حمام مرجوش التاريخي يحمل قصة 600 عام من تاريخ القاهرة
آخر تحديث GMT16:58:50
 العرب اليوم -
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

حمام "مرجوش" التاريخي يحمل قصة 600 عام من تاريخ القاهرة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حمام "مرجوش" التاريخي يحمل قصة 600 عام من تاريخ القاهرة

حمَّام الملاطيلي
القاهرة- العرب اليوم

بناية أثرية لا يميزها عن غيرها في شارع أمير الجيوش بمنطقة الجمالية التاريخية بمصر، سوى لافتة ملونة مُعلّقة على الواجهة، مكتوب عليها: "حمام بخار بلدي.. رجال وسيدات"، إلى جانب لافتة أخرى صغيرة تحمل الرقم 40.

كان هذا هو حمام "مرجوش" التاريخي أو "الملاطيلي" كما يعرفه العامة في مصر منذ مئات السنين، والذي ذاع صيته أكثر من أي وقت مضى بعد عرض فيلم "حمام الملاطيلي" عام 1973.

وحمَّام "مرجوش" الصامد أمام كل عوامل الفناء، منذ نحو 600 عام، يعد واحدًا من حمَّامات القاهرة الفريدة، التي حافظت على وجودها برغم تغيّر نمط الحياة، وطغيان المراكز الصحية الحديثة.حكايات الملاطيلي

 قام بجولة في حمَّام الملاطيلي، واستمع إلى الحاج زينهم أحمد عبدالعزيز، مالك الحمام، الذي روى حكاية عائلته مع الحمام، التي بدأت منذ نحو 130 عام، عندما جاءت من تركيا إلى مصر.

ويقول عبد العزيز إن أسرته استأجرت حمام "مرجوش" عام 1892، وكانت أول رخصة حصلوا عليها للحمام في عام 1902.

وعن الزمن الجميل يتذكر الحاج زينهم (78 عامًا) فترة ما قبل ثورة يوليو عندما كان يشاهد في طفولته أمين بك المهدي العواد المصري الشهير، والموسيقار والفنان مدحت عاصم، يأتون إلى الحمام مع أصدقائهم ويستأجرونه لحسابهم، إذ كانوا يقومون بالعزف على العود أثناء تمضيّة وقتهم بالحمَّام.

ويشير عبد العزيز في معرض حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أنه خلال فترات لاحقة، كان يتردد على الحمام عدد من المطربين والمشاهير مثل المطرب كارم محمود، وعازف الساكسفون الشهر سمير سرور، بينما كان يأتي إلى حمام السيدات الفنانة عائشة الكيلاني، كما أتت إليه الفنانة ليلى علوي.ويربط الرجل بين تراجع حضور الحمَّامات العامة، وتطور الحياة، فيقول: "قديمًا لم تكن المياه قد وصلت البيوت بعد، وكان حينها يستحم جميع الناس في الحمَّامات العامة، ومع تطور الحياة تم مد المياه إلى البيوت، وبدأ الإقبال يتراجع على الحمام شيئًا فشيء، خاصة مع ظهور المراكز الحديثة".

ويتمنى الحاج زينهم عودة الحمَّامات الشعبية إلى سابق عهدها، وهي الأمنية ذاتها التي يحملها نجله مصطفى الذي يقول إنه يعشق هذه المهنة التي ورثها عن أسرته ويتمنى أن تعود كما كانت من قبل.

وفي حديثه لموقعنا، يشير مصطفى الذي يشارك والده إدارة الحمَّام إلى أن كثيرا من الزبائن اليوم يأتون إلى الحمَّام، وخاصة في الأعراس، إضافة إلى بعض مرضى الروماتيزم الذي يحتاجون للاستشفاء، فيأتون للمكوث في مغطس الماء الساخن.

تاريخ قديم وإرث اجتماعي

ما أن تدلف عبر الممر الضيق داخل مبنى حمَّام الملاطيلي، حتى تقفز إلى رأسك حكايات ألف ليلة وليلة، التي كان كثيرًا منها يدور داخل مثل هذه الحمَّامات، حيث اعتاد أن يأتي إليه الملوك والأمراء وكافة طوائف الشعب على مر العصور.

كانت الحمَّامات العامة بمثابة مركز لصناعة ونشر الأخبار في المجتمع القاهري حتى منتصف القرن الماضي، إلى جانب وظيفتها الرئيسية في الحفاظ على النظافة والصحة العامة.

وارتبطت الحمَّامات العامة في التراث المصري بعديد الحكايات والمأثورات الشعبية، كالمثل الشعبي الشهير: "اللي اختشوا ماتوا" والذي يستمد أصله من حريق وقع في حمام إينال، فماتت الفتيات التي تحرجن من الفرار وهن عاريات.ولحمَّام "الملاطيلي" تاريخ قديم، فبحسب ما ذكره المؤرخون: المقريزي والبكري، فإن حمام "الملاطيلي" بُني في نهاية عصر المماليك، وأن عمره لا يقل عن 600 عام، والحمَّام مسجل باعتباره أثرا، تحت رقم 592 لسنة 1959.

رحلة في الحمَّام

وعن طبيعة الخدمة التي تقدمها الحمَّامات العامة للمستحم، أشار المؤرخ المعاصر قاسم عبده قاسم إلى أن الحمَّامات العامة تتكون من عدة حجرات، منها حجرة تسمى بالمسلخ، مكسوة بالرخام، وبها مصاطب من الرخام، وفيها ينزع المستحمون ملابسهم، ويستريحون قبل الدخول إلى "بيت أولوبحسب الدراسة التي أعدها قاسم، يعتبر "بيت أول" أولى الغرف الدافئة بالحمام، كما تعد بمثابة غرفة الانتظار؛ وفيها مصطبتان وأرضية من الرخام، وفي هذه الغرفة يلف المستحم نفسه بمنشفة تصل إلى الركبتين؛ فإذا حان دوره دخل غرفة أخرى أشد سخونة تسمى "بيت حرارة".

وكانت الحمَّامات قديمًا تعتمد على ساقية لإمدادها بالمياه، وبحسب العديد من المصادر كان یُلحق بالحمام في الغالب بئر لإمداده بالمیاه.

وفي "بيت حرارة"، يوجد مغطس ممتلئ بماء ساخن يتصاعد منه البخار، وهنا يتفصد العرق من جسد المستحم، ثم يقوم "الحمَّامي" بتكييس وتدليك جسد المستحم وفرك جلده لإزالة ما قد يكون قد علق فيه من الوسخ حتى تتفتح مسام الجلد تمامافي النهاية يعود المستحم إلى "بيت أول"، ويمكث به بعض الوقت حتى تتوازن درجة حرارة جسمه، ولا يتعرض للهواء البارد في الخارج إذا غادر الحمام مباشرة.

تأثير اجتماعي وتاريخ ممتد

انتشرت الحمَّامات العامة المعروفة في أيامنا هذه بداية من الفتح الإسلامي، حیث سمى المصریون أول حمَّام بني في هذه الفترة بمدینة الفسطاط بـ"حمام الفأر" نظرًا لصغر حجمه عن تلك الحمامَّات كبيرة الحجم التي عرفها المصريون قبل الفتح الإسلامي، حيث كانت تتألف عادة من ثلاثة طوابق متصلة.

وبحسب خطط المقريزي، فإن الخليفة الفاطمي العزيز بالله يعد أول من بنى الحمَّامات العامة بالقاهرة وقدرت مصادر عديدة عددها في هذه الفترة، إلا أن الرقم الذي رجحه المؤرخ المعاصر قاسم عبده قاسم نقلًا عن المقريزي يصل إلى 80 حماما في هذا الوقت.

وفي أيامنا هذه يتبقى عدد محدود من الحمامَّات العامة؛ بعضها لا يزال يعمل، والبعض الآخر حُفظ كأثر مهمل.

ومن أشهر الحمامات المتبقية إلى جانب حمام الملاطيلي في القاهرة: حمام السلطان إينال وحمام السكرية وحمام بشتاك وحمام المؤيد وحمام الشرايبي وحمام الدود وحمام سنان باشا ببولاق.

وفي الأقاليم، يوجد حمام عزوز بمدينة رشيد في محافظة البحيرة، شمالي مصر، وحمام سمنود بمحافظة الغربية بوسط الدلتا، وحمام علي بك بجرجا بمحافظة سوهاج جنوبي مصر.

قد يهمك ايضاً:

لندن تستعد لافتتاح أول حمام سباحة شفاف معلق في العالم

 

خبير يصدر تحذيرات صحية بشأن الاستحمام كل يوم

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حمام مرجوش التاريخي يحمل قصة 600 عام من تاريخ القاهرة حمام مرجوش التاريخي يحمل قصة 600 عام من تاريخ القاهرة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان
 العرب اليوم - الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 10:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»

GMT 10:44 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إلى الكويت لحضور “قمة الخليج 45”

GMT 13:44 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab