جزائري يهزم الصحراء ويبني منازل بالرمال والزجاجات البلاستيكية
آخر تحديث GMT08:55:05
 العرب اليوم -

لفت انتباه الأمم المتحدة وبدأ كل من حوله يقلدّه

جزائري يهزم الصحراء ويبني منازل بالرمال والزجاجات البلاستيكية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جزائري يهزم الصحراء ويبني منازل بالرمال والزجاجات البلاستيكية

جزائري يبني منازل بالرمال والزجاجات البلاستيكية
الجزائر - العرب اليوم

تشرب مجموعة من النساء الشاي تحت ظلال خيمة، حيث يلقين نظرة على عملية بناء منزل غريب، دائري، نصفه من بنات أفكار تاتيه لهبيب بريكا، الذي يبلغ من العمر 27 عامًا، وهو مهندس يتجول بين العمال.

جزائري يهزم الصحراء ويبني منازل بالرمال والزجاجات البلاستيكية

 وعلى الأرض تكمن مئات من الزجاجات المملوءة بالرمال تلك الزجاجات التي بحجم 1.5 لتر زجاجات بلاستيكية تستخدم بدلًا من الطوب، وجد تاتيه في تلك الزجاجات وسيلة للوقوف أمام قسوة الصحراء الجزائرية التي تضم 90000 لاجئ من الصحراء الغربية. درجة الحرارة في تلك الصحراء حتي الآن طبيعية ولكن في الصيف، عندما ترتفع درجة الحرارة فوق 50C، سيكون من المستحيل الخروج من الأبواب.

ويقول تاتيه "لقد ولدت في منزل من الطوب المجفف بالشمس"، كما "كان السقف مصنوعًا من صفائح من الزنك - واحدة من أفضل الموصلات الحرارية، كان علي وعلى عائلتي أن نتحمل درجات الحرارة العالية والمطر والعواصف الرملية التي قد تدمر في بعض الأحيان السقف، عندما عدت إلى المخيمات، قررت بناء مكان لجدتي للعيش ويكون أكثر راحة وأكثر تحملًا"، مع العلم أن بعض الناس يدعونه "الرجل المجنون".

وفي البداية، فشلت فكرته في إقناع العديد من جيرانه. ولكن بدأ الناس في تقليده عندما أنهي منزل جدته: "لقد جاءوا لرؤيته وأحبوه حقًا"، تمتلك المنازل الكثير من الصفات التي تزودهم بالنظام الإيكولوجي الوحشي، الجدران مصنوعة من زجاجات بلاستيكية مملوءة بالرمال، الإسمنت وخليط من الأرض والقش الذي يعمل كعزل حراري، وبالمقارنة مع الطوب التقليدي المجفف من الشمس، الذي ينهار في الأمطار التي تخرب المنطقة من وقت لآخر، فهي صعبة للغاية.

وشكلها الدائري يخدم غرضًا مزدوجًا: ليس فقط أنها توقفت الكثبان الرملية التي تتشكل أثناء العواصف الرملية كما يحدث مع المنازل المربعة، كما أنها تقلل من تأثير الأشعة الشمسية بنسبة تصل إلى 90٪. بالإضافة إلى سقف مزدوج مع مساحة تهوية ونوافذ على ارتفاعات مختلفة لتدفق الهواء مما يعني أن درجات الحرارة ستكون أقل 5C  مما كانت عليه في المنازل الأخرى في المخيمات.

ودمرت الفيضانات التي وقعت في عامي 2015 و 2016 ، تسعة ألاف منزل و 60٪ من البنية التحتية للمخيمات، وفقًا لما ذكرته مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ووصلت فكرته إلى مقر المفوضية في جنيف وتم اختيارها كمشروع تجريبي، وشهدت منحة الوكالة البالغة نحو  55 الف يورو "43 الف جنيه استرليني" لبناء 25 منزلًا آخر في مخيمات اللاجئين الصحراويين الخمسة في مقاطعة تندوف الجزائرية، وقد انتشرت المنازل الدائرية في مخيمات العيون وأوسرد والسمارة وبوجادور ودجلة، وكلها سميت بالمدن الصحراوية الغربية التي فر منها آلاف الأشخاص في عام 1975 بعد ما يسمى المسيرة الخضراء والاحتلال المغربي.

ويكمن جزء كبير من نجاح الخطة في فوائدها المنخفضة التكلفة والبيئية، كل بيت يحتاج إلى نحو 6000 زجاجات ويأخذ فريق من أربعة أشخاص في الأسبوع لبنائه، ويقول المهندس الذي درس الطاقة المتجددة في جامعة الجزائر: "ليس لدينا إعادة تدوير حديثة مثلما يحدث في بلدان أخرى، ولكن يمكننا الاستفادة من جميع أطنان البلاستيك"، كما أنه حصل على درجة الماجستير في كفاءة استخدام الطاقة في جامعة لاس بالماس في غران كناريا بفضل منحة إيراسموس موندوس من الإتحاد الأوروبي.

ويتحدث الرجل عن فكرته قائلًا: جاءت الفكرة لي في عام 2016 بعد الفيضان الكبير"، كما يقول، "كنت أستخدم الزجاجات البلاستيكية لعمل بعض السقوف، وقال حمدي بخاري ممثل المفوضية في الجزائر "إن المشروع مبتكر ومفيد حقًا، ليس فقط للأشخاص الذين يعيشون في المنازل ولكن أيضًا عندما يتعلق الأمر بتوفير العمل والبيئة"، ويشير البخاري إلى مدى صعوبة عملية الاختيار في جنيف، مع وضع أفكار من جميع أنحاء العالم ضد بعضهم البعض. ويقول البخاري إن استخدام الزجاجات لم يساعد فقط "المتطوعين يكسبون القليل من المال، كما أنها عززت الوعي بإبقاء المجتمعات نظيفة وتنجز أشياءً إيجابية فيها "، وستعطى 25 منزلًا للأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية والأمراض العقلية والأسر التي تعيش ظروفًا ضعيفة بوجه خاص، وستقوم لجنة فنية تابعة للمفوضية بزيارة المخيمات لحضور مراسم الافتتاح ودراسة كيفية استخدام تقنيات البناء في أماكن أخرى، وقالت الصحيفة إن الصحراويين هم من بين السكان الذين أمضوا أطول فترات العيش كلاجئين.

وأدى تسليم إسبانيا للصحراء الغربية إلى المغرب وموريتانيا في عام 1975 إلى اندلاع حرب بين المغرب وجبهة البوليساريو، وحركة التحرير الصحراوي، وأجبر آلاف المدنيين على النزوح في الصحراء الجزائرية. ولا يزال بعض اللاجئين يحملون أوراق هويتهم الإسبانية.

وانتهت الحرب في عام 1991 باتفاق على إجراء استفتاء بشأن تقرير المصير في كانون الثاني / يناير المقبل، ولكن على الرغم من التفاؤل الاول، لم يتم التصويت بعد، وفي الوقت نفسه، اندلعت التوترات بشكل متكرر بين المغرب والبوليساريو، وكان آخرها في منطقة غرقيرات الجنوبية. ما كان ينبغي أن يكون إقامة مؤقتة في مخيمات اللاجئين قد أصبح منفيًا على المدى الطويل وأدين أجيال صحراوية جديدة تعتمد على المساعدات الإنسانية - الميزانية تبلغ 68 مليون يورو لعام 2017 - في ظل غياب الفرص الاقتصادية.

وأصوات الذين يدعون إلى العودة إلى الحرب في أول فرصة تتزايد بصوت أعلى، إن الانتشار المتزايد للهواتف المحمولة مع الإنترنت يتيح للناس الوصول إلى المعلومات التي كانت في السابق مجال جبهة البوليساريو والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المعلنة ذاتيًا، ويقول محمد الأمين، الذي يدير متجر للهواتف النقالة في مخيم سمارا: "قبل الإنترنت، كان لدينا القليل جدًا من المعرفة بما يجري في الخارج". "الآن نستخدم "فيسبوك"،  "واتساب"، ونرى صفحات من بلدان أخرى.

ويفتخر بأن جميع هواتفه أصلية، جلبت من الجزائر وبرشلونة، ويحتفل بالمشروع على نطاق واسع ويعتبره مصدرًا للفخر في مكان ملعون بالسياسة ومناخها، ويفكر في توسيع هذه الطريقة لتشمل مبانٍ أكبر، "جدتي سعيدة جدًا"، كما يقول، "حلمي هو بناء منزل لكل عائلة في المخيمات - على الرغم من أنني لا أعتقد أنها الحل النهائي، "لا أريد أن أعيش حياتي كلها كلاجئ؛ أريد أن أعود إلى أرضنا ورأسي مرفوعة، ولكن، في هذه الأثناء، لدي الحق في العيش بكرامة ".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جزائري يهزم الصحراء ويبني منازل بالرمال والزجاجات البلاستيكية جزائري يهزم الصحراء ويبني منازل بالرمال والزجاجات البلاستيكية



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 06:11 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 01:27 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني
 العرب اليوم - ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني

GMT 07:45 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يطلق صواريخ من لبنان ويصيب 19 شخصًا في وسط إسرائيل
 العرب اليوم - حزب الله يطلق صواريخ من لبنان ويصيب 19 شخصًا في وسط إسرائيل

GMT 20:38 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبدالوهاب تكشف عن شروطها لتعود إلى التمثيل
 العرب اليوم - شيرين عبدالوهاب تكشف عن شروطها لتعود إلى التمثيل

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 17:43 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تكشف عن طريقة خروجها من الكآبة

GMT 03:47 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن إسقاط طائرة مسيرة قادمة من لبنان

GMT 00:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرة مجهولة المصدر تسقط في الأراضي الأردنية

GMT 00:06 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية جديدة على النبطية في لبنان

GMT 02:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158

GMT 03:40 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يتبرع بمليون يورو لضحايا إعصار دانا في إسبانيا

GMT 01:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية

GMT 03:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 08:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 20:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتخاب محمود المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab