تعرّف على المفكّر ربيعة أبي فاضل الذي طاحَش الكبار ورماهم أرضاً
آخر تحديث GMT04:09:38
 العرب اليوم -

آمن بأنّ الشعر مصدر فرح وتعزية

تعرّف على المفكّر ربيعة أبي فاضل الذي طاحَش الكبار ورماهم أرضاً

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تعرّف على المفكّر ربيعة أبي فاضل الذي طاحَش الكبار ورماهم أرضاً

المفكر والروائي والشاعر ربيعة أبي فاضل
القاهرة ـ العرب اليوم

هذا «اليعقوبي الدمِث الاخلاق، الحامل اسم الدكتور المفكر والروائي والشاعر ربيعة أبي فاضل، من قرية نابيه المتنية، لا يشبه إطلاقاً «روبسيير» أو «دانتون» ولا «الاشتراكي ستالين» المَوسوم بالنفاق والاجرام والطالِع من بانوراما نيرون في سبيكةٍ دماغية لا يعترف بها ماركس على الأرجح عرفتُ ربيعة باكراً وزرته مراراً في نابيه، وشربت عدة كؤوس من العرق عنده وهو لا يستنشق عطره اللبناني رغم انه أطلقَ «سَكسُوكَة» «شَبَبلكيّة» الى الزوجة سوزان وولدين: فرنسوا وكلارا وحوالى الـ60 كتاباً باع بعضها. وشخصيّاً قرأتُ له بعض أعماله الروائية، منها: «وديع في الضيعة» و»حسان بن ثابت شاعر الاسلام».

وقد قلت له: «حسان شاعر النبي وليس الاسلام» لأنه اعتَشَق شرب الخمر على طريقة الجاهليين من مواردها في نصيبين ولبنان، والاسلام الذي أوحاه محمد يُحرّم الخمر، بحسب الفقهاء. والدكتور ربيعة واحد من 3، هم: ربيعة الفتى والشاعر عرجد، خليل وعمه الباحث فريد صاحب الفضل على الأخوين رحباني كالموسيقيّ بولس الاشقر، الذي حدّده الدكتور ربيعه فقال: «حمل من ايطاليا موسيقى كونية ومَزجها بجمالات لبنانية شرقية، ولا نزال حتى اليوم في حنين الى أناشيده وأنغامه في عصر من السأم والفراغ، حتى أصبح بولس الأشقر وراء التيّار الرحباني العَذب» يقول الدكتور ربيعة: «لأنني آمنتُ بأنّ الشعر مصدر فرح وتعزية كتبه الأسيزي ومار افرام، ولأنّ جذوري العائلية تعني لي الكثير، اهتمَمتُ بجدي خليل وعمّي فريد».

«مِلفان البيعة»

ومار افرام، الذي تأثر به الاخوان رحباني، ولد في بداية القرن الرابع عام 303، ونَظّم الميامر وأكثر من 50 نشيداً، ولَقّبَه السريان بـ»ملفان البيعة» و»كنارة الروح القدس»... وكلّ ذلك بروعة الالحان وحرارة الايمان المسيحي وانتظام النَغَم، وبمثل هؤلاء تأثّر الاخوان رحباني أكثر من تفاعلهما مع الموسيقي بولس الاشقر. وقد اعترفَ لي بذلك الفنّان منصور الرحباني، الذي كنتُ على زيارة مُستدامة له في أعالي انطلياس يقول الدكتور ربيعة: «فكان المهم أنني عرفت كيف أشقّ طريقاً خاصاً بي لا يضيع في طريق الاتّباعية والتكرار والنمطية والروتين القاتل». وفي هذا السياق، كان عليك يا صاحب العقل المُكتنِز أن تذكر دور شاعر انطلياس قبلان مكرزل، المتمّرد والتَغييري وواضِع الاناشيد لفيروز ولكلّ ثائر على الاستعباد والظلم، ومنها:

مقاومة بين الروابي

تلوح رؤوس الحرابِ

لامعة بين الهضابِ

هاكم وفود الشبابِ

هيّا رفاقي للكفاح

وممّا يذكر انّ خيرة الاحزاب اللبنانية، التي تأسّست باكراً على عتبة لبنان الكبير، ومنها الحزب الكتائبي اللبناني، وضع نشيده ومطلعه:

«هيّا فتى الكتائبي

للعلى والواجبِ»...

نحَاة اللغة

والشاعر المربّي قبلان مكرزل، ابن انطلياس ووالد الاديبة سميرة قبلان مكرزل التي آتيتُ على ذكرها في عملك النادر «قصتي مع الكتابة»، وهي على تمام المعرفة والاطلاع على نشاط فيروز (باسمها الحليم رومي) والاخوين رحباني، ألم يكن مُستحسناً وأشيَكَاً أن تتكلم عن الاخوين رحباني بأفضال قبلان مكرزل عليهما، بدءاً من نشيد «سلسيليها»، الذي غَنّته فيروز في «وطن النجوم»، كما أسماه الشاعر الشمولي إيليا ابو ماضي، تعوّد النقاد والكتاب ونُحّاة اللغة أن «يأكلوا» أو «يقضموا» دور الايجابيين الأوادِم، بدءاً من المفكر ناصيف نصار ابن نابيه، الذي أحاطَ نفسه بهالة فلسفية لا يُدانيها أحد.

إشكاليّات الترجمة

في عملك «قصتي مع الكتابة»، تقول: «والسؤال المهم: من أين يأتي النفس الطويل في شرقٍ لا يزال يقتل الانبياء ويتجاهل الكتّاب؟» الشرق ليس الامبراطورية الرومانية الغربية التي قتلت المسيح عبر اليهود. والشرقيّون أسّسوا كنيسة اورشليم، أوّل معبد إلهي للمسيح الذي ما زلنا نحتفظ بقبره وليس روما، ومثوى النبي محمد يصونه شرقيّون من السعودية، وما زال الشرقيون يثَمّنون التراث الابراهيمي عبر موسى وداود وسليمان والانبياء، رغم المآخذ على الابراهيمية.

في هذا الوقت يقتل الغرب أنبياءه كالمسيح الشامل، عن طريق لوثر كينغ في عدة بلدان كبرى أوروبية. الأصل عندنا والفَرع عندهم، ولا أنكر تَوَحّش الساسةِ الشرقيين، ولا أنكر ذكر ما فعلته البكداشية وجماعة الحزب الشيوعي بحقّ الأنيق والموهوب رئيف خوري على مدى 11 سنة، والكاسِر أمواج طه حسين في عام 1956 في الأونيسكو أنت تقول ايها الاديب المفكّر: «وأظنّ انّ الاشكالية الكبرى بدأت عندما حدثت تحوّلات عبر الترجمة من السريانية الى العربية في مرحلةِ ورقة بن نوفل وما بعد. فالقرآن نَصّ سرياني خارج على أصول الايمان، عُرِّب وحُوِّل في بعض نصوصه، ولدى باحث كلداني مَخطوط حُوِّل كون القرآن كتاباً سريانياً».

أوّلاً كاهن مكة والأسقف المتوسّع والضليع بالعربية والخطيب الهجومي قريب خديجة، ومحبّ «للخدماتي» و»الدعوي» محمد، هو من جاء بخديجة الى الفتى الأسمر الجميل، المتوسّط الطول وزَوّجهما. أي انّ زواج محمد الاول كان كنسيّاً او مسيحياً وألقى خطبته الشهيرة بمطلع: «نحن أبناء قريش» وقبل ان نقول انّ القرآن هو نص سرياني خارج على أصول الايمان، علينا ان نعرف أنّ آيات القرآن تضم 32 سورة للعذراء مريم والمسيح - عيسى مُكَرّم فيها «اذا كان عيسى وجيهاً في الارض والسماء» و»من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، وهذه الآية لا تعرف مثيلاً لها جميع أحزاب الارض حتى يومنا هذا والاشارة الى انّ القرآن «كتاب سريانيا»، فاللغة السريانية هي ام العربية اذا كانت جَدّتنا اللغة الارامية، ما تداولَ بها المسيح من دون العِبريّة في شِفاءاته وعجائبه وصلاته.

60 كتاباً

أنتَ أنهَيتَ 60 كتاباً، ربما يكون «قصّتي مع الكتابة» من أهمّها، حيث رويتَ أموراً محزنة وتخترق جدار القلب كرشقٍ من سهام، منها زيارتك الى المطران الشهير رولان ابو جودة حيث تقول: «وجدته في غيبوبة، وحيداً في غرفته وفي خدمته شاب»... الى ان تقول: «عام 2009 كتبتُ عنه مدخلاً تحت عنوان: «المطران رولان ابو جودة 50 سنة في خدمة الكنيسة ولبنان»، ثم شاركتُ في تكريمه في بكركي وجامعة اللويزة، وكان لي حصّة الأسد في الكلمات التي ألقيَت، لكن الخوري ابو كسم، المسؤول الثقافي الكاثوليكي للاعلام، حاول أن يخفي القمر ليظهر سِراجَه القليل الزيت، وهذا النوع من البشر يَستَجلِب الشفقة».

أمّا في ما يتعلق بدراستك المطوّلة عن رواية الانتحارية «آنا كارينينا» للعالمي ليو تولستوي، فأشيرُ الى الحادثة التالية. يوماً، قَررتْ مسؤولة اللغة الروسية الكسندرومنا اكشينا زيارة الى موقع «بارادينو» العسكري الواقع على 112 كلم من موسكو. في الطريق، أخذت المعلمة دور الدليل، وكانت تشير بيدها على مدى الطريق: هذا المدى الأرضيّ كله كان مُلكاً للبارون ليو تولستوي الذي اختلفَ مع زوجته صوفيا وهو في الرابعة والثمانين، فخرجَ من البيت مع مساعِده لِيموتَ في إحدى محطات القطار. و»آنا كارينينا» صورة عميقة ومُلتهبة عن المجتمع البورجوازي الروسي، وضعت فيلماً لأكثر من دولة أوروبية وأميركية.

وأمّا ما تقوله عن أديب مظهر، فإنه هو القائل:

«تلك المقابر لو نَفضْتَ ترابَها

لَوجَدتها شعباً ونحنُ ترابُ».

المفكر ربيعة!

كنتَ موفّقاً في تعابيرك وما زلت.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الروائي أحمد مراد يلتقي زوار الشارقة الدولي للكتاب أونلاين

والد الروائي مارتن آميس ليس هو الروائي الشهير كينغسلي آميس

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرّف على المفكّر ربيعة أبي فاضل الذي طاحَش الكبار ورماهم أرضاً تعرّف على المفكّر ربيعة أبي فاضل الذي طاحَش الكبار ورماهم أرضاً



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه
 العرب اليوم - العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab