صناعة الفخار المغربية تقاوم الاندثار عبر مواقع التواصل الاجتماعي
آخر تحديث GMT06:27:08
 العرب اليوم -

تهافت الهواة من مختلف أنحاء العالم لتعلم هذا الفن وإنقاذه

صناعة الفخار المغربية تقاوم الاندثار عبر مواقع التواصل الاجتماعي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - صناعة الفخار المغربية تقاوم الاندثار عبر مواقع التواصل الاجتماعي

صناعة الفخار المغربية
الرباط ـ العرب اليوم

حققت مواقع التواصل الاجتماعي شهرة واسعة النطاق لصناعة الفخار المغربية المهددة بالانقراض، حيث تهافت الهواة من مختلف أنحاء العالم لتعلم هذا الفن وإنقاذه من الاندثار.

فلم تعد قطع الفخار التقليدية من صنع ماما عائشة، تجذب الزبائن في المغرب، لكن مواقع التواصل الاجتماعي حولت بيتها في قرية نائية إلى قبلة لهواة تعلم فن الفخار من مختلف أنحاء العالم.

وأتت الفنانة التشكيلية الفلسطينية ميرنا باميه من رام الله في الضفة الغربية المحتلة بمجرد أن علمت، عن طريق خدمة "إنستغرام"، بتنظيم تدريب لتعلم تقنيات الفخارة التقليدية في بيت ماما عائشة (82 سنة) في قرية عين بوشنيق الواقعة وسط مرتفعات الريف في شمال المغرب.

وتوضح ماما عائشة أنها تقدمت في السن، وأن صنعتها مهددة بالانقراض، لذلك يجب الحفاظ عليها، وتغرس ميرنا يديها في الطين مفترشة حصيراً، برفقة أربعة هواة آخرين قدموا من لندن ونيروبي، تحدوهم رغبة تملك تقنيات هذا الفن التقليدي العريق.

ويستمر التدريب أسبوعاً، يتعلم خلاله هواة الفخارة تطويع الطين يدوياً لتشكيل قطع فخارية تجفف تحت أشعة الشمس قبل وضعها في فرن خشبي، ثم صقلها بحجر لتزين بعد ذلك بملونات طبيعية.

وتنتمي عائلة ماما عائشة إلى قبيلة السلاس التي اشتهرت بممارسة هذه الصنعة المتوارثة جيلاً بعد جيل على مدى قرون، لكنها باتت اليوم معرضة للانقراض.

أقرأ أيضا إدراج "تلال مدافن دلمون" في البحرين على قائمة "اليونيسكو"

ولم تعد القرية تضم اليوم سوى ست ورشات تقليدية، بينما كان عددها يقارب التسعين حتى تسعينات القرن الماضي، وتأسف ماما عائشة لكون شباب القرية لا يريدون تلطيخ أيديهم بالطين، الجميع هنا يحلم بأن يصبح موظفاً بأجر ثابت.

وفي ظل غياب الخلف، باتت تقنيات هذه الصنعة، التي تعود أصولها إلى أكثر من 2000 سنة حسب بعض الخبراء، تضيع شيئاً فشيئاً.

ويتذكر محمد، ابن ماما عائشة، "53 عاماً"، متحسراً: "في طفولتي كان الجميع يستعمل أدوات فخارية في الحياة اليومية، وكانت والدتي تبيع قطعاً كثيرة في السوق، لكن الجميع أصبح يفضل اليوم الأدوات البلاستيكية"، ويضيف، "فكرنا في إنشاء متحف للفخار، لكن السلطات المحلية لم تبد اهتماماً بالفكرة".

ويحاول باحثون وهواة ومهنيون أو متطوعون، معظمهم أجانب، منذ عقود، وقف النزيف، لكن دون جدوى، وفي إطار هذه الجهود، قام عالم الأنثروبولوجيا الألماني روديغير فوسن، في الثمانينات والتسعينات، بجولة في قرى المغرب، لجرد التقنيات والتصاميم الخاصة بكل قبيلة من القبائل التي تنتشر فيها صناعة الفخار.

ويجوب المتطوعون في جمعية "أرض النساء"، منذ سنوات، جبال الريف لجمع الأواني الفخارية في القرى النائية وعرضها للبيع في متجر صغير في العاصمة المغربية الرباط يقصده السياح الأجانب.

واستفادت صانعات الفخار الريفيات في الفترة الأخيرة من تسليط المديرة الفنية لدار "ديور" للأزياء الإيطالية، ماريا غراتسيا كيوري، الضوء على هذه الصنعة بمناسبة عرض للأزياء الراقية أقيم في مراكش، لكن الفضل في شهرة ماما عائشة عالمياً يعود إلى خدمة "إنستغرام".

وتوضح كيم ويست "33 سنة" الآتية من بريطانيا أن هذا التطبيق يستعمل كثيراً من قبل الفخارين، حيث ينشرون صور أعمالهم ويتبادلون المعلومات والنصائح.

وبفضل هذا الموقع أيضاً، ذاع صيت الحصص التدريبية التي تنظمها جمعية "سومانو"، ولقيت نجاحاً باهراً.

وتسعى هذه الجمعية إلى ترويج منتجات الفخار التقليدية في الخارج، حيث توضح المسؤولة فيها، الإسبانية مارتا فالديون، أن كل المقاعد حجزت يومين بعد بدء التسجيل، ولدينا لائحة انتظار بمرشحين من مختلف بلدان العالم.

وبنظرة متقدة، توجه ماما عائشة المتدربين ناقلة إليهم تقنيات الصنعة في الورشة الواقعة قرب مزرعة العائلة؛ وتلقى الدروس باللغة المحلية، وخصوصاً عبر الحركات والإشارات، بينما علقت أوراق ببعض عبارات التواصل الضرورية بالدارجة، مكتوبة بأحرف لاتينية.

وكذلك كتبت على أوراق أخرى بعض المعلومات "الضرورية" للمتدربين، مثل أسماء الأواني الفخارية والأدوات المستعملة في الصنعة؛ وشأنها في ذلك شأن غالبية النساء القرويات في المغرب، قضت ماما عائشة حياتها بين العمل في مزرعة العائلة ورعاية الأبناء.

وتعد هدى "27 سنة" من الشابات القليلات اللائي يرغبن في السير على خطى والدتها، وهي من قبيلة مطيوة المجاورة، وتعمل هي الأخرى في مزرعة عائلية على جبل، تشكل زراعتها مصدر الغنى الأساسي في منطقة الريف.

وبدأت ممارسة صناعة الفخار في سن السابعة، لكنها لم تتمكن من تعلم القراءة والكتابة، وتشير آسفة إلى غياب أي مدرسة في المنطقة، وتوضح بابتسامة خجولة: "لا يمكننا العيش من ممارسة هذه الحرفة، يجب أن نعرف بها كي تصبح مدرة للدخل".

وبدأت هدى توقع تصاميمها بأحرف اسمها الأولى مبدعة أشكالاً جديدة، لتنويع منتجاتها والتميز، وتوضح مارتا أن "قطع الفخار تحف فنية بالنسبة لنا لها قيمة حقيقية".

وتقتني هذه الجمعية منتجات الفخارة من الصانعات المحليات، بناء على طلبيات مسبقة، وتنقلها إلى إسبانيا، حيث تباع بسعر أعلى بعشرين مرة على موقعها الإلكتروني، وتعد بتوزيع الأرباح محلياً، عندما تصبح هذه العملية مربحة.

قد يهمك أيضا

أهمّ ما تحقّق خلال الدورة السادسة عشرة مِن مهرجان "تيميتار"

بيع تمثال توت عنخ آمون في مزاد ببريطانيا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة الفخار المغربية تقاوم الاندثار عبر مواقع التواصل الاجتماعي صناعة الفخار المغربية تقاوم الاندثار عبر مواقع التواصل الاجتماعي



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد
 العرب اليوم - نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
 العرب اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025
 العرب اليوم - كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 04:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
 العرب اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب تعود بنشاط نسائي مميّز

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 13:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 6 بقصف روسي على زابوريجيا وإسقاط صاروخين و48 مسيرة

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 14:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ديوكوفيتش ينسحب من بطولة الماسترز

GMT 21:04 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ليل يتقدم على يوفنتوس بهدف في الشوط الأول

GMT 21:20 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الريان يحقق أول انتصاراته في دوري أبطال آسيا للنخبة

GMT 21:15 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يتقدم على الريال بهدفين في الشوط الأول

GMT 21:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هدفان مبكران في قمة ريال مدريد ضد ميلان في دوري أبطال أوروبا

GMT 12:23 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

طائرات التحالف الدولى تنتهك المجال الجوى فى سوريا 8 مرات

GMT 21:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يتقدم ضد ليفركوزن بهدفين في 3 دقائق

GMT 13:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي ينسف عشرات القرى اللبنانية

GMT 13:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أمطارا غزيرة وعواصف في ولايات أميركية متأرجحة

GMT 18:35 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يُقيل وزير الدفاع يوآف غالانت

GMT 17:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرة آتية من الشرق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab