افتتاح قبة الإمام الشافعي ذات الزخارف الإسلامية النادرة للزيارة عقب 5 سنوات من الترميم
آخر تحديث GMT06:08:56
 العرب اليوم -

افتتاح "قبة الإمام الشافعي" ذات الزخارف الإسلامية النادرة للزيارة عقب 5 سنوات من الترميم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - افتتاح "قبة الإمام الشافعي" ذات الزخارف الإسلامية النادرة للزيارة عقب 5 سنوات من الترميم

قبة ضريح الامام الشافعي
القاهرة - العرب اليوم

في جوار مسجد الإمام الشافعي الموجود بحي الخليفة وسط القاهرة، وداخل ما يعرف بـ«القرافة الصغرى»، تظهر قبة خشبية أثرية، تخطف أنظار كل من يمر بجوارها، بزخارفها الإسلامية المميزة، وهي قبة ضريح الإمام الشافعي، التي افتتحت للزيارة بعد انتهاء مشروع لترميمها استغرق خمس سنوات، بتكلفة إجمالية بلغت 22 مليون جنيه مصري (نحو مليون ونصف المليون دولار).

وتضم قبة الإمام الشافعي «أمثلة نادرة للزخارف الجصية والأعمال الخشبية المزخرفة وتكوينات بديعة من الخشب الملون بأنماط مميزة، حيث تعد سجلاً بصرياً لطرز الزخارف الإسلامية على مر العصور»، وفقاً للدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار المصري.

وهي «القبة الخشبية الوحيدة في مصر»، وفقاً للكاتب الصحافي والباحث في الآثار الإسلامية حسام زيدان، الذي أوضح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «القبة بُنيت فوق قبر الإمام الشافعي في عهد صلاح الدين الأيوبي، وكانت أول بناء ضريحي بعد العصر الفاطمي، وبنيت بجوارها مدرسة مذهب الإمام الشافعي، كخطوة لمحاربة التيار الشيعي».

ويعود الضريح لمحمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع المعروف باسم الإمام الشافعي، الذي ولد في غزة عام 150هـ / 767م، ونشأ في مكة المكرمة ودرس على يد الإمام مالك صاحب المذهب المالكي في الفقه السني، ثم استقل بمذهبه الخاص، وجاء الشافعي إلى مصر عام 198هـ/ 813م وألقى دروسه في جامع عمرو بن العاص، وتوفي عام 204هـ/ 819م، ودفن في تربة أولاد ابن عبد الحكم في القرافة الصغرى، وشيد أول بناء فوق ضريح الشافعي في عهد صلاح الدين الأيوبي عام 572هـ/ 1176م.

لكن القبة الحالية تنسب إلى السلطان الأيوبي الكامل محمد، الذي بناها مكان ضريح فاطمي سابق بعد دفن والدته هناك عام 608هـ/ 1211م، تكريماً للإمام الشافعي، وفي عام 574هـ/ 1178م، انتهى من عمل التابوت الخشبي الذي يعلو التربة، وفقاً للدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة السياحة والآثار.

وتتميز قبة الإمام الشافعي بوجود مركب العشاري، وهو عبارة عن مركب صغير مثبت في هلال القبة تتدلى منه سلسلة حديدية، وتوجد روايات متعددة حول سبب وجود العشاري، منها أنه كان يستخدم لوضع الحبوب للطيور حتى تأكل، حيث ذكر علي باشا مبارك أن «المركب يسع قدر نصف أردب من الحبوب لأكل الطيور».

وهناك رواية أخرى تقول إن المركب كان رمزاً لعلم الإمام الشافعي، وهو الرأي الأكثر انتشاراً، وفقاً لزيدان، وإن البعض يرد عليه بوجود المركب العشاري في أماكن أخرى مثل مئذنة ابن طولون.

وتعد الزخارف والحشوات الهندسية أهم ما يميز التابوت الخشبي الموجود داخل القبة، ويقول زيدان إن «زخارف التابوت تعد المرحلة الثانية للأطباق النجمية، بعد محراب السيدة رقية في العصر الفاطمي، وهو مزين بآيات قرآنية وترجمة لحياة الشافعي، ومن الأشياء النادرة في التابوت ظهور اسم الصانع، الذي يدعى عبيد النجار، والمكتوب بالخطين الكوفي والنسخ الأيوبي».

وخضعت القبة الخشبية الحالية للتجديد في عصور السلطان قايتباي عام 885هـ/ 1480م، والسلطان قانصوه الغوري، ووالي مصر علي بك الكبير.

وتعد قبة الشافعي أحد المزارات «المهمة» للمصريين، التي حرموا منها على مدار السنوات الخمس الماضية نتيجة إغلاقها بسبب مشروع الترميم، ويوضح زيدان أن «ترميم القبة وافتتاحها يعيد فتح مسار زيارة كان مغلقاً لسنوات يضم مزارات مهمة على أجندة السياحة الدينية من بينها حوش الباشا، ومدفن علي بك الكبير، وضريح الليث بن سعد».

وعلى هامش الاحتفال بيوم التراث العالمي، افتتحت قبة الشافعي للزيارة السياحية، بعد نحو خمسة شهور على افتتاح مسجد الإمام الشافعي الملاصق لها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتأمل وزارة السياحة والآثار أن تضيف القبة «عنصر جذب سياحي جديدة للزائرين باعتبارها واحدة من أشهر وأضخم القباب الضريحية، ولأنها تخص أحد الأئمة الأربعة».

وتم مشروع ترميم القبة بتمويل أميركي من خلال مشروع الترميم الذي موله صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي الأميركي. وعُثر على بقايا جدران قبة فاطمية لم تُذكر من قبل في المصادر التاريخية، وأشرطة كتابية خلف عناصر معمارية أحدث، وعناصر زخرفية مستترة خلف طبقات من الطلاء الحديث، ويمكن للزائر معرفة تاريخ القبة من اللوحات التوضيحية التي أُضيفت في مشروع الترميم، التي تتضمن شرحاً للقبة ومكوناتها وتوثيقاً لزخارفها.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

"رسائل إلى الشافعي" كتاب يوثّق خطابات المصريين إلى الإمام

وزراء مصريون يفتتحون مسجد الإمام الشافعي بعد الانتهاء من أعمال ترميمه

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

افتتاح قبة الإمام الشافعي ذات الزخارف الإسلامية النادرة للزيارة عقب 5 سنوات من الترميم افتتاح قبة الإمام الشافعي ذات الزخارف الإسلامية النادرة للزيارة عقب 5 سنوات من الترميم



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab