمشق افتتاح مؤتمر المكتب الدائم لاتحاد الأدباء العرب في دمشق



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 12:46 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
 العرب اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد المصابين بأخطر سلالة من جدري القرود في بريطانيا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مانشستر سيتي يرصد 150 مليون يورو لضم رودريغو

GMT 18:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

17 ألف ريال غرامة للهلال السعودي بسبب أحداث مواجهة النصر

GMT 02:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 4 بسبب صاعقة رعدية بملعب كرة قدم في بيرو

GMT 03:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا

GMT 18:15 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 5 بـ صاعقة في بيرو

GMT 13:14 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط مروحية عسكرية مصرية ووفاة ضابطين أثناء تدريب

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 03:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يواصل هجماته على إسرائيل ويطلق 90 صاروخًا

GMT 18:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

آينتراخت فرانكفورت يحدد 60 مليون يورو لبيع عمر مرموش

GMT 19:28 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى من حزب الله بقصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب في دمشق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab