المتاحف الأميركية تبدأ تخزين ذكريات وباء كورونا
آخر تحديث GMT20:02:59
 العرب اليوم -

جمعت شهادات مباشرة وأدلة مادية وسجلات تاريخية

المتاحف الأميركية تبدأ تخزين ذكريات وباء "كورونا"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المتاحف الأميركية تبدأ تخزين ذكريات وباء "كورونا"

فيروس كورونا
واشنطن- العرب اليوم

شعر فرانكلين وونغ، ذو الأعوام الستة، بإحباط بعدما ألغيت دروسه في لوس أنجليس يونيفايد سكول ديستريكت في منتصف مارس /آذار؛ ما دفعه إلى أن يكتب بحروف كبيرة: «لم أذهب إلى أي مكان»، وأضاف للعبارة صورة وجه حزين باللون الأخضر في إطار الواجب المطلوب منه في إطار التعليم عن بعد.

وربما تكون هذه المرة الأولى التي يجري خلالها نقل ورقة واجب مدرسي لتلميذ بالصف الأول الابتدائي إلى مجموعة دائمة بأحد المتاحف - خطوة جديدة تسلط الضوء على مدى الجهود التي يبذلها أمناء المتاحف في خوض غمار مناطق جديدة تماماً لم يسبق لأحد استكشافها من قبل.

ويعتبر «متحف أوتري للغرب الأميركي»، الذي حصل في وقت قريب على يوميات فرانكلين، واحداً من مجموعة متزايدة من المتاحف والمؤسسات التعليمية والجمعيات التاريخية من لوس أنجليس وحتى بوزمان ومونتانا وواشنطن العاصمة، شرعت في تسجيل هذه اللحظة من الارتباك الجماعي في تاريخ البلاد في حربها ضد فيروس كورونا.

في هذا الصدد، قال تيري بويد بيتس (31 عاماً)، أمين مساعد بمتحف «أوتري» والذي يتمثل هدفه في تجميع وتوثيق لحظات تجارب مشتركة باعتبارها «فرصة لتسجيل كيف شق الغرب طريقه عبر هذا الوباء»، إن المتاحف تتحمل مسؤولية الدخول في لقاء مباشر مع التاريخ.

ورسم جيك شينر (33 عاماً)، عامل في مطعم في غلينديل بكاليفورنيا، توقف عن العمل منذ منتصف مارس، 22 مشهداً من حياة الحجر الصحي داخل شقته، وتبرع بأعماله إلى مكتبات جامعة ساوزرن كاليفورنيا. في نيويورك، وشرع ميتشل هارتمان، المصور التجاري المتقاعد، في التجول عبر الشوارع لالتقاط صور لمنطقة كوينز، مسقط رأسه، وتشارك في الصور مع متحف مدينة نيويورك. ولا تسعى المتاحف خلف أعمال الفنانين فحسب، وإنما ذكريات الجميع - وكلما زاد الطابع الشخصي لهذه الذكريات، كان ذلك أفضل - وذلك في محاولة لبناء مخزون من شهادات مباشرة، بجانب أدلة مادية وسجلات تاريخية، جمعتها مؤسسات ثقافية بعد 11 سبتمبر (أيلول) 2011، إلا أن بعض الخبراء والمؤرخين يشيرون إلى تحديات قائمة في عالم اليوم تتعلق برصد حدث بدقة ومصداقية، ومن زوايا مختلفة في وقت لا تبدو في الأفق نهاية واضحة للوباء.

ويتساءل هؤلاء؛ لو أن كل شيء يمثل قطعة فنية، فما هي القطع التي تحمل أهمية تاريخية حقيقية ـ وأي قصص الوباء تحملها تلك السجلات، وأيها جرى إغفالها؟ جدير بالذكر في هذا الصدد، أن مشروع متحف «أوتري» يسير على خطى المتحف الوطني للتاريخ الأميركي - الأفريقي و«كلتشرز إنيشتيف» و«كوليكشن ستوريز» وجمعية كاليفورنيا التاريخية، والتي سعت جميعها نحو توثيق التجارب الإنسانية عبر الولاية المرتبطة بمواجهة فيروس «كوفيد - 19».

وأطلق كل من متحف مدينة نيويورك ومتحف سميثونيان الوطني للتاريخ الأميركي ومتحف كيب فير ومتحف مدينة هاي بوينت في نورث كارولينا، مبادرات مشابهة. ولقت مساعي هذه المتاحف والمؤسسات استجابة لدى البعض. في هذا الصدد، قال بوب مكغينيس (81 عاماً)، والذي يعاني مرضاً بالقلب والرئة وبدانة، إن الدعوة إلى التشارك في التجارب «لأغراض تاريخية»، مست أعماقه وذلك بعدما أصيب وزوجته، ساندي، بفيروس «كوفيد - 19»، بجانب المئات من الركاب على متن السفينة «كارنفال كروز» في يناير (كانون الثاني).

وقال في ثنايا مقال كتبه في ثلاث صفحات ووجهه إلى أبنائه وأحفاده، وأرسله كذلك إلى «مجموعة كوفيد» في متحف بانهاندل ـ بلينز التاريخي في كانيون بتكساس، سلط ذلك الضوء بصورة حادة على «كوني كائن فان».

من ناحيته، يعكف متحف «أوتري» على جمع وصفات ومعدات حماية شخصية وأقنعة تحمل رسومات خاصة بالهنود الحمر وقصص تاريخية شفهية من أجل مشروعه الجديد الذي يحمل اسم «جمع التاريخ الجمعي: الغرب أثناء (كوفيد – 19)»

وانضم بويد بيتس إلى متحف «اوتري» في يناير بعدما قاد جهود إحياء متحف كاليفورنيا الأميركي الأفريقي، حيث تضمنت مهام عمله أميناً للمتحف تنظيم فعاليات الذكرى الـ25 لمواجهات لوس أنجليس عام 1992. وأشار إلى أن المواد المتعلقة بـ«كوفيد ـ 19» ذات «الأهمية التاريخية والثقافية» يجري صنع نسخ رقمية منها والتشارك فيها عبر شبكة الإنترنت.

ومن بين نحو 160 قطعة جرى تجميعها منذ أبريل (نيسان)، يوميات مصورة لتانيا غيب، أحد سكان غاردينا في كاليفورنيا والتي جرى نقلها إلى قسم الطوارئ ثلاث مرات هذا الربيع قبل نقلها إلى المستشفى مرى أخرى جراء إصابتها بحمى شديدة قبل عيد ميلادها الـ37 بأيام قلائل. واشتبه الأطباء في إصابة غيبس بفيروس كورونا، لكن لم يجر اختبار لها قط خلال زيارتين سابقتين لها للمستشفى؛ لأنها لم تسافر إلى الخارج ولم تخالط مصاباً على نحو مباشر. وتعكس تلك الفترة من التخبط والارتباك في حياتها شعوراً عاماً بالإحباط في صفوف الكثير من الأميركيين، حسبما أوضح بويد بيتس. تجدر الإشارة إلى أن بعد شهرين من إصابتها بالفيروس، أشارت غيبس إلى أنها بدأت أخيراً في استعادة حاستي التذوق والشم. وأضاف «الأمر برمته يتعلق بتوضيح هذه اللحظة من عمر التاريخ والتي تبدو محيرة للغاية ومثيرة للارتباك من خلال تجميع أقنعة ويوميات ووصفات منزلية من مجتمعاتنا المحلية».

وأعرب ديفيد كينيدي، المؤرخ لدى جامعة ستانفورد ومؤلف كتاب «الحرية من الخوف: الشعب الأميركي في الكساد والحرب، 1929 - 1945» الحائز جائزة «بوليتزر»، عن اعتقاده بأن إقامة متاحف ومجموعات لحقبة وباء «كوفيد - 19»، فكرة جيدة. إلا أنه استطرد موضحاً أن الأمر يعتمد في النهاية على «كيفية إنجاز ذلك». وشرح أن المتحف الناجح من هذه النوعية ينبغي أن يوفر إطاراً ويمكّن «زائريه في المستقبل من استيعاب فحوى والمزاج العام لهذه الفترة، بما في ذلك التفاوتات العنصرية وغيرها».

أخبار تهمك أيضا

مكتبة الإسكندرية تناقش "تباينات الدول والحكومات العربية في إدارة أزمة كورونا"

مصر تستعرض تجربتها الإبداعية في مواجهة كورونا في اجتماع افتراضي لوزراء الثقافة العرب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتاحف الأميركية تبدأ تخزين ذكريات وباء كورونا المتاحف الأميركية تبدأ تخزين ذكريات وباء كورونا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

قطع شتوية أساسية لمظهر أنيق وجذّاب

GMT 08:51 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

قطع ملابس أساسية تناسب الطقس البارد

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab