القاهرة - العرب اليوم
استخدم باحثون من جامعة «كانتابريا» بإسبانيا، ثلاثة أنواع شائعة من أنظمة الإضاءة في العصر الحجري القديم (المشاعل، ومصابيح الشحوم، والمدافئ) لإلقاء الضوء على كيفية سفر سكان الكهوف خلال العصر الحجري القديم وطريقة معيشتهم وتحركهم في أعماق كهوفهم، وتم نشر النتائج أول من أمس في دورية «بلوس وان». ويحتاج البشر إلى الضوء للوصول إلى أعمق مناطق الكهوف، وتعتمد هذه الزيارات أيضاً على نوع الضوء المتاح، حيث تحدد شدة الضوء ومدته ومنطقة الإضاءة ودرجة حرارة اللون كيفية استخدام بيئة الكهف. وخلال الدراسة، استخدم الفريق البحثي الأدلة الأثرية على بقايا الإضاءة التي تم العثور عليها عبر عدد من الكهوف من العصر الحجري القديم التي تتميز بفن الكهوف في جنوب غربي أوروبا لتكرار أنظمة الإضاءة الصناعية التي يُفترض استخدامها من سكان الكهوف الأصليين، مما سمح بملاحظات تجريبية فورية.
وأجرى المؤلفون تجاربهم في كهف (إسونتزا 1) في منطقة الباسك بإسبانيا، واستندت محاكاة الإضاءة إلى الأدلة الأثرية الموجودة في كهوف مماثلة من العصر الحجري القديم، وتضمنت خمسة مشاعل (مصنوعة بشكل متنوع من راتنجات اللبلاب والعرعر والبلوط والبتولا والصنوبر)، ومصباحين حجريين يَستخدمان الدهون الحيوانية (نخاع العظام من البقر والغزلان) ومدفأة صغيرة (خشب البلوط والعرعر).
وجد الباحثون أن جميع أنظمة الإضاءة المختلفة لها ميزات متنوعة، مما يشير إلى احتمال اختيارها واستخدامها عبر سياقات مختلفة.
فالمشاعل الخشبية عملت بشكل أفضل لاستكشاف الكهوف أو عبور المساحات الواسعة، وكان الضوء أكبر بخمس مرات تقريباً من مصباح شحم، واستمر ضوء الشعلة لمدة 41 دقيقة في المتوسط في هذه الدراسة، مع احتراق الشعلة الأقصر عمراً بعد 21 دقيقة، والأطول بعد 61 دقيقة. وتمثل المشاعل إلى العمل بشكل غير منتظم وتطلبت إشرافاً دقيقاً عند الاحتراق، ووجد الباحثون أن العيب الرئيسي للشعلة هو كمية إنتاج الدخان.
وفي المقابل، تعمل مصابيح الشحوم بشكل أفضل لإضاءة المساحات الصغيرة على مدى فترة طويلة وكانت قادرة على الإضاءة حتى 3 أمتار.
قد يهمك ايضا
مُذيع بيئي بريطاني شهير يُهدي الأمير جورج "سن قرش" من العصر الحجري
فريق بحثي يؤكّد أن رئة أسقف ترجح ظهور السل في العصر الحجري الحديث
أرسل تعليقك