بيروت - العرب اليوم
ليبانون ديبايت" - زكيّه يوسف نعيمه
إلى جدّو ميشا في ذكرى انتقاله إلى مهد الحياة،
من على سريركِ الّذي سُجّيتَ عليه في مثل هذا اليوم،
من بيتك في بسكنتا الّذي صمّمته بنفسكَ واستقبلتَ فيه مريديكَ من جميع أقطار المسكونة،
من على كرسيّ مكتبكَ حيث المحبرة والقلم، وقد توشّحتا بعطركَ الّذي ما زال يلفّ أرجاء منزلك،
ها نحن عائلتكَ النّعيميّة الصّغيرة نحيي بصمت وسكينة ذكرى رحيلِ جسدكَ،
ها أنا أعانق يَدَي والدي يوسف، اللّتين عليهما لفظتَ آخر أنفاسك، لتنتقل إلى حيث لا مكان ولا زمان ولا كمّ ولا وزن...
جدّو ميشا، عجيب هذا البيت الرّيفيّ الصّغير حجمًا، كم هو واسع في كلّ ما يحويه من كتبكَ ومخطوطاتكَ وأقلامكَ وثيابكَ وعصاكَ وأشيائكَ الصّغيرة...
وشخروبكَ اليوم، حيثُ يرقدُ جسدكَ تحت تلكَ الصّخرة الّتي اخترتها وأوصيتَ أبي بأن تكون مسكنكَ الأبديّ، يتسربل بالأبيض الّذي يشبه روحكَ الّتي تعانقني أبدًا.
أجدني في ذكرى رحيلِ جسدكَ أردّد من همس الجفون:
"وعندما الموت يدنو واللّحد يفغر فاه
أغمض جفونكَ تبُصر في اللّحد مهد الحياة".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك