إنقاذ معطف نجيب محفوظ مِن التلف بعد عملية ترميم ناجحة
آخر تحديث GMT13:39:58
 العرب اليوم -

أكّدت ابنة الراحل "هدى" أنّه كان هديةً مِن والدتها

إنقاذ "معطف" نجيب محفوظ مِن التلف بعد عملية ترميم ناجحة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إنقاذ "معطف" نجيب محفوظ مِن التلف بعد عملية ترميم ناجحة

عمليات ترميم الآثار
القاهرة - العرب اليوم

عمليات ترميم الآثار تتشابه مع العمليات الجراحية البشرية في العديد من الأمور، من بينها شدة التركيز، وأحياناً التوتر المصاحب لإجرائها، قبل الشعور في النهاية بالفرحة بنجاح العملية... هذه المراحل الثلاث مر بها فريق خبراء الترميم الذين نجحوا في إنقاذ معطف (بالطو) الأديب العالمي نجيب محفوظ، وتمكنوا من إجراء المرحلة الأولى من العملية التي وصفوها بـ«العاجلة» بنجاح مكنهم من إيقاف التلف وتلافي أسبابه، بينما قاموا بحفظ المعطف تمهيداً لإجراء عملية أخرى قريباً عقب عودة الحياة في المتاحف إلى طبيعتها، إذ ستحتاج العملية الجديدة إلى الكثير من الفحوصات والأشعة ووسائط تكنولوجية.

عقب الاتصالات والتنسيق بين كل من قطاع التنمية الثقافية بوزارة الثقافة التي يتبعها متحف نجيب محفوظ، ووزارة السياحة والآثار، وقع الاختيار لتولي مهمة إنقاذ المعطف على إدارة الترميم بمتحف النسيج المصري، كونه المتحف المتخصص والأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويمتلك خبراؤه خبرة فريدة في التعامل مع قطع النسيج من مقتنيات المتحف التي يعود تاريخ بعضها إلى العصر الفرعوني، ورغم إغلاق المتاحف أبوابها أمام الزوار، ومخاطر العمل في هذه الأجواء قرر فريق الترميم التوجه إلى متحف أديب نوبل في تكية أبو الدهب،

بحي الأزهر التاريخي، بحسب الدكتور أشرف أبو اليزيد مدير متحف النسيج المصري، والذي يقول إن «أعضاء فريق الترميم بالمتحف أدركوا خطورة ترك المعطف من دون معالجة، والحاجة الملحة للتصرف، لذلك قرروا القيام بالمهمة برغم مخاطر الحركة والعمل في ظل جائحة كورونا، وزاد حماسهم وإصرارهم كوْنه معطف أديب نوبل».فور وصول فريق خبراء الترميم إلى متحف نجيب محفوظ، تسلموا المعطف وقاموا بعملية توثيق فوتوغرافية دقيقة لحالته خلال الفحص بأنواع عديدة من الأشعة والمعدات والأجهزة العلمية التي حملوها معهم، وحدد الفريق إجراءات عاجلة لإنقاذ المعطف.

رشا شاهين، مدير إدارة الترميم بمتحف النسيج المصري، والتي قادت الفريق، تقول إن «فحص المعطف أكد أنه يعاني من حشرة (العتة) التي تسببت في تآكل جزء صغير من الصوف، إضافة إلى وجود بقع عبارة عن مادة ملحية ناتجة عن العرق، حيث إنه لم يُغسل منذ أن ارتداه نجيب محفوظ آخر مرة، وقمنا بمعالجة انتشار العتة والحشرات بمواد كيميائية خاصة تقضي عليها تماماً وتمنع وجود أي حشرات وتوقف انتشارها، وقمنا كذلك بمعالجة أقمشته المتنوعة كيميائياً، وتغليفه بمادة حافظة إلى أن نتمكن من معالجة الجزء الذي تلف من الصوف».

وبحسب التوثيق الرسمي لمواصفاته وحالته، المعطف صناعة إيطالية، لونه بيح غامق، ومقاسه 44. ويتكون من صوف عالي الجودة يمثل 80 في المائة من مكوناته، و20 في المائة من الكشمير، مبطن من الداخل بالساتان، وياقته من الصوف، وهو من النوع متوسط الطول الذي ينزل خلال ارتدائه إلى تحت الركبة بنحو 20 سم.وتشير شاهين إلى أن «المعطف التقط حشرة العتة من مصدر عدوى خارجي، يرجح أن يكون من ملابس أخرى مصابة، لكن الخطر زال، وقمنا بحفظه في متحفه إلى أن يتم نقله إلى مقر متحف النسيج مستقبلاً،

حيث سيحتاج إلى خبراء من مركز البحوث بوزارة السياحة والآثار لإجراء مسحة، يتحدد على أساسها وسائل إصلاح الرقعة الصوفية التي أصابها العطب».ولم يُعرض المعطف من قبل على الجمهور، إذ نُقل إلى المخزن عقب قيام هدى نجيب محفوظ ابنة الأديب العالمي بإهدائه إلى المتحف أخيراً ضمن مجموعة جديدة من مقتنياته الشخصية، التي ستضاف إلى المجموعات التي شكلت نواة تأسيس متحفه الذي افتتح في يوليو/ تموز 2019.وكان المعطف هدية من زوجة الأديب العالمي، وفقاً لابنته هدى نجيب محفوظ،

والتي تقول إن «المعطف كان هدية من والدتي، وقد أعطت المال لشقيقتي وقتها وكلفتها بشرائه خلال وجودها خارج مصر، ولم تكن هناك مناسبة للهدية، لكن والدي كان يرتديه دائماً في الشتاء حتى وفاته».وتعود أصدقاء الأديب الكبير على رؤيته مرتدياً المعطف ليلاً في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) طوال السنوات الأخيرة من حياته، بحسب ما يتذكر الأديب يوسف القعيد، مدير متحف نجيب محفوظ، وأحد أصدقائه المقربين، والذي يقول إن «الأديب الكبير كان يرتدي المعطف في الشتاء، إذ كنا نلتقي ليلاً في مقهى (ريش) أو أماكن أخرى، وفي كل مرة يحدث جدل بيننا حول المعطف، فقد كنا نطلب منه خلعه خلال وجوده بداخل المقهى لنقوم بوضعه على الحامل (شماعة) وكان يحب أن يظل مرتدياً إياه، وكان أحياناً يصر ويرفض خلعه، وأحياناً أخرى يقبل ذلك».

قد يهمك أيضا:

الحكومة التشيكية ستساهم بـ 1.5 مليون يورو لترميم الآثار السورية

مشاعر الفرحة تُسيطر على المبدعين المصريين بافتتاح متحف نجيب محفوظ وسط بعض الانتقادات

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنقاذ معطف نجيب محفوظ مِن التلف بعد عملية ترميم ناجحة إنقاذ معطف نجيب محفوظ مِن التلف بعد عملية ترميم ناجحة



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"

GMT 19:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوداني يقصف مركز إيواء في نيالا ويخلف قتلى وجرحى

GMT 19:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

تحذير لريال مدريد من انتكاسة طبية محتملة لمبابي

GMT 14:08 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

صلاح عبد الله يتعرض لـوعكة صحية مفاجئة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab