معرض باريسي لمصورة أميركية تستنسخ نفسها وتتنكر بهويات عدة
آخر تحديث GMT18:23:19
 العرب اليوم -

سيندي شيرمان فنانة بَنَت شهرتها على استثمار صورتها

معرض باريسي لمصورة أميركية تستنسخ نفسها وتتنكر بهويات عدة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - معرض باريسي لمصورة أميركية تستنسخ نفسها وتتنكر بهويات عدة

التصوير الاختزالي للنساء لـ سيندي شيرمان القوة الخادعة ومثل الجمال العليا
باريس - العرب اليوم


ليس من الشائع أن تقيم مؤسسة فنية شهيرة معرضاً استعادياً لفنان ما زال على قيد الحياة. لكن هذا هو ما يقترحه علينا القائمون على مؤسسة «فويتون» من خلال احتفائهم بسيندي شيرمان في متحفهم الرائع في غابة بولونيا في باريس. وسيندي مصورة أميركية ما زالت في ربيعها السادس والستين. وهي قد نالت شهرة في موطنها، وفي كثير من العواصم الغربية بفضل التباس الفن الذي تقدمه. هل هي رسامة أم مصورة؟ مصممة أم خبيرة «غرافيك»؟

يقدم المعرض جولة في أعمال سيندي شيرمان على مدى السنوات الممتدة من 1975 وحتى اليوم. أي أن الزائر الذي لم يشاهد أعمالها رؤية العين من قبل يستطيع أن يأخذ فكرة شاملة عن إبداعها خلال 45 عاماً. فما هو كنه هذا الإبداع؟ إن الموسوعات الفنية تختلف في تقديم شيرمان، رغم أنها ليست الوحيدة التي استغلت ملامحها الخاصة في أعمالها. إنها مصورة تستفيد من لقطات مأخوذة لها لكي تتدخل في تكوين اللقطة وتتلاعب بالألوان والأزياء والزينة، لكي تنتج عدة شخصيات تتشابه في ملامحها الأساسية التي هي ملامح الفنانة نفسها. لكنها ليست مصورة فحسب، بل رسامة تشكيلية، تبرع في التلوين وفي تكوينات اللوحة وإضافة خلفيات طبيعية من أشجار وغيوم وأنهار للشخوص الظاهرين في الصورة.

قبل هذا المعرض كانت عدة متاحف عالمية قد احتفت بشيرمان. لكنها المرة الأولى التي تستقدم فيها باريس هذا العدد من لوحاتها. 170 عملاً يتألف بعضها من لقطات متكررة للوجه نفسه مع تنويعات في التلوين والثياب بحيث يمكن إحصاء 300 صورة في المعرض. إن الفنانة تتنكر في ثياب نساء ورجال ومهرجين ونجوم سينما وفتيات استعراض. فالعجينة الأساس التي تشتغل عليها هي صورتها. وهي تتولى تشكيلها حسب إلهامها. وهناك لقطات تعيد إلى الأذهان أعمال المصور آندي وارهول وتكراره الوجه ذاته لعدد من المشاهير ولكن بألوان وطبعات متعددة.

تمنح أعمال المصورة والرسامة الأميركية المعاصرة الإحساس بأن هناك بحثاً عن الهوية. أو أن الذات الفنانة تنبش في طبقات ذاكرتها لاستكشاف كل المكونات التي ساهمت في تشكيل شخصيتها. إن الناظر إلى اللوحة يرى سيندي شيرمان ولا يراها. ذلك أن طرائق التنكر متعددة وغريبة وشديدة الإيحاء. وهنا لا يتردد الزائر في أن يطرح على نفسه السؤال: «هل يمكن لهذا النوع من الموهبة أن يشق طريقاً له في أوروبا أو اليابان أو الشرق الأوسط؟ إنه فن أميركي بامتياز. وهو ثمرة أرض ازدهرت بفضل الهجرات وتلاقحت فيها شعوب من عروق مختلفة. وبعبارة مختصرة: هذا فن لا يمكن أن يظهر وينمو وينال حظه من الشهرة إلا في الصالات الفنية لنيويورك وميامي.

ولدت شيرمان في ولاية نيوجيرسي، وتلقت دراستها الفنية في جامعة بافالو، حيث تقيم حالياً في نيويورك. وكانت مهتمة في بداياتها بالرسم قبل أن تتجه إلى الفوتوغراف كنوع من الفن التصويري أو التشكيلي. وحال إنهائها الدراسة استقرت في حي مانهاتن وبدأت تنتج باكورة أعمالها، عام 1977. وكانت سلسلة من الصور سمّتها: «لقطات فيلم من دون عنوان». وبعد سنتين قدمت أول معارضها في «هالوولز»، وهي صالة للفنانين المستقلين أنشأتها مع اثنين من زملائها. إنها واحدة من أكثر الفنانين تأثيراً في جيلها. وعلى مدى سنوات من المثابرة أصبحت واحدة من الأغلى في الولايات المتحدة.

 

تعود علاقة الفنانة بمؤسسة «فويتون» الباريسية للصناعات الجلدية إلى ستينات القرن الماضي، حين كانت سفيرة للدار. كما جاءتها فرصة حقيقية للانتشار في عام 2011 عندما طلبت شركة معروفة لمستحضرات التجميل استعمال صورها في إعلاناتها. ولأن موهبتها ذات عدة أوجه، فقد أدت سيندي شيرمان دور البطولة في فيلم بعنوان «بريما دونا»، كان يرافق استعراضا أوبرالياً لروفوس وينرايت.

اللافت للنظر أن شيرمان تعتبر فنها ذا رسالة اجتماعية. فهو يشكل انتقاداً للمجتمع المعاصر الذي يقوم على «الإخراج» وعلى الاعتماد على صور النساء الأميركيات كما كن محصورات في أدوار محددة خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي. كما ترى أن لوحاتها تحثّ على التفكير في علاقة الفوتوغراف بالرسم، وكذلك موقع المرأة في تمثيلها للمجتمع المعاصر. ولهذا فإنها تستخدم صورتها كنموذج أو «موديل» لأعمالها لكي تثبت أن الشخصيات تتغير وفق أنماط تقديمها، أي بحسب ذهنية المخرج. ولهذا السبب تفضل أن تترك لوحاتها من دون عناوين. لكن الفنانة ترفض أن يقال عنها إنها تنتمي للحركة النسوية أو أن لفنها دوراً سياسياً.كان مقدراً لهذا المعرض أن يُفتتح في الربيع الماضي لكن «كورونا» دفعت به إلى الخريف، مثل العديد من الفعاليات الفنية. وهو يحتل طابقين من مبنى متحف الفن المعاصر لمؤسسة «فويتون»، ويتضمن ندوات وأفلام مرافقة، ويستمر حتى نهاية يناير (كانون الثاني) 2021.

قد يهمك أيضاّ :

لويس فويتون تواصل تقديرها للشرق الأوسط من خلال عطر NUIT DE FEU الجديد

لويس فويتون تطرح ساعة تامبور سليم راينبو

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معرض باريسي لمصورة أميركية تستنسخ نفسها وتتنكر بهويات عدة معرض باريسي لمصورة أميركية تستنسخ نفسها وتتنكر بهويات عدة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 01:16 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

مسمار جحا

GMT 00:55 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شراسة بلوزداد بعد مباراة القاهرة!

GMT 06:28 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الكونغرس... وإشكالية تثبيت فوز ترمب

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 20:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هزة أرضية بقوة 3.1 درجة تضرب الجزائر

GMT 20:28 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.1 درجة يهز ميانمار

GMT 09:28 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

كليوباترا وسفراء دول العالم

GMT 00:15 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وفاة ملاكم تنزاني بعد تعرضه الضربة القاضية

GMT 09:27 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

مطار برلين يتوقع ارتفاع عدد المسافرين إلى 27 مليونا في 2025

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 14:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بيتكوين تقترب من حاجز 98 ألف دولار

GMT 09:33 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

صور متخيلة لعالم وهو ينتقل من عام إلى آخر

GMT 08:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الباشا محسود!

GMT 09:27 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

«قيصر» وضحايا التعذيب في سوريا

GMT 08:09 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الجامع والكباريه والراقصة.. أوراق محمد سعد الرابحة!

GMT 09:31 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أزمة السودان وخطاب الإقصاء

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانون السوريون وفخ المزايدات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab