بن ناصر يبوح بذكريات الإعلام والرياضة في السعودية خلال نصف قرن
آخر تحديث GMT19:56:59
 العرب اليوم -

في كتاب مميّز يرصد السيرة والتحولات في تاريخ المملكة الحديث

بن ناصر يبوح بذكريات الإعلام والرياضة في السعودية خلال نصف قرن

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - بن ناصر يبوح بذكريات الإعلام والرياضة في السعودية خلال نصف قرن

كتاب يرصد السيرة والتحولات في تاريخ المملكة الحديث
الرياض - العرب اليوم

لم يكن دافع للدكتور صالح أحمد بن ناصر من تسجيل قصة حياته، لكنه أيقن أن ذكرياته في مكة والرياض والقاهرة وأميركا دراسة وعملًا بكل محطاتها المتعددة والمتباينة، وقربه من صناع القرار، يمثلان رصدًا لتاريخ وطنه، وهو ما دفعه إلى تسجيل ذلك في كتاب صدر قبل أيام عن الدار العربية اللبنانية في بيروت وعنونه بـ"قصة حياتي - 50 عامًا بين الإعلام والرياضة والشباب"، يقع الكتاب في 10 فصول يمثل كل فصل منها قصة تستحق التوقف عندها تحكي تاريخًا يمتد عدة عقود.

الفصل الأول يتناول مكة المكرمة مسقط رأس المؤلف التي ولد بها عام 1943. ونشأ في حارة جرول التي تعد منطقة تاريخية وواحدة من أعرق أحياء مكة، وشهد الحي في العهد السعودي أول مسرح في البلاد، كما تحدث في هذا الفصل عن دراسته المرحلة الابتدائية في المدرسة الخالدية، والتحاقه بالمعهد العلمي السعودي الذي افتتح عام 1926 في عهد الملك عبد العزيز، ويعد أول مدرسة حكومية تنشأ في عهد الملك عبد العزيز. وفي الفصل الثالث تحدث المؤلف عن رحلته إلى الرياض ودراسته في جامعة الملك سعود ثم ذهابه إلى القاهرة لتكملة الدراسة الجامعية، بعد دراسته عامًا واحدًا في جامعة الملك سعود وحصوله على البكالوريوس في قسم الاجتماع بكلية الآداب 1963.

ثم تحدث في الفصلين الرابع والخامس عن قصة الرياضة والشباب في بلاده التي كانت تابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وعمل بها مساعدًا لمدير إدارة التعاون، ثم مدير رعاية الشباب فيها، ثم مديرًا عامًا للتنمية والخدمة الاجتماعية، مستعرضًا التطورات التي حدثت في هذا القطاع، ودراسته في أميركا مبتعثًا من الوزارة للدراسة العليا، طارحًا ذكريات عن حلاوة الغربة مع أبناء الوطن.

الفصل السادس تناول تجربته في وزارة الإعلام التي التحق بها في عهد الوزير الدكتور محمد عبده يماني عام 1976، وكيلًا مساعدًا لشؤون الإذاعة والتلفزيون، حيث أشار الدكتور بن ناصر إلى قصة إذاعة أخبار مجلس الوزراء لأول مرة، وأشار إلى الحس الإعلامي عند الملك فهد، موضحًا أنه "كان يتمتع بحس إعلامي مستنير، وكان يتابع بنفسه برامج التلفزيون باستمرار، وكان يكسر كل قواعد البروتوكول، كان عند الضرورة وعندما تعن له فكرة أو رأي في برنامج أو خبر يريد أن نقدمه بطريقة معينة، أو تنبيه عاجل يتصل بي مباشرة ويبلغني تعليماته، وكم كان هذا الرجل كبيرًا في خُلقه وتواضعه عندما يتصل بي بود يخجلني في أوقات متأخرة بالليل، فيبدأ بالاعتذار على الاتصال في هذا الوقت المتأخر، فأقول له: إننا تحت أمركم ورهن إشارتكم يا طويل العمر في أي ساعة من ليل أو نهار".

وذكر بن ناصر قصصًا لأخطاء وقع فيها التلفزيون السعودي؛ "منها ما حدث ذات مرة أن ظهرت لقطة من أغنية أثناء بث مباشر بموسم الحج، ووقعنا في حرج كبير، وذهب المشايخ واشتكوا ضدنا، فحضرت مع الوزير محمد عبده يماني، وكان ذلك بحضور الملك فهد الذي كان وليًا للعهد آنذاك، واستطاع الملك فهد - رحمه الله - أن يلم الخلاف بطريقة مرضية للطرفين".

"والحقيقة أن مثل هذا الموقف تكرر عدة مرات، وكان الملك فهد - وهو يتابع كل شيء - يعالج هذه المواقف المحرجة والأخطاء غير المقصودة بحكمته ودرايته، ويتحمل عنا مسؤولية بعضها. فقد حدث مثلًا أن أرسلنا مذيعة سعودية لإجراء مقابلة مع سفير دولة كبرى للحديث في موضوع مهم، فلما حدث اعتراض على ذلك واشتكانا بعضهم، رد الملك فهد بأن ذلك تم بتعليمات مباشرة منه"، مضيفًا: "وذات مرة في ليلة 29 رمضان، كان التلفزيون يبث صلاة التهجد في الحرم المكي، وفجأة ظهرت على الشاشة أثناء دعاء التهجد أغنية لوردة الجزائرية فيما أظن، لمدة ثوانٍ. ولكن ذلك أثار زوبعة وسبب لنا حرجًا كبيرًا، وتمت الشكوى ضدنا".

ويضيف: "اتصل بي الملك فهد، بعد دقائق من الحدث. وتوجست أن يوبخني بشدة، ولكنه - رحمه الله - كان حكيمًا يملك نفسه عند الغضب. قال لي بحزم: يا صالح الخطأ يتكرر، أحرجتمونا مع المشايخ ومع الناس. قلت له: يا طويل العمر صدقت ونعتذر. إنه الخطأ نفسه، ضغطة زِرّ غير مقصودة من الفني في غرفة البث المباشر. فقال لي: كم عدد الفنيين الذين لديك على مثل هذه الأزرار؟ قلت: طال عمرك نحو 6، وهم جميعًا أكفاء تدربوا تدريبًا ممتازًا. وعرضت عليه أن نعاقب من قام بهذا الفعل، فوافق".

وتناول المؤلف تطور الإذاعة والتلفزيون في وزارة محمد عبده يماني خلال الأعوام من 1975 إلى 1983، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن من أول إنجازات وزارة يماني إنشاء محطتين أرضيتين في كل من الرياض والطائف للاتصال عبر الأقمار الصناعية العالمية، تتيحان للتلفزيون القدرة على استقبال بث الشبكات الدولية، وأصبح ممكنًا في آخر سنة 1976 بث شعائر الحج والصلوات في رمضان والأحداث المحلية المهمة إلى العالم الإسلامي والعالم أجمع، ولم يهدأ بال الوزير يماني حتى تم تحقيق إنجاز كبير؛ وهو استئجار قناة كاملة من "منطقة الأقمار الصناعية" (انتل سات) على القمر الصناعي الكائن فوق المحيط الهادي، ومن أجل ذلك تم تأمين 9 محطات أقمار أرضية وزعت على مناطق المملكة، بهدف ربط المحطات التلفزيونية العاملة مع محطة تلفزيون الرياض.

وفي الفصل السابع من الكتاب تناول فيه تطور الرياضة السعودية من خلال مرحلتين عدهما العصر الذهبي للرياضة السعودية لتولي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز رئاسة رعاية الشباب وعمل المؤلف مستشارًا له، معددًا الإنجازات التي تحققت للرياضة السعودية في تلك الفترة، موردًا قصصًا عن استضافة المملكة لكأس العالم للشباب وأول احتراف سعودي والمكانة الدولية للأمير فيصل بن فهد وكسر الصورة النمطية عن السعودية في أميركا عام 1994، وميلاد بطولة القارات، والمناسبات الرياضية التي شهدها عصر الأمير فيصل بن فهد.

وأبرز المؤلف بن ناصر في هذا الصدد العلاقة المميزة بين الملك سلمان بن عبد العزيز أمير الرياض آنذاك والأمير فيصل بن فهد، موضحًا بالقول: "كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أمير الرياض آنذاك - بحق رجل المهمات الصعبة، وما لا يعرفه الكثيرون أنه كانت هناك علاقة مميزة بينه وبين الأمير فيصل بن فهد أكثر من العلاقة التي تجمع العم بابن أخيه، وكلاهما - والحق يقال - صاحب رأي راجح، وبُعد نظر، وكان الملك سلمان همزة وصل بيننا وبين بعض الشخصيات الرياضية عندما تحدث خلافات".

قد يهمك أيضًا

مدير جامعة الملك سعود يفتتح المؤتمر " الدولي في مستجدات زراعة الكلى "

جامعة الملك سعود تكرم المشاركين في الأنشطة الطلابية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بن ناصر يبوح بذكريات الإعلام والرياضة في السعودية خلال نصف قرن بن ناصر يبوح بذكريات الإعلام والرياضة في السعودية خلال نصف قرن



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 15:50 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
 العرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab