كنوز البلدية يقلب في صفحات تراث الإسكندرية ونوادرها
آخر تحديث GMT11:24:29
 العرب اليوم -

يضم المعرض أكثر من 150 قطعة نادرة

"كنوز البلدية" يقلب في صفحات تراث الإسكندرية ونوادرها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "كنوز البلدية" يقلب في صفحات تراث الإسكندرية ونوادرها

مكتبة "بلدية الإسكندرية"
القاهرة ـ العرب اليوم

لا تتاح للمرء كثيراً فرصة زيارة مكتبة "بلدية الإسكندرية"، ليس لأنها بعيدة أو تقع على أطراف المدينة الساحلية العتيقة، لكن لأن الزائر ربما لا يتصور مدى أهمية وندرة ما تضمه من مقتنيات ترجع إلى عشرات السنين، لا تُشاهد بشكل مُنتقى مترابط إلا عبر بعض الفعاليات والمعارض القليلة التي تُنظم في مناسبات واحتفالات محددة.

وهذه المرة تقام الفعالية احتفالا ًبحزمة من المناسبات، حيث يأتي معرض «كُنوز البَلدية - صفحات من تاريخ الإسكندرية»، المقام الآن في متحف الفنون الجميلة، في إطار الاحتفال بـ«ثورة 23 يوليو»، واحتفال المحافظة بعيدها القومي، إضافة إلى الذكرى السادسة والستين لافتتاح المتحف. وقد أصبغت هذه المناسبات المعرض بأهميتها، فجاء ذا طابع تاريخي مميز، يضم أكثر من 150 قطعة نادرة، بين وثائق وصور وكتب وصحف ولوحات فنية، نحو 90 في المائة منها لم يسبق عرضه من قبل، وفق الدكتور إسلام عاصم، مدير «جمعية التراث والفنون التقليدية» بالإسكندرية مدير الفريق البحثي الخاص بالشق التاريخي للمعرض.

ويفتح المعرض لزائريه خزائن «مكتبة البلدية» التي تشكل واحدة من أوائل المكتبات في تاريخ مصر الحديث، وهي كذلك أول مكتبة لأول بلدية (هيئة تتولى إدارة المدينة بشكل رسمي منظم) لمدينة مصرية. وتعكس المكتبة الحكومية التي تقع في حي محرم بك التنوع الحضاري والثقافي الذي كانت تتمتع به، فنحن أمام كنوز حقيقية تعود إلى القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين، لا سيما أن من بين ما تضمه الصحف المصرية والإيطالية والفرنسية واليونانية التي صدرت خلال هذه الحقبة الزمنية حتى وقت قريب، حسب دكتور عاصم.

وداخل المعرض، يتنقل الزائر بين جنبات التاريخ، فيمكنه العودة إلى القرن السابع عشر ليشاهد رسوم نادرة للرحالة الأجانب الذين زاروا الإسكندرية، ويطلع على خريطة للمدينة خلال القرن نفسه، إضافة إلى صورة تخيلية للفنار من القرن الثامن عشر، وبجوارها مجموعة لوحات للرحالة الإنجليزي لويجي ماير (1755-1803)، أحد أولئك الموهوبين الذين ذاع صيتهم قبل عصر الصورة الفوتوغرافية، وجاء إلى الإسكندرية في سنة 1792 ليقدم أعمال تجسد المدينة قبل الحملة الفرنسية. كما يضم المعرض رسوماً لرحالة في القرن التاسع عشر، تقدم لنا تطور عمارة وشوارع الإسكندرية في هذه الحقبة الزمنية، ومنها إلى منتصف القرن الثامن عشر لنطلع لأول مرة على سبيل المثال على «اللائحة السعيدية» التي بمقتضاها قلل الوالي سعيد باشا بن محمد علي الضرائب على الفلاحين حين تولى الحكم بعد عباس الأول، وهي وثيقة نادرة للغاية.

ولا تقل عنها تميزاً صور فوتوغرافية تُعرض للمرة الأولى لضرب الإسكندرية عام 1882 من قبل الإنجليز. وعنها يقول د. عاصم: «تقدم الصور توثيقاً للمدينة حين دخلها الإنجليز، وما تبع ذلك من أحداث مصيرية معروفة في تاريخ مصر». ويزيد من أهمية ذلك أنه توجد مجموعة أخبار صحافية مصورة تستكمل السرد، حيث تتناول تسلم القواعد العسكرية في الأربعينيات بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حين تم جلاء الإنجليز -ما عدا قناة السويس- إضافة إلى صور تروي حادث نقل إحدى المسلات الفرعونية إلى إنجلترا.

وعبر الصور النادرة أيضاً، يشاهد الزائر أشهر شوارع ومباني ومعالم الإسكندرية عند تشييدها وبنائها، ومن ثم تطويرها، ومنها صور نادرة لوزارة الأشغال تؤرخ لتطوير الكورنيش في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، وصور لأحياء عريقة، منها «جليم وستانلي» أما مفاجأة المعرض، فهي صفحات من سجلات ومحاضر جلسات «القومسيون البلدي» التي ترجع إلى عام 1890، وكان بمقتضاها يتم صدور كل القرارات الرسمية التي تخص الإسكندرية وميزانيتها، ولذلك تتيح لنا هذه الصفحات المعايشة عن قرب لنبض الشارع السكندري حينئذ، ومن ذلك رصف الشوارع وتسميتها، ومكافحة الكوليرا في نهاية القرن التاسع عشر.

لذلك فإن زيارة المعرض تمثل، وفق دكتور إسلام عاصم، نوعاً من الغوص في كنوز التراث، إذ يقول: «لقد أردنا من خلال هذا المعرض أن نلفت أنظار العالم إلى أن ما تمتلكه الإسكندرية من مقتنيات ووثائق ليس تراثاً محلياً، أو يخص المدينة وحدها، إنما هو جزء من تراث الإنسانية. كما أننا أردنا كذلك تقديم رسالة داخلية، مفادها أن في الإسكندرية مكتبة عريقة تنتظر مزيداً من الاهتمام بها، وترميم وثائقها ومحتوياتها شديدة الندرة، وحفظها بأحدث الأساليب الفنية، وهي (مكتبة البلدية)».

وإلى جانب هذا الزخم الوثائقي والفوتوغرافي التراثي، فإن المعرض يضم أيضاً مجموعة من الروائع الفنية من لوحات الفنانين المصريين، وهي جزء من مقتنيات متحف الفنون الجميلة يتم عرض بعضه لأول مرة، حيث تم إحضاره من مخازن المعرض، ومنها أعمال للرواد: محمد ناجي، وچورچ صباغ، ومارجريت نخلة، وحامد عويس، ومصطفى عبد المعطي، ومحمد حسن القباني، وحامد ندا، وغيرهم.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

اختتام الأيام الثقافية السعودية في تركمانستان بمتحف الفنون الجميلة بالعاصمة

محكمة ألمانية تسمح بنقل أعمال فنية إلى متاحف سويسرا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كنوز البلدية يقلب في صفحات تراث الإسكندرية ونوادرها كنوز البلدية يقلب في صفحات تراث الإسكندرية ونوادرها



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
 العرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
 العرب اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 06:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

القمة الخليجية في الكويت
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab