القاهرة - سعيد فرماوي
اختلف خبراء الآثار في مؤتمر عقد في القاهرة لمناقشة ما إذا كانت هناك غرفة خفية أو لا في مقبرة الملك توت عنخ آمون، حيث عرض كلا الجانبين وجهة نظره وسط مزاعم بوجود حفرة في الجدار، فيما اختلف بعض الخبراء حول كيفية البحث بالتعاون مع وزير الآثار المصري السابق زاهي حواس، زاعمين أن المشروع يفتقر إلى العلم الحقيقي. ورفض حواس عند حديثه في المؤتمر مزاعم وجود غرفة خفية في مقبرة الملك توت عنخ آمون والتي ربما تكون مقبرة الملكة نفرتيتي إحدى أشهر الشخصيات الشهيرة الفرعونية في مصر. ودفعت وجهة النظر تلك باحتمالية استكشاف جديد وتم مسح المقبرة ضوئيا على نطاق واسع بواسطة الرادار.
وصرح حواس بالقول: " خلال مسيرتي المهنية لم أتوصل إلى أي اكتشاف في مصر من خلال مسح الرادار"، مشيرا إلى فائدة استخدام هذه التكنولوجيا في فحص مقابر موجودة بالفعل من المعلوم احتواؤها على غرف مغلقة، فيما دافع عالم المصريات البريطاني نيكولاس ريفيز في الوقت نفسه عن وجهة نظره التي طرحها العام الماضي، وتشير النتائج الأولية للفحص إلى أن المقبرة تحتوي على اثنتين من المساحات المفتوحة مع وجود علامات لمعادن ومواد عضوية كامنة وراء الجدران الغربية والشمالية. وأضاف ريفيز " أبحث عن دليل يخبرني أن وجهة نظري خاطئة، ولكني لم أجد أي دليل، لكني أجد المزيد والمزيد من المؤشرات التي تخبر بوجود شيء إضافي في مقبرة الملك توت عنخ آمون".
ويهدف المؤتمر إلى التوصل إلى أدلة علمية أكثر دقة للأدلة المحيرة للاستكشافات الأخيرة المحيرة في المقبرة، وأفاد وزير الآثار خالد العناني الذي حضر المؤتمر أن مسح المقبرة سيستمر بجانب توصيات المجموعة ولكن لن يُسمح بالاستكشاف المادي إلا عند التأكد بنسبة 100% من وجود تجويف خلف الجدار، مشيرا إلى الحاجة إلى استخدام تكنولوجيا جديدة لتحديد ما إذا كانت مقبرة الملك توت عنخ آمون تحتوي على غرف خفية والتي يعتقد العالم البريطاني ريفيز أنها ربما تكون رفات الملكة نفرتيتي.
وتحدث العناني لعلماء الآثار والصحفيين في مؤتمر عقد في القاهرة عن القناع الجنائزي الذهبي المخصص للملك توت عنخ آمون، وساد المؤتمر حالة من التشكيك بعدما قال وزير الآثار السابق ممدوح الدماطي أن هناك احتمالا لوجود الغرف السرية ودفع بتوقعات في العثور على اكتشاف تاريخي آخر، حيث تفقد الدماطي المقبرة مع البريطاني ريفيز في سبتمبر/ أيلول الماضي، ويأتي الاهتمام بوجهة نظر ريفيز في ظل مكافحة مصر لإحياء قطاع السياحة بعد سنوات من الاضطراب السياسي، ومع ذلك اختلف الخبراء الأحد بشأن كيفية البحث عن الغرف المحتملة، حيث أضاف وزير الآثار الأسبق زاهي حواس " لم يتم التعامل مع المشروع بشكل علمي على الإطلاق"، وأشار الدماطي ذاته إلى الحاجة إلى إجراء المزيد من الفحوصات.
وأضاف الدماطي " نحن بحاجة إلى إعادة الفحص بالأشعة تحت الحمراء لأنه علينا التأكد من بعض الأشياء التي لم نتأكد منها بالضبط"، وبيّن الدماطي في مارس/ أذار أن هناك فرصة بنسبة 90% في العثور على غرفتين خفيتين تحتويان على مواد عضوية، ويعتقد ريفيز أن مقبرة توت عنخ آمون كانت في الواقع مقبرة للملكة نفرتيتي وعندما مات الملك الصبي بشكل مفاجئ في سن مبكر تم نقله إلى غرفة خارجية في قبرها في وادي الملوك في الأقصر جنوب مصر، واقترح حواس على وزير الآثار الحالي تعيين لجنة مستقلة من الخبراء لمباشرة التحقيق في الأمر، مضيفا " علينا إيقاف وجود وسائل الاعلام لأنه لا يوجد ما ننشره".
واشتهرت الملكة نفرتيتي بجمالها كما هو مبين في التمثال الشهير في برلين، وحكمت نفرتيتي وتوت عنخ آمون واخناتون خلال فترة مضطربة وكانت هذه العائلة واحدة من الأسر الحاكمة الأكثر إثارة للجدل في مصر القديمة، وتزوجت نفرتيتي من اخناتون الذي حاول وفشل في إجبار مصر على اعتناق التوحيد، وأظهر تحليل الحمض النووي أن اخناتون هو والد توت عنخ آمون إلا أن علماء المصريات لا يتفقون حول من تكون والدته، واعتمد علماء المصريات على مزيد من الحمض النووي ومعلومات موثقة وحسابات تاريخية لرسم شجرة العائلة الفرعونية، وتحتوي معظم المقابر عن المزيد من المعلومات عن الحياة الآخرة بدلا من معلومات مؤكدة حول السلالة البيولوجية للمتوفي.
أرسل تعليقك