تشكيل مجموعة عمل إيرانية عراقية مشتركة لتسجيل طاق كسرى في لائحة اليونسكو
آخر تحديث GMT02:56:12
 العرب اليوم -

في منطقة تحتوي على القصر الذي بناه شابور الأول والذي يعرف بالقصر الأبيض

تشكيل مجموعة عمل "إيرانية عراقية" مشتركة لتسجيل "طاق كسرى" في لائحة "اليونسكو"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تشكيل مجموعة عمل "إيرانية عراقية" مشتركة لتسجيل "طاق كسرى" في لائحة "اليونسكو"

تشكيل مجموعة عمل "إيرانية عراقية" مشتركة لتسجيل "طاق كسرى"
بغداد – نجلاء الطائي

اعلن المدير العام لمكتب تسجيل الآثار التاريخية عن تشكيل مجموعة عمل إيرانية عراقية مشتركة من اجل تسجيل ايوان المدائن "طاق كسرى" في لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.

وأكد فرهاد نظري أن قسم التراث الثقافي في وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية وقعت مذكرة تفاهم مع منظمة التراث الثقافي، تنص واحدة من إجراءاتها التنفيذية على وشك الانتهاء ، على تسجيل ايوان المدائن او طاق كسرى في لائحة التراث الثقافي العالمي بالتعاون بين ايران والعراق، مشيرًا إلى أن العراق يعتزم تسجيل كلا من مقبرة وادي السلام "في النجف الأشرف" عام 2016 وطاق كسرى في عام 2017 في لائحة التراث العالمي، وبما أن طاق كسرى يعتبر اثر تاريخي إيراني في الأراضي العراقية، فقد تم تشكيل مجموعة عمل إيرانية لهذا الغرض لتساعد العراق في إعداد الملف للتسجيل في لائحة التراث العالمي، لان طاق كسرى يعد من أهم الأبنية المتعلقة بتاريخ وثقافة ايران، وان طيسفون كانت عاصمة ايران التاريخية ابان عهد الفرثيين والساسانيين، وبنيت على أنقاضها إبان الفتح الإسلامي للعراق مدينة المدائن التي تقع جنوب شرق بغداد ويقع فيها قبور الصحابة سلمان الفارسي وجابر بن عبدالله الأنصاري وحذيفة اليمان.

تشكيل مجموعة عمل إيرانية عراقية مشتركة لتسجيل طاق كسرى في لائحة اليونسكو

وتم في عام 2011 اعداد مسودة مذكرة تفاهم في مجال التراث الثقافي والآثار التاريخية، حيث اقترحت ايران ترميم طاق كسرى كأثر تاريخي وقد لقي الاقتراح ترحيبا من قبل الحكومة العراقية، وتنص على تقديم الجمهورية الإسلامية الإيرانية مساعداتها في مجال ترميم الآثار التاريخي،  وتقع مدينة المدائن على مسافة 40 كم جنوب بغداد، وهي تحمل عدة أسماء، فهي "المدائن" (بالآرامية)، و "طيسفون" (بالفارسية)، و"سلوقيا" (بالإغريقية). وقد بناها الفرثيون وهم أقوام جاؤوا من جنوب إيران، واستولوا على العراق عام 141 ق.م، وبنوا مدينة طيسفون لتكون عاصمة لهم، كذلك اختارها الساسانيون لتكون عاصمتهم الشتوية، مع عاصمتهم الصيفية، سوسة، في إيران، بعد أن تمكن أردشير الساساني من القضاء على ارطبان آخر ملوك الفرثيين عام 224 للميلاد. ومنذ ذلك الوقت حكمت الدولة الساسانية العراق حتى الفتح الإسلامي.

تشكيل مجموعة عمل إيرانية عراقية مشتركة لتسجيل طاق كسرى في لائحة اليونسكو

ويظهر أن اختيار هذه المنطقة لتكون عاصمة لأعظم الدول في تلك الحقبة ، كان لاعتبارات عسكرية، حيث إنها محمية بمانع طبيعي هو نهر دجلة من جهة الشرق، كما أن توفر المياه ساعد على بناء تجمعات سكانية مستقرة. ولعل أبرز ما في هذه المنطقة هو القصر الذي بناه شابور الأول (241-275م) والذي يعرف بالقصر الأبيض أو قصر كسرى والذي يحتوي على أشهر طاق في التاريخ وهو ما يعرف بـ"طاق كسرى"، ويعتبر طاق كسرى من أعظم الطوق في العالم القديم، وأعلاها. وهو جزء من القصر الأبيض، وقد تهدمت جدرانه واندكت ولم يبق من معالمه إلا الطوق وبعض الأسس. وهناك أكوام من الردم والأنقاض منتشرة على مسافة مئات الأمتار، مما حول الطاق. وما تبقى من البناء تدل على عظمة القصر عندما كان شاخصا في عهده الغابر.

 يبلغ ارتفاع الطاق عن سطح الأرض حوالي 30 مترا وعرضه 25.5 مترا وسمك جداره من الأسفل 7 أمتار، ويطل الإيوان على الشرق وله ثلاثة أبواب، واحد من اليمين والآخر على اليسار وكلاهما قرب فتحة الإيوان، والثالث قرب الجدار الغربي. وإلى يسار الإيوان هناك حائط شاهق يعلو حتى قمة الطاق، يبلغ سمكه من الأسفل 6 أمتار، وقد تم إسناد هذا الحائط بمسند من الآجر والاسمنت مؤخرا لحمايته من الانهيار. أما بالنسبة للحائط الذي كان قائما إلى الجانب الأيمن من الإيوان، فقد تهدم عام 1887 بفعل فيضان دجلة.

 وكشفت البعثات التنقيبية الأجنبية، ومنها الألمانية عام 1931، بالاشتراك مع متحف متروبولتن في نيويورك الكثير من أسرار هذا القصر، حيث ظهر أن مساحة المدينة هي نحو 3 كيلومترات مربعة، واستطاعت هذه البعثة، الكشف عن أبنية مختلفة، وسور المدينة، وحددت معالم القصر. وقد ظهر بأن القصر يتكون من الإيوان الكبير في الوسط، وهو قاعة العرش، وهذا محاط بحجرات صغيرة من الشمال والجنوب، وهي ملاصقة لجداري الإيوان، وأمامها ردهة طويلة تنتهي بردهة واسعة جدا تقع على محور الإيوان. والبناية كلها معقودة بالآجر والجص، ومطلية من الداخل بالجص والألوان الزاهية. أما واجهة البناء والتي كانت نحو الشرق، فإنها كانت مزينة بنقوش جصيّة وتماثيل رخامية كبيرة، وقد أسفرت الحفريات عن استخراج مجموعات مختلفة من الآثار التي تعود إلى الفترات الهيلنستية والفرثية والساسانية والإسلامية، كان بينها جرار مزججة، وقوارير زجاجية، ونقوش جبسية وتماثيل رخامية، وأدوات نحاسية متنوعة، مع مقدار كبير من المسكوكات الفضية والنحاسية.

وكتب الاستاذ الكبير سالم الالوسي في كتابه المخطوط (اثار بغداد ومعالمها في الشعر ) ان طاق كسرى او إيوان المدائن هو كل ما بقى من آثار مدينة طيسفون التي شيدها الفرثيون parthians بعد فتحهم العراق عام 141 ق.م وانتصارهم على السلوقيين . وقد دبَّ الضعف والأنحلال في أركان الامبراطورية الفرثية ولم يلبث سلطانها في العراق إلاّ منذ سنة 135 ق.م وظلوا يحكمون العراق الى ان حلَّ محلهم الفرس الساسانيون في سنة 226 للميلاد . وقد اتخذوا من طيسفون العاصمة الشتوية لحكمهم . وبعد الفتح العربي الاسلامي اطلق عليها العرب وعلى ما كان من أطرافها من احياء اسم المدائن ، وقد أصابها الخراب في العهود التالية للفتح ، وتبعد المدائن عن جنوب بغداد مسافة (30 كيلو متراً ) ، وفيها طاق كسرى وضريح الصحابي سلمان الفارسي المعروف بسلمان باك، والطاق هو بقايا القصر الذي اتخذوه مكاناً لإقامة الحفلات ، ويعتبر الطاق اكبر طاق معقود بالآجر في العالم ، حيث يزيد عرضه على (25متراً) وارتفاعه عن مستوى الارض (27متراً) ، وقد بني على طراز معماري عراقي قديم مقتبس من طراز أبواب القصور الاشورية ، وقد قلّد الفرثيون هذا الطراز في كل من مباني الحضر وآشور ، حيث اكتشفت البعثة الإثارية الالمانية قبيل الحرب العالمية الأولى في آشور قصراً واجهته شبيهة بطاق كسرى ، وكذلك الحال في واجهة المعبد الكبير في مدينة الحضر . وان الجانب الأيمن من الطاق قد سقط عام 1887م .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشكيل مجموعة عمل إيرانية عراقية مشتركة لتسجيل طاق كسرى في لائحة اليونسكو تشكيل مجموعة عمل إيرانية عراقية مشتركة لتسجيل طاق كسرى في لائحة اليونسكو



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab