رواية العنف  لباسم صالح دراسة سوسيو نصية في الرواية العراقية ما بعد 2003
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

من أجل إلغاء وجوده بعد أن تحوّل إلى سلطة تمارسها الجماعات المتناحرة

"رواية العنف" لباسم صالح دراسة سوسيو نصية في الرواية العراقية ما بعد 2003

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "رواية العنف"  لباسم صالح دراسة سوسيو نصية في الرواية العراقية ما بعد 2003

رواية العنف
بغداد - نجلاء الطائي

صدرَ كتاب للدكتور باسم صالح عنوانه: "رواية العنف" دراسة سوسيو نصية في الرواية العراقية ما بعد 2003، ضمن سلسلة نقد التي تصدرها دار الشؤون الثقافية العامة في العراق.

وشهدت الرواية العراقية بعدَ سنة 2003، حضورًا لافتًا لثيمة العنف، لاسيما العنف الجسدي. وهذا الحضور هو انعكاس وتمثل للعنف المجتمعي الذي شهده العراق بعدَ التغيير الكبير الذي حدث سنة 2003، نتيجة لانهيار السلطة المركزية، وهيمنة الفوضى. وغياب الأمن، حيث تصدع البناء المجتمعي للمجتمع العراقي، وبرز للعيان العنف الجماعي، وظهور الجماعات المسلحة التي تتخذ من العنف شعارًا لها. ونقصد بالعنف هنا الإيذاء الجسدي، والتعامل بشدة وقوة مع الآخر من أجل إقصائه وإلغاء وجودهُ المادي والمعنوي، أو قهره وإخضاعه، حيث تحوّل العنف إلى سلطة تمارسها الجماعات المتناحرة بوسائل مختلفة، تدفعها غريزة التسلط والسيطرة على الآخر.

ويُقصد برواية العنف: الرواية التي ترتكز على ثيمة العنف، لاسيما العنف الجسدي، حيث تعالج العنف وتمثلاته في المجتمع بأشكال مختلفة. بعدَ هذه الخلاصة الموجزة يذكر الكاتب أن هذه الدراسة ستتناول الرواية العراقية التي كُتبت بعد تغيير النظام السياسي في العراق سنة 2003 بغض النظر عن الموقف الأيديولوجي للرواية من هذا التغيير حيث يشكل هذا التغيير نقطة تحوّل كبرى في تاريخ العراق الحديث. وهذا يعني أن مصطلح (ما بعد التغيير) معني بالتحقيب التاريخي، وليسَ بالتحقيب الأيديولوجي. كما تعالج رواية ما بعد التغيير القضايا التي استجدت بعد التغيير نتيجة الحرية في الكتابة التي أكتسبها الروائيون، أو تعالج القضايا السياسية والاجتماعية في مرحلة حكم النظام السابق بالنقد والمراجعة، والتي لم يكن مسموحًا للكتّاب الخوض فيها أو مناقشته.

بعدَ هذا التوضيح يلخص لنا الكاتب الفصول التي تناولها في كتابه والتي جاءت على التوالي. فقد درس الجسد في الفصل الأول (الجسد) على عدَّ أن الجسد هو الذي تجري عليه عمليات العنف والتسلط والتعذيب وإلغاء الوجود إلا نساني. وقسم الفصل بدوره على مبحثين: درس في المبحث الأول الموت العنيف، حيث هيّمن الموت على نحو واضح في تمثلات العنف الجماعي في الروايات عينة البحث.

ودرس في المبحث الثاني (الانبعاث) بعد الموت. حيث وجد أن ثيمة الانبعاث أو وهم الانبعاث بعد الموت شكّلت حضورًا لافتًا في الروايات المختارة.  كما تناول في الفصل الثاني (كرونوتوب العنف)، على فرضية أن العنف في الروايات عينة البحث كان مجسدًا من خلال الزمان (الآن- بعد التغيير)، والمكان (هنا- أي في بغداد). وعلى هذا الأساس قسم الفصل إلى مبحثين، درس في البحث الأول زمن العنف، حيث يتكرس العنف على نحو مهيمن في حاضر الشخصيات. بينما أختلف الروائيون في النظرة إلى المستقبل، بين النظرة المتفائلة، والنظرة المتشائمة، وغياب الرؤية المستقبلية.

وناقش في المبحث الثاني فضاء العنف، حيث هيمن تمثيل العنف في العاصمة بغداد. وهذا ما أنعكس على عنوانات الروايات عينة البحث حيث تحضر كلمة (بغداد) في عنوانات روايات العنف المختارة. أما الفصل الثالث فقد تناول فيه (النص- المرآة)، حيث يرى أن النصوص الروائية عينة البحث تستند على نصوص سابقة وتقوم عليها، فتكون النصوص اللاحقة مرآة للنصوص السابقة، مع مراعاتها للسياقات التاريخية والاجتماعية في زمن كتابة النص- المرآة. وهذا ما يجعل الروايات عينة البحث تنتمي لأدب ما بعد الحداثة.

يذكر أن الكاتب وقع اختياره على ثلاثة نماذج روائية من الرواية العراقية في مرحلة ما بعدَ التغيير حيث عدّها روايات عنف بامتياز وهي"أموات بغداد، جمال حسين علي الصادرة سنة 2008، وفرانكشتاين في بغداد، أحمد سعداوي الصادرة سنة 2013، ومشرحة بغداد، برهان شاوي، الصادرة سنة 2014. لقد قامت الدراسة على فرضية هيمنة ثيمة العنف في النماذج المذكورة بحيث يمكن أن نسمي هذه النماذج بروايات العنف.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية العنف  لباسم صالح دراسة سوسيو نصية في الرواية العراقية ما بعد 2003 رواية العنف  لباسم صالح دراسة سوسيو نصية في الرواية العراقية ما بعد 2003



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab