مُتحف الفن الحديث يُوثِّق إبداعات رواد التشكيل المصري على مدار قرن من الزمان
آخر تحديث GMT14:03:11
 العرب اليوم -

استعاد بريقه مُجدّدًا بعد ترميمه وافتتاحه أمام الزوار مُجدَّدًا

مُتحف الفن الحديث يُوثِّق إبداعات رواد التشكيل المصري على مدار قرن من الزمان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مُتحف الفن الحديث يُوثِّق إبداعات رواد التشكيل المصري على مدار قرن من الزمان

الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية
القاهرة ـ العرب اليوم

استعاد «متحف الفن المصري الحديث» بريقه أخيراً بعد الانتهاء من تطويره وتجديده وافتتاحه أمام الزوار مجدداً، ليعود إلى المشهد التشكيلي المصري بعد غياب طويل، فهو يوثق إبداعات رواد التشكيل المصري، على مدار ما يزيد على قرن من الزمان، ففي بداية القرن العشرين تحديداً عام 1908، شهدت مصر إنشاء أول مدرسة للفنون الجميلة تماهياً مع مناخ تنويري وليد شهد ظهور عمالقة في النحت والتصوير، قدموا روائع فنية زينت جدران القصور وبيوت الأسر العريقة، لكن كان هناك من يرى أنّ الفن ليس للنخبة وحدها، وأنّ من حق الجمهور من كافة فئات المجتمع أن ينهل من جماليات وأفكار هذه الروائع، ومن هؤلاء الفنان محمد محمود خليل الأب الروحي للفنون المصرية ورئيس جمعية محبي الفنون الجميلة الذي وضع مجموعته المتحفية في إحدى غرف الجمعية ليراها الجميع، ونجح عام 1927 في إقناع السراي بإصدار مرسوم ملكي بتشكيل لجنة لرعاية الفنون، وأوصت بإنشاء المتحف، الذي انتقل مقره إلى عدة أماكن في القاهرة إلى أن استقر داخل ساحة الأوبرا المصرية يضمّ المتحف 10 قاعات موزعة على ثلاثة طوابق، بالإضافة إلى عرض في الهواء الطّلق لأعمال النّحت كبيرة الحجم، ويحتوي ما يزيد على 15 ألف عمل فني. وفي عام 2010 أُغلق بهدف التجديد، وبعد افتتاحه جزئيّاً عام 2014 أُغلق مرّة أخرى لتعيد وزيرة الثّقافة دكتورة إيناس عبد الدايم افتتاحه أخيراً بكامل مساحته وشملت أعمال تطوير المتحف تحديث سيناريو العرض المتحفي الذي أشرفت عليه لجنة متخصصة ضمّت نخبة من الخبراء والفنانين، كما شمل التّطوير أعمال التّوصيف والتّسجيل الدقيق دفترياً وإلكترونياً، وتحديث منظومة الكهرباء والأمن والمراقبة.

وفي مقدور الزائر الآن أن يتواصل مع ذاكرة الفن المصري عبر هذا المتحف التوثيقي الفريد من نوعه على حد تعبير الفنان الدكتور مصطفى الرزاز قال: «يمثل المتحف بانوراما متكاملة عن الفن المصري منذ القرن التاسع عشر حتى الآن، ويضمّ أعمالا للفنانين المصريين و(المتمصرين) الذين جاءوا وعاشوا في مصر مثل الأرمن والإيطاليين والفرنسيين» مضيفاً «هو كان وسيبقى ليس له مثيل في المنطقة، مهما بُنيت متاحف فنية ذات إمكانيات مادية عالية، قد يمكنها اقتناء لوحة بملايين الجنيهات، لكن لا يمكنها منافسة المتحف المصري، الذي يتضمن أعمال خمسة أجيال على طريق الحركة الفنية في مصر منذ نشأتها، وهي لفنانين لم يعد من الممكن شراء أعمال لهم لأنّها غير متاحة من الأصل في أي مكان في العالم إلّا نادراً، وهي تمثل إرثاً حضاريّاً وفنيّاً وجزءاً من تراث الإنسانية» وإلى جانب اللوحات والمنحوتات يضمّ مقنيات ووثائق وصورا ومستندات نادرة وفق الرزاز، الذي كشف عن بعضها قائلاً: «منها المجموعة القيمة للزعيمة هدى شعراوي، ومن أندر ما تتضمنه مجموعة بلاطات والأواني الخزفية من إنتاج أوّل مصنع للخزف في مصر والمنطقة، وتروي حكاية شعراوي مع الفنان العم صابر حين أرسلته إلى أوروبا لتعلم أحدث الأساليب الفنية في مجال الخزف حينئذ، ومن ثمّ جاء ليطبقها بطرز عربية أصيلة، إضافة إلى مقتنيات نادرة أخرى في المخازن، وتمثل مرجعاً بحثيّاً مهماً للحركة الفنية المصرية».

وحين ينتقل الزائر إلى القاعات يلتقي بروائع فنية تمتد على مدى حقب زمنية مختلفة ما يرفد المتلقي بجرعة إبداعية مكثفة، ومن ذلك جيل الرواد الذين أرسوا أسس الفن الحديث، ومعه أرسوا قواعد التنوير والتمسك بالهوية. وفي مقدمتهم المثال محمود مختار فنشاهد بعض تماثيله الرخامية والبرونزية، ومنها تمثال إيزيس في الساحة الكبيرة الذي يكشف عن بعض ملامح أسلوبه الفني ومنها التّضافر بين الرومانسية والتّأثر بالتّاريخ الفرعوني، ومنه إلى رواد آخرين مثل محمود سعيد الذي يبهر الزائر بلوحته الشهيرة «المدينة»، ومن بنات بحري إلى الأسلوب الكلاسيكي الرّصين في لوحات الفنان أحمد صبري، وقلب القرية المصرية عند راغب عياد، إلى «أبو التأثيرية المصرية» يوسف كامل الذي ننتقل عبر أعماله في المتحف إلى أسواق القاهرة القديمة وأحيائها، وغير ذلك من الأعمال وأثناء جولة الزائر للمعرض يمكنه أن يتعرّف على أعمال نادرة لجماعات فنية لعبت دوراً محورياً في المشهد التّشكيلي المصري، ومن ثمّ حققت حراكاً عظيماً في الفن العربي في مراحل لاحقة، فنلتقي بأعمال أعضاء جماعة «الفن والحرية» أمثال الفنانين رمسيس يونان وفؤاد كامل، ونتعرف على دورهم في تحرير الفن المصري من سيطرة الكلاسيكية، لتفتح الطريق على مصراعيه أمام الأساليب الجديدة.

ويضمّ المتحف باقة أخرى فريدة تضع الزائر وجها لوجه أمام التّعبيرية المصرية، وذلك حين يتأمل الأعمال الخاصة بجماعة «الفن المصري المعاصر» ومن ضمنها أعمال المبدعين عبد الهادي الجزار وحامد ندا وسمير رافع، فمن خلالها يتتبع المتلقي تحول الفن من رسم موضوعات الصالون إلى رسم المصريين البسطاء في حياتهم اليومية عبر لوحات تبتعد عن «التناول الاستشراقي» للبيئة المصرية بمعالجته الفنية المتعالية ويغوص الزائر في أعمال الأجيال المختلفة ومن أهمها جيل الستينات بكل زخمه، حتى يستطيع قراءة ملامح هذه الفترة ما بين الاقتراب من التجريدية والتعبيرية الخيالية مثل أعمال صلاح طاهر وسيف وأدهم وانلي، وأحمد فؤاد ومصطفى عبد المعطي، والبيئة الشعبية والفولكلور مثل أعمال زكريا الزيني وممدوح عمار، إلى جانب الروائع النحتية.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

وزيرة الثقافة تتفقد عمليات الصيانة والتطوير بمتحف الفن الحديث في مصر

وزيرة الثقافة تشهد توزيع جوائز بينالي الطفل بمتحف الفن الحديث

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مُتحف الفن الحديث يُوثِّق إبداعات رواد التشكيل المصري على مدار قرن من الزمان مُتحف الفن الحديث يُوثِّق إبداعات رواد التشكيل المصري على مدار قرن من الزمان



هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 23:15 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

موديلات فساتين سهرة شتوية قصيرة لإطلالة أصغر سناً
 العرب اليوم - موديلات فساتين سهرة شتوية قصيرة لإطلالة أصغر سناً

GMT 23:24 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تنسيق طاولات صالة الجلوس مع الأثاث مهما كان طرازها وحجمها
 العرب اليوم - تنسيق طاولات صالة الجلوس مع الأثاث مهما كان طرازها وحجمها

GMT 09:29 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو يوسف ومي عز الدين يفتتحان "موسم الرياض" المسرحي
 العرب اليوم - عمرو يوسف ومي عز الدين يفتتحان "موسم الرياض" المسرحي

GMT 02:44 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة
 العرب اليوم - بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة

GMT 16:54 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش السوداني يسيطر على مدينة الدندر بعد معارك عنيفة

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس

GMT 05:34 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

متى نستسلم؟

GMT 17:33 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان التركي تكين تيمال عن عمر ناهز الـ56 عاماً

GMT 16:51 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 3 وإصابة 5 في هجوم إرهابي في تركيا

GMT 18:35 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 4 جنود وإصابة 15 آخرين في انفجار لغم أرضي جنوبي لبنان

GMT 17:03 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

استهداف سفينة قرب باب المندب في السواحل الغربية لليمن

GMT 02:59 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة أقوى رجل في العالم فاز باللقب مرتين

GMT 16:58 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

وصول طائرة مساعدات مصرية إلى مطار رفيق الحريري في بيروت

GMT 05:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الدولار الأميركي يواجه تحديات عقب توسع مجموعة "بريكس"

GMT 06:59 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 12:56 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 13:23 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الخطوط الجوية التركية تلغى جميع رحلاتها من وإلى إيران

GMT 20:10 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

برشلونة يصعق بايرن ميونخ 3-1 في شوط أول مثير
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab