تعز اليمنية تبحث عن فرحة العيد وسط الدم والخراب وتسعى للحفاظ على ما تبقى من العادات
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

سجلت أرقام قياسية في الدمار والضحايا المدنيين والنازحين منها إلى أماكن أخرى

تعز اليمنية تبحث عن فرحة العيد وسط الدم والخراب وتسعى للحفاظ على ما تبقى من العادات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تعز اليمنية تبحث عن فرحة العيد وسط الدم والخراب وتسعى للحفاظ على ما تبقى من العادات

"الحشد إلى الحرب" يطغى على خطبة عيد الأضحى في اليمن
تعز-حسام الخرباش

يعيش سكان تعز اليمنية عيد الأضحى، وسط معارك عنيفة تشهدها المحافظة منذ عام ونصف، فهي فرحة عيد ممزوجة بالألم، ولم تمنع الحرب طقوس العيد وفرحته في محافظة سجلت أرقام قياسية في الدمار والضحايا المدنيين والنازحين منها إلى أماكن أخرى.

وتبدأ احتفالات العيد في تعز، بتأدية الصلاة، وبعدها يتبادلون القبلات والمباركة بالعيد مع الأقارب والأصدقاء والجيران، وإجراء الزيارات لتقديم واجب صلة الأحبة والرحم في العيد، عادة مايفضل أبناء تعز قضاء العيد في قراهم حيث يجتمع الأقارب هناك لقضاء العيد ويحضرون للقرى من محافظات عدة أو من المدن، والأطفال يرتدون ملابس جديدة في العيد ويشترون الألعاب النارية واليدوية.

وأكد الناشط الحقوقي صلاح القعيشي، أنه اعتاد على قضاء العيد مع أسرته في مسقط راسه التربة، جنوب تعز، واستغرق وصولة إلى التربة من محافظة اب، عشر ساعات بسبب انقطاع الطريق الرئيسي في تعز واضطراره لقطع طريق اخر وعبر خلال البرح بينما لوكان سار عبر الطريق الرئيسي لاستغرقت رحلته أقل من ثلاث ساعات. وأوضح القعيشي أنه محظوظ لكونه لازال يعمل وقد انتقل عملة إلى محافظة اب القريبة من تعز، فيما فقد غالبية أبناء تعز وظائفهم بسبب الحرب، منوهًا أن عشرات الاسر وصلت إلى القرى في منطقته للاحتفال بالعيد ولقاء الأحبة رغم الظروف الصعبة جداً وفقدان لذة العيد بسبب نكهة الحرب ونزوح غالبية الأسر في تعز ومقتل عدد كبير من المدنيين وتدمر مئات المنازل.

وكشف حسن أحمد، أحد سكان تعز أنه لم يتمكن من شراء ملابس العيد لأطفاله، كما لم يستطع شراء الأضحية وبالكاد يوفر الغذاء لأسرته فقط، حيث فقد عمله في أحد المتاجر بسبب تضرر المتجر وإغلاقه، لكنه أشار إلى تعاون المقربين منه معه واعطوه لحم العيد وبعض متطلباته ويساعدونه في معظم الأحيان وفقاً لامكانياتهم، منوهًا أن المنزل الذي يسكن فيه تعاون معه المالك ولايطلب منه نفس الايجار السابق ويصبر عليه ويراعي ظروفة، مشيرًا إلى أنه زار الأقارب والأصدقاء في العيد كما زار المقابر الذي دفن فيها بعض الأصدقاء من ضحايا الحرب العبثية، وأوضح أن السكان الذين لديهم رواتب من الحكومة حتى هم يواجهون صعوبات بالعيش فحالة عدم الاستقرار والحرب وارتفاع الأسعار تضرر الجميع منها لاسيما أصحاب الدخل اليومي والأعمال في القطاعات الخاصة فقد أصبح وضعهم الإنساني كارثي للغاية.

وأعلن رأفت الصلوي، أحد أبناء مديرية الصلو الريفية، جنوب تعز، أن عيد الأضحى هذا العام تحول لماساة وخلف ضحايا مدنيين فقد استهدفت قوات الحوثيين أول أيام العيد منزل في المديرية ماتسبب بمقتل نساء وأطفال كما شنت مقاتلات التحالف غارات على المديرية مافسد فرحة العيد بالصلو، موضحًا أن وصول الحرب إلى مديرية الصلو في آب/أغسطس،هذا العام خلف ضحايا مدنيين ونزوح مئات الأسر التي كانت قد نزحت من المدن للريف وأخرى كانت تسكن الريف في الصلو، مؤكدًا أن عيد الأضحى العام الماضي رغم أن مدينة تعز كانت تشهد حرب ونزح عدد كبير من أبناء الصلو للمديرية كونها آمنه كان متميز بسبب الوضع الأمني المستقر وتواجد أبناء المديرية من سكانها ومن الذين كانوا يسكنون المدن منذ وقت طويل وعادوا لمسقط راسهم هروبًا من الحرب، وأضاف "القرى كانت الملاذ الآمن لسكان تعز بسبب الحرب لكونها تمتاز بتكاتف وتكافل اجتماعي وحياة بسيطة تناسب ظروف المتضررين والنازحين من الحرب وامتداد الحرب إلى أرياف تعز شكل كارثة إنسانية في أكثر محافظة يمنية كثافة سكانية".

وبيّنت نهاد هشام من سكان مديرية حيفان الريفية، جنوب تعز، أن فرحة العيد لاتزال حاضرة رغم الماساة ونكهة الدم البشري وليس دم الأضاحي، وأضافت أن عيد الأضحى العام الماضي كان جميلًا في حيفان فقد ازدحمت المديرية بالأهل والأصدقاء الذين حضروا اليها من المدينة التي تشهد حرب وامتد الصراع إلى حيفان في تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي مخلفًا تشرد ونزوح عدد كبير من السكان وأبناء المديرية الذين كانوا يسكنون المدن ونزوحوا إلى المديرية بسبب الحرب اضافة إلى تضرر عدد من المنازل واستهداف مدارس والمعهد المهني في المديرية بعدد من الغارات الجوية وسقوط مدنيين إثر المواجهات وتدهور الوضع الاقتصادي والإنساني، مؤكدة أن استمرار الحرب بتعز هو تدمير للمستقبل وصراع يدفع ثمنه المواطن ويجني أرباحه قادة الحرب واللصوص.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعز اليمنية تبحث عن فرحة العيد وسط الدم والخراب وتسعى للحفاظ على ما تبقى من العادات تعز اليمنية تبحث عن فرحة العيد وسط الدم والخراب وتسعى للحفاظ على ما تبقى من العادات



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab