رحيل اللبناني حليم جرداق أحد ألمع وأبرز مَن عرفتهم الحركة التشكيلية
آخر تحديث GMT07:21:06
 العرب اليوم -

حديث ومُتجدِّد رّغم مضي العقود على أعماله

رحيل اللبناني حليم جرداق أحد ألمع وأبرز مَن عرفتهم الحركة التشكيلية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رحيل اللبناني حليم جرداق أحد ألمع وأبرز مَن عرفتهم الحركة التشكيلية

حليم جرداق
بيروت ـ العرب اليوم

نعت جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت، في بيان نشرته، أحد أهم فنانيها هو حليم جرداق الذي سيعود إلى بلدته عين السنديانة، ليوارى الثرى اليوم.والراحل عن 92 عاماً (1927 - 2020)، عامرة بالألوان والمنحوتات والمجسمات، هو واحد من ألمع وأبرز من عرفتهم الحركة التشكيلية اللبنانية، لا بل والعربية في النصف الثاني من القرن الماضي. هو ينتمي إلى تلك النهضة الحداثية التجريبية التي أنعشت بيروت منذ ستينات القرن الماضي، حيث نهلت من غرب في أوجه وشرق راغب في اليقظة. ما بين أصالة متجذرة وتقنيات متأوربة، سعى حليم جرداق باحثاً عن طريق له وحده، وكان له ما أراد. ولو كان حليم جرداق في مكان جغرافي آخر، لوجد بالتأكيد من الاحتفاء غير ما لقيه في لبنان، حيث يبقى الفن هامشياً وأهله منسيين.
فالرجل طليعي من الدرجة الأولى، تجريبي حتى الثمالة، حرّ متفلت من كل اتجاه كان يعتنقه هو نفسه، ثمّ يهجره إلى غيره، مجرباً شيئاً آخر. لم يكن يتردد في أن يعود إلى لوحته ويضيف إليها، أو يبدلها، أو منحوتته، ويجعل منها شيئاً آخر. لا صيغة نهائية لعمل يعترف بها جرداق.هو أستاذ في التجريد والحفر الطباعي والخط والكولاج، وفي رسم انحناءات الأجساد، لكنّه دائم المراجعة لأعماله.تخرج من الجامعة الأميركية في بيروت، وعمل في شركة النفط العراقي في طرابلس، من ثمّ التحق بالأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (ألبا) سنة عام 1953 - 1957. سافر بعد تخرجه إلى باريس، حيث انتسب إلى المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة والتحق بأكاديمية «لا غراند شوميير» وأكاديمية «أندريه لوت»، ونال عام 1961 الجائزة الأولى للحفر في المدرسة الوطنية العليا في باريس. وكان من أوائل من انتسبوا إلى جمعية الفنانين للرسم والنحت في بيروت عام 1959.حليم جرداق الشغوف المثابر تابع تعمقه بدراسة الفن سنة 1963 في ميونيخ، ثم سافر إلى باريس مرة أخرى، حيث أقام ثلاثة معارض، وعاد سنة 1966 إلى بيروت مظهراً تجاربه الفنية الحديثة، ومتنقلاً بمراحل عدة؛ الواقعية، التكعيبية، الرمزية، التعبيرية، والتشخيصية، إلا أن اسمه ارتبط بفن الحفر الطباعي على المعادن، وهو الأول في العالم العربي. وأسس محترف الحفر النحاسي في كلية الفنون في الجامعة اللبنانية التي درس فيها، كما استمر يدرس الفن في «أكاديمية الألبا» لسنوات طويلة، كان لها التأثير الفعال على أجيال من الفنانين الذين لمعوا في عالم الفن.أقام حليم جرداق معارض عدة في لبنان والخارج، وحاز جوائز محلية وعالمية. له كتب شرح فيها رؤيته للفن ونظرته للإبداع، أبرزها «عين الرضا» و«تحولات الخط واللون» و«صورة ذاتية».من الرواد الذين تركوا بصماتهم على الفن اللبناني في مراحله المعاصرة. أقام له غاليري «جنين ربيز» في بيروت معرضاً استعادياً عام 2015، وحسناً فعلت، إذ تمكن عشاق الفن من اكتشاف أعماله المغامراتية الممتدة من منتصف خمسينات القرن الماضي إلى عام 2003. وبدا كم أنّ جرداق لا يزال معاصراً، وكم أنّه حديث ومتجدد على الرّغم من مضي العقود على أعماله. والحقيقة أنّ جرداق، لم يتوقف أبداً عن التجريب، رفض دائماً البقاء في مدرسة، أو الاستمرار في أسلوب بعينه، أو الدوران حول فكرة محددة. إنّه ابن زمنه الذي قام على البحث والسؤال، عكس زمن الإجابات الصارمة العقيمة الذي نعيش.

قد يهمك ايضا

نورة الكعبي تفتتح معرض الفن التشكيلي السوداني في "العويس الثقافية"

"ندوة رحلة الإبداع عبر مدارس الفن التشكيلي" في دار الأوبرا المصرية الثلاثاء

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل اللبناني حليم جرداق أحد ألمع وأبرز مَن عرفتهم الحركة التشكيلية رحيل اللبناني حليم جرداق أحد ألمع وأبرز مَن عرفتهم الحركة التشكيلية



هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 09:29 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو يوسف ومي عز الدين يفتتحان "موسم الرياض" المسرحي
 العرب اليوم - عمرو يوسف ومي عز الدين يفتتحان "موسم الرياض" المسرحي

GMT 21:50 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

راغب علامة يُعلن وفاة شقيقته الكُبرى

GMT 19:57 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غارة إسرائيلية على بلدة دبين جنوبي لبنان

GMT 13:10 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 17:33 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الاتحاد السعودي ينهي التعاقد مع المدرب الإيطالي مانشيني
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab