أسوان ـ العرب اليوم
على ضفاف نهر النيل بمدينة أسوان (جنوب مصر)، تواصل فرق الفنون الشعبية المصرية والعربية والأجنبية، تقديم عروضها الفلكلورية التي تجتذب جمهور محافظة أسوان، بالإضافة إلى السائحين الأجانب في ذروة الموسم السياحي الشتوي بجنوب البلاد. وتشارك في الدورة الثامنة من المهرجان فرق من «روسيا، اليونان، رومانيا، سيرلانكا، المكسيك، الجزائر، فلسطين، المغرب، السودان، صربيا، الإمارات، بولندا، بلغاريا»، بالإضافة إلى 10 فرق فنية تابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة تمثل الفلكلور المصري، من بينها «الوادي الجديد، مطروح، بورسعيد، أسيوط، الشرقية، سوهاج، أسوان، العريش، توشكى».
وتشهد الدورة الحالية زيادة عدد الفرق العربية، لأول مرة، حسب نجوى سيد، مدير عام ثقافة محافظة أسوان، التي تقول لـ«الشرق الأوسط»: «استضفنا لأول مرة فرقتين فنيتين من الإمارات العربية المتحدة، وفلسطين، وهذه إضافة مهمة تساهم في تعريف جمهور أسوان والسائحين الأجانب على الفنون الإماراتية والفلسطينية عبر مدينة أسوان»، مشيرة إلى أن «عدد الفرق الأجنبية والعربية في الدورة الجارية يبلغ 13 فرقة، بجانب 10 فرق شعبية أخرى من مصر تابعة لهيئة قصور الثقافة المصرية».
وتتوزع عروض المهرجان على جميع مدن محافظة أسوان، بداية من السباعية، شمالاً، وحتى مدينة أبو سمبل جنوباً، لتحقيق العدالة الفنية بين جميع سكان المحافظة، وفق سيد، التي تؤكد أن «المهرجان يساهم في الترويج للسياحة المصرية بمدينة أسوان»، لافتة إلى أن «بعض السائحين بدأوا في ترتيب رحلاتهم في نفس توقيت المهرجان للاستمتاع بالعروض الدولية المتنوعة، خصوصاً أن هذا المهرجان يُتم عامه الثامن حالياً».
وتقدم فرق الفنون الشعبية الدولية عروضها في المواقع السياحية والأثرية المنتشرة في جميع أنحاء مدينة أسوان، وتبدأ منذ ساعات الصباح، حيث يتم تنظيم جولات ميدانية للفرق الأجنبية في تلك المواقع التي تشمل الحديقة النباتية، والسد العالي، ومتحف النوبة، ومتحف النيل، ومعبد فيلة، وغيرها من المواقع السياحة، وخلال تلك الجولات تقدم الفرق المصرية بعض عروضها مع الفرق الأجنبية، وفي المساء يتم تنظيم البرنامج الرئيسي لعروض المهرجان، وفق مدير عام الثقافة في أسوان، التي تشير إلى أنه يتم تغيير برنامج عروض الفرق، لتشمل معظم المناطق الأسوانية».
وتضم مدينة أسوان عدداً من المواقع الأثرية والسياحية المهمة، ويزورها آلاف السائحين سنوياً، وتعد من أبرز المدن المصرية في السياحة الثقافية، وتشتهر بمناظرها الطبيعية الخلابة، وخصوصاً مجرى نهر النيل الذي تشق مياهه الصحراء والصخور خلال تدفقها نحو الشمال، ويوجد بها كذلك السد العالي، الذي يحجز مياه نهر النيل في بحيرة ناصر إحدى كبرى بحيرات المياه العذبة الصناعية في العالم. وتضم مواقع أثرية ومعابد فرعونية نادرة أبرزها معبد فيلة الذي يتوسط مياه نهر النيل.
وتختتم فعاليات المهرجان قبيل الاحتفال بتعامد الشمس على معبد أبو سمبل (أقصى جنوب مصر) فجر يوم 22 فبراير (شباط) الجاري، ووفق سيد، فإنه سوف يتم تنظيم حفل في المعبد يحضره كبار الزوار لمشاهدة العروض الفنية لكل الفرق المشاركة بالمهرجان، قبل الانتقال إلى منطقة «السوق السياحي» بمدينة أبو سمبل حتى الثانية فجراً، قبيل الاحتفال بتعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني، بمعبده الكبير بأبو سمبل.
وبدأت فعاليات المهرجان هذا العام باستعراض للمراكب الشعبية اجتذب مئات المشاهدين حول ضفتي النهر، وخلال رحلة نيلية استمرت لما يقرب من ساعتين قدمت الفرق المشاركة رقصات تعبّر عن الفنون الفلكلورية لبلادها بالأزياء التقليدية المميزة لكل منها، على أسطح المراكب، أعقبتها مسيرة شارك فيها 400 فنان من أعضاء فرق المهرجان، بدايةً من قصر الثقافة بكورنيش أسوان، وحتى ميدان المحطة، وسط أسوان. وقدمت الفرق عروضها في الشوارع وسط بهجة المواطنين والزوار، وافتتح الأوبريت الغنائي والاستعراضي «نوّرت مصر» للمخرج هشام عطوة، المهرجان رسمياً، ويتضمن فقرات وأغاني ترحب بالفرق الأجنبية والعربية، المشاركة في الدورة الثامنة من المهرجان. وقبل أيام قليلة استضافت مدينة أسوان مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة والذي يحظى باهتمام لافت من الجمهور الأسواني والسينمائيين المصريين والعرب والأجانب.
قد يهمك ايضـــًا :
"عيد الميلاد المجيد عيد لكل المصريين" محاضرة في ثقافة الدقهلية
"التنورة" تضفي البهجة على مرضى الأورام بالأقصر
أرسل تعليقك