50 عامًا على انطلاق الفن التشكيلي في السعودية وآمال نحو تعزيز النشاط
آخر تحديث GMT07:19:07
 العرب اليوم -

عام 1978 شهد أول معرض جماعي لفناني المملكة في الرياض

50 عامًا على انطلاق الفن التشكيلي في السعودية وآمال نحو تعزيز النشاط

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - 50 عامًا على انطلاق الفن التشكيلي في السعودية وآمال نحو تعزيز النشاط

مجلس الفن السعودي
الرياض - العرب اليوم

انطلقت بدايات الفن التشكيلي في ستينات القرن العشرين في المملكة العربية السعودية عندما أقيمت معارض فردية بجهود شخصية من الفنانين أنفسهم، وبذلك يكون تجاوز عمر هذا الفن خمسين سنة.

وكانت المدارس والأندية الرياضية ومراكز التنمية الاجتماعية مواقع لمعارضهم، لكن ظهور الرئاسة العامة لرعاية الشباب في السبعينات وانشاء إدارة الشؤون الثقافية وإدارة الفنون التشكيلية فيها، ساهما في تنظيم العمل، وجمع الفنانين، وخصوصاً الناشئين ومتخرّجي معهد التربية الفنية ومعاهد المعلمين والثانوية العامة.

أقيمت المعارض المركزية في الرياض ومدن أخرى وسميت معارض «المناطق والمعاصر والمقتنيات والمراسم» وغيرها، بخلاف المعارض التي كانت تقيمها مكاتب الرئاسة في بعض مدن المملكة. وكانت الرئاسة تقدّم جوائز لتشجيع الفنانين، كما كانت ادارة الفنون التشكيلية فيها اشبه بخلية نحل في توافد الفنانين عليها، ومجموعة الاختصاصيين المصريين الذين تعاقدت معهم، إلى جانب الإداريين من السعوديين، وكانت توكل إلى كل منهم مهمة او نشاط، وكانت الإدارة معنية بالمشاركات الخارجية فكانت تنتقي الفنانين الأكثر تميزاً ونشاطاً ومشاركة في معارضها الداخلية.

أقيمت الأسابيع الثقافية في عدد من البلدان العربية والأجنبية وشاركت الرئاسة في مناسبات عربية ودولية شجعت الفنانين، وقدمتهم إلى الخارج، وفي المقابل كانت جمعية الثقافة والفنون ظهرت في النصف الأول من السبعينات، واهتمامها بالفنون التشكيلية جعلها تتبنى بداية إقامة معارض شخصية لعدد من الفنانين السعوديين في الرياض، بالإضافة إلى نشاط فروعها في عدد من مدن المملكة. وشهد عام 1978 أول معارضها الجماعية لفناني المملكة في الرياض.

انتقلت الشؤون الثقافية بكل حملها إلى وزارة الثقافة والإعلام، وتقلص عدد موظفي الفنون التشكيلية في الرئاسة، وغادر الاختصاصيون المملكة وبقي الفنان صالح خطاب الذي تسلم إدارة الفنون التشكيلية وحده، ربما مع قلة من الإداريين. وأقيمت في السنوات الأولى نشاطات عدة ومعارض جماعية، كانت بمثابة بذرة لتنمية العمل الاداري الفني على المستوى الرسمي، لكن ذلك لم يتحقق.

تسلم عبدالعزيز السبيل وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، وأبو بكر باقادر وكالة الوزارة للعلاقات الدولية الثقافية، ومن تلك الفترة اصبح في الوزارة جهتان تعمل كل منهما بعيدة من الأخرى من الناحيتين الإدارية والتنظيمية. سعى السبيل في نظرة بعيدة الى العمل المتخصص، فطرحت الوكالة تبنيها جمعيات متخصصة، وبدأ العمل بالفنون التشكيلية التي تم الإعداد مبكراً لوضع لائحة اختير لإعدادها عدد من الفنانين والأكاديميين أصحاب الخبرة، وظهرت «الجمعية السعودية للفنون التشكيلية» بعد جلسة عمومية اختير فيها مجلس إدارة الجمعية الذي انتخب بالتالي رئيسه ونائبه وامين سره وامين صندوق للجمعية.

كان الأمل معقوداً على ميزانية مخصصة للعمل، وحاول السبيل التغلب على ذلك بداية بدعم الجمعية من مخصصات الوزارة، وانطبق ذلك على الجمعيات التي أنشئت في ما بعد للمسرح والتصوير الضوئي والخط العربي والكاريكاتور، الا ان تخصيص ميزانيات للجمعيات لم يتم، فتُركت ترعى نفسها، ما جعل بعضها يقفل ابوابه.

ترك السبيل الوكالة متقاعداً وتسلمها بعده ناصر الحجيلان الذي لم يستطع ان يحل كثيراً من مشكلات الجمعيات. وتبنت الجمعية التشكيلية افتتاح فروع لها مع إمكان تخصيص مقرات للفروع الجديدة من ممتلكات الوزارة، لكن ذلك لم يتم حتى اليوم. ففرع الجمعية في جدة على سبيل المثال اتخذ من غرفة حارس في المركز السعودي للفنون التشكيلية مقراً ومكتباً لرئيس الجمعية.

أما في الدمام فليس هناك مقر للجمعية التي يلتقي أعضاؤها أحياناً في منزل احد الأعضاء، والنشاطات ليست مؤثرة كثيراً، بل هي نشاطات إعلامية اكثر من شيء آخر. وكان الفراغ الذي خلّفه غياب دور وزارة الثقافة والاعلام داخلياً وخارجياً مجالاً للمؤسسات الخاصة والأهلية لتطرح نفسها راعية للفنون وبعض الفنانين، فوقعت في المفاضلة والقفز على تاريخ الفن المحلي، وركضت خلف الهواة والمبتدئين وبعض الفنانين الشباب، وتدخل بعضها أحياناً في شكل الإنتاج.

ونظمت دورات وورش وملتقيات مدفوعة ليس لكثير منها تأثير أو فائدة حقيقية، فصارت هناك المعارض التي يشارك فيها البعض برسوم او إيجار، كما يتحمل الفنانون في كثير من المناسبات الإنفاق على انفسهم في مشاركاتهم الخارجية.

في المقابل، استطاع بعض الفنانين الاستفادة من شركات ومؤسسات لرعاية نشاطاتهم الداخلية والخارجية، وانزوى كثير من الفنانين الحقيقيين، لتواري النشاطات الرسمية او نشاطات أخرى تبنتها مؤسسات كبيرة كالخطوط السعودية ووزارة الخارجية وباحة الفنون وغيرها.

ظهر في جدة مجلس الفن السعودي الذي ينظم اعماله وفق برنامج محكَم فيه المعارض واللقاءات والدعوات الخارجية والداخلية، وظهرت في الرياض مسك للفنون التشكيلية، ومبادرتها هذا العام وهي الاولى مشجعة، مع أهمية درس المشروع ليظهر على نحو أكثر اختياراً وتنظيماً وشمولاً، وتقوم قاعات العروض الفنية او المؤسسات بدور يتماشى مع توجهاتها وقدرتها على التسويق.

في ظل كل ذلك، بقيت الجهة الرسمية غائبة ولم نسمع خلال الفترة السابقة الا عن بعض المشاريع الفنية، اما نشاطاتها الخاصة فغائبة على مستويي الداخل والخارج، بل ليس هناك من تواصل بينها وبين الفنانين. وهؤلاء بكل فئاتهم يحتاجون إلى الجهة الرسمية التي تبني علاقة معهم كما كانت إدارة الشؤون الثقافية والفنون التشكيلية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب تدعوهم وتستضيفهم وتنظم لهم المعارض، وتطبع لهم الأدلة والملصقات وتشرف على عملهم وتنتدبهم وترشحهم للمعارض الخارجية حضوراً ومشاركة.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

50 عامًا على انطلاق الفن التشكيلي في السعودية وآمال نحو تعزيز النشاط 50 عامًا على انطلاق الفن التشكيلي في السعودية وآمال نحو تعزيز النشاط



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 01:27 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني
 العرب اليوم - ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني

GMT 20:38 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبدالوهاب تكشف عن شروطها لتعود إلى التمثيل
 العرب اليوم - شيرين عبدالوهاب تكشف عن شروطها لتعود إلى التمثيل

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
 العرب اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 17:43 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تكشف عن طريقة خروجها من الكآبة

GMT 03:47 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن إسقاط طائرة مسيرة قادمة من لبنان

GMT 00:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرة مجهولة المصدر تسقط في الأراضي الأردنية

GMT 00:06 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية جديدة على النبطية في لبنان

GMT 02:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158

GMT 03:40 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يتبرع بمليون يورو لضحايا إعصار دانا في إسبانيا

GMT 01:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية

GMT 03:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 08:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 20:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتخاب محمود المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي

GMT 00:00 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 07:57 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نتائج "مايكروسوفت" و"ميتا" تهبط بأسهم "ناسداك" 2.8%

GMT 12:23 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد ضحايا فيضانات فالنسيا في شرق إسبانيا إلى 205
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab