الروائية البريطانية الفائزة بجائزة بوكر مرتين تكمل ثلاثيتها الأدبية
آخر تحديث GMT11:23:34
 العرب اليوم -

أكّدت أنّها معتادة على رؤية الأشياء غير الموجودة على الإطلاق

الروائية البريطانية الفائزة بجائزة "بوكر" مرتين تكمل ثلاثيتها الأدبية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الروائية البريطانية الفائزة بجائزة "بوكر" مرتين تكمل ثلاثيتها الأدبية

الروائية البريطانية الفائزة بـ«بوكر» مرتين تكمل ثلاثيتها
واشنطن ـ العرب اليوم

حققت روايتا "وولف هول – قصر الذئاب" و"برينغ أب ذا بوديز – أخرجوا الجثث"، وهما الروايتان الأوليان من ثلاثية توماس كرومويل، ملايين النسخ مبيعًا. والآن، تُنهي الكاتبة الحائزة على جائزة بوكر الأدبية مرتين المهمة التي بدأتها بالرواية الثالثة التي تحمل عنوان "ذا ميرور آند ذا لايت – المرآة والضياء". تقول الروائية هيلاري مانتل، التي كانت مهووسة بحياة السياسي الإنجليزي السير توماس كرومويل منذ نعومة أظفارها: "بمجرد الاستماع إلى هذه الأصوات، يبدو الأمر مثل تشغيل جهاز الراديو في الخلفية لمدة 15 عامًا كاملة. إنها لا تتلاشى على الإطلاق".

تعاني هيلاري مانتل من حلم قديم يعاودها باستمرار وتدور أحداثه داخل مكتبة، حيث تعثر على كتاب فيه حفنة من معلومات تاريخية كانت تبحث عنها، ولكن عندما تحاول قراءتها، تتلاشى الكلمات أمام عينيها. وتقول عن ذلك الحلم: "وعندما أستيقظ، أشعر بإيقاع العبارات يرنّ في ذهني، ولكنني أجهل تمامًا ما تعنيه تلك العبارة".

إلا أنه على الرغم من تلاشي الشعور بمجرد الاستيقاظ، فإن تلك الأحلام أفادتها كثيرًا: "لسوف يكون هناك دائمًا أمر يفوق قدرتك على الفهم، ولكن يتعين عليك السعي لبلوغه رغم ذلك. إن كنت تظن أن الرواية هي الأمر بأكمله، فسوف يخبرك الحلم بمدى هشاشة الرواية".

تشعر السيدة مانتل بأنها مقيّدة أو ملزَمة بالحقائق إلى درجة غير اعتيادية بالنسبة إلى امرأة روائية مثلها. ولقد ساهمت تلك المقاربة في مشروعها الأدبي الأخير –الثلاثية التي خرجت في 1800 صفحة حول شخصية السير توماس كرومويل المحامي ورجل الدولة الإنجليزي من القرن السادس عشر. وهي الثلاثية الأكثر تعقيدًا من أي عمل آخر قامت به خلال العقود الأربعة الماضية من عمرها في الكتابة والرواية.

تتتبّع الثلاثية، التي بدأتها مانتل في عام 2009 برواية "وولف هول"، صعود توماس كرومويل غير المحتمل، من أصوله الأولى كنجل لحدّاد متواضع وصولًا إلى بلاط الملك هنري الثامن. وتُختتم الثلاثية برواية السيدة مانتل الأخيرة تحت عنوان "ذا ميرور آند ذا لايت - المرآة والضياء"، وهي عبارة عن سرد شيق للسنوات الأربع الأخيرة من حياة توماس كرومويل، حيث يواصل جمع المزيد من الثروات، والنفوذ، والسلطة مع خسارته الأكيدة لأفضلية الملك، ثم فقدانه لرأسه أخيرًا.

تحولت هيلاري مانتل إلى شخصية أدبية شهيرة على المستوى الوطني بفضل ثلاثية توماس كرومويل. ولقد حققت الروايتان الأوليان مبيعات بلغت 5 ملايين نسخة مع ترجمتهما إلى أكثر من 30 لغة. وحازت روايتي "وولف هول" لعام 2009 و"برينغ أب ذا بوديز" لعام 2012 على جائزة بوكر الأدبية، مما جعل من السيدة مانتل أول امرأة تحصل مرتين على الجائزة، وأول روائية تفوز بجائزة على رواية التَّتِمّة. ولقد تحولت الروايات إلى مسرحيتين نالتا العديد من الجوائز من إنتاج شركة "شكسبير الملكية" وهيئة الإذاعة البريطانية. وفي عام 2015، منح الأمير تشارلز السيدة مانتل لقب "السيدة الفارسة الحائزة على وسام الإمبراطورية البريطانية"، مما دفع بعض وسائل الإعلام إلى عقد مقارنات صارمة بين أفراد العائلة الملكية في العصر الحديث وبين سلوكيات الغدر والخيانة التي وصمت سمعة أسرة تيودور التي حكمت إنجلترا في القرن السادس عشر، وضمت الملك هنري الثامن الذي قطع رأس السير توماس كرومويل صاحب الثلاثية.

بدأت ثلاثية هيلاري مانتل برواية "وولف هول – قصر الذئاب" في عام 2009، وتلتها رواية "برينغ أب ذا بوديز – أخرجوا الجثث" في عام 2012، لتنتهي برواية "ذا ميرور آند ذا لايت – المرآة والضياء" في العام الجاري.

وطوال مشوار صعودها إلى الصدارة الأدبية، ظلت الروائية هيلاري مانتل بمعزل عن الآخرين. فلم تكن أبدًا جزءًا من المحيط الأدبي اللندني، ويبدو أنها تفضّل الحياة مع شخصيات رواياتها التي فارقت الحياة عن كونها شخصية عامة ومعروفة للجميع. وعلى مدى السنوات العشر الماضية، عاشت رفقة زوجها الجيولوجي المتقاعد غيرالد ماكوين في قرية "بودليه سالترتون" الصغيرة المطلة على ساحل ديفون الشرقي.

ورغم ذلك فهي أبعد ما تكون عن الخجل الشديد. فلقد أثارت السيدة مانتل الجدال أحيانًا بسبب مواقفها المبتدعة بشأن العائلة الملكية البريطانية وسياسات البلاد. ففي عام 2013، نشرت الصحف الشعبية جملة من تصريحات قد أدلت بها في محاضرة وصفت فيها دوقة كامبريدج بأنها عارضة أزياء متواضعة بلا شخصية جادة. وبعد ذلك بعام، أثارت غضب الساسة البريطانيين المحافظين وفجرت اضطرابات كبيرة لدى وسائل الإعلام عندما نشرت قصة قصيرة تصوّر حادثة اغتيال مدبّرة لرئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر، على أيدي قناص من الجيش الجمهوري الآيرلندي المعارض.

وقال مديرها الأدبي بيل هاميلتون، الذي وصف القصة القصيرة بأنها مضحكة للغاية وغير ملائمة بالنسبة إليها: "لقد قبعت في منزلها لمدة أسبوع كامل لم تغادره حتى هدأت ثورة الصحافة ضدها تمامًا".

وفي الآونة الأخيرة، طوردت السيدة مانتل من الصحافة البريطانية بسبب تأخر نشر الجزء الأخير من الثلاثية، والذي كان من المقرر إصداره الشهر المقبل بعد الإعلان الأول عن نشره في عام 2018، وأثار التأخير عدة تكهنات بأن مانتل تعاني من عقدة الكتابة، أو تشتت انتباهها بسبب الاقتباسات المسرحية والتلفزيونية لمؤلفاتها، أو ربما أنها تماطل في إصدار الجزء الأخير لتعلقه الشديد بواقعة إعدام السير توماس كرومويل الذي تعشقه. بلغت التوقعات الخاصة بالرواية آفاقًا غير مسبوقة، واستشعرت السيدة مانتل الضغوط المتزايدة بشأن الخروج بنهاية للثلاثية تستحق الانتظار.

وقالت الروائية مانتل عن ذلك في حالة من الحيرة وربما التوتر: "السبب وراء الوقت الطويل الذي استغرقه الجزء الأخير يكمن في صعوبته، وهذا تفسير كافٍ تمامًا. ولكنّ هذا تفسير لا يحمل أي قيمة إخبارية معتبرة، لذلك يواصل الناس البحث عن قصة مفعمة بالإثارة لتفسير الأمر برمته".

كانت كتابة الجزء الأخير المعنون "ذا ميرور آند ذا لايت – المرآة والضياء"، والذي جاء في 800 صفحة كاملة، هي أطول وأعقد رواية من روايات الثلاثية، وكانت في بعض الأحيان من المهام شديدة القسوة على الروائية مانتل. وفي شهور الكتابة الأخيرة، حافظت السيدة مانتل –البالغة من العمر 67 عامًا وكانت تعاني من آلام وأمراض مزمنة منذ شبابها– على جدول زمني بالغ الصرامة. ولم تكن تعلم بالزخم الذي حازه المشروع الأدبي في الخارج حتى انتهت فعليًا من التأليف. والآن، وبعد انتهائها من الفصل الأخير من قصة السير كرومويل، قالت السيدة مانتل إنها انتهت لتوّها من كتابة قصة تاريخية كبيرة وتعتزم بعد ذلك التركيز على تأليف المسرحيات، وهو المجال الجديد بالكلّية بالنسبة إليها. وهي تغادر الروايات الأدبية بصفة جزئية لأنها تستشعر فقدانها القدرة على تحمل أعباء المشاريع البحثية الكبيرة، وبسبب عدم استطاعتها تصور العثور على شخصية تاريخية أخرى ذات جاذبية وأهمية مثل السير كرومويل تستحق الكتابة عنها.

تقول: "لن أقابل شخصية أخرى تضاهي توماس كرومويل أبدًا، إن كنتم تدركون المجال الذي احتله ولا يزال من ضميري وإدراكي. كنت مثل الراهبة في منظومة دينية نذرت نذرًا مطلقًا بالصمت الطويل. إنه لأمر عجيب، لأنني كنت أستمع طيلة الفترة الماضية للماضي البعيد، وإنني الآن أتحدث عن مشروع ذي قيمة مادية، وهو شعور بالغ التفاهة والخواء عند المقارنة مع السكون الذي كنت أحياه في كل يوم من السنوات السابقة".

تعد السيدة مانتل مناسبة تمامًا لمهمة سبر غور الماضي البعيد وإعادة إحيائه. ومنذ كانت طفلة صغيرة، كانت تنتابها رؤى لمختلف الأشباح والأرواح الهائمة، وقالت عن ذلك: "اعتدت رؤية الأشياء غير الموجودة حولنا"، وذكرت ذلك في مذكراتها بعنوان "التخلي عن الأشباح".

نشأت هيلاري مانتل في أسرة آيرلندية كاثوليكية في هادفيلد، وهي قرية صغيرة من أعمال ديربيشاير، وكانت مهووسة منذ صغرها بالخرافات والأساطير والفولكلور والأمور الخارقة للطبيعة. وقبل بلوغها سن القراءة، أصرت أن يقرأ لها أقاربها حكايات من قصة الملك آرثر وفرسان المائدة المستديرة، وقالت: "كان رأسي محشوًا بقصص الحكمة والفروسية، والثقة بالذات التي تتأتى من المعرفة الشاملة بفنون ركوب الخيل والمبارزة بالسيف".

ومع بلوغها 18 عامًا من عمرها، التحقت بكلية لندن للاقتصاد ودرست فيها القانون، على أمل أن تصبح محامية في يوم من الأيام. ولكنها لم تتحمل الاستمرار فترات طويلة في التدريب المهني القانوني المضني. وفي تلك الأثناء، كانت قد تقابلت مع السيد غيرالد ماكوين عندما كانا في العشرينات من عمرهما، وتزوجا، وانتقلا للعيش في مدينة مانشستر، حيث عثر زوجها على وظيفة في التدريس كما عملت هي في عدة وظائف قبل أن تبدأ في احتراف الكتابة والتأليف.

قد يهمك أيضًا

صدور الطبعة الثالثة من كتاب "أيام الشارقة المسرحية" للشيخ القاسمي

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الروائية البريطانية الفائزة بجائزة بوكر مرتين تكمل ثلاثيتها الأدبية الروائية البريطانية الفائزة بجائزة بوكر مرتين تكمل ثلاثيتها الأدبية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab