عازفات أفغانيات يعدن الحياة لموسيقى بلدهن من خارج الحدود بعيداً عن طالبان
آخر تحديث GMT04:11:18
 العرب اليوم -

عازفات أفغانيات يعدن الحياة لموسيقى بلدهن من خارج الحدود بعيداً عن "طالبان"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عازفات أفغانيات يعدن الحياة لموسيقى بلدهن من خارج الحدود بعيداً عن "طالبان"

لآلة موسيقية
الدوحة ـ العرب اليوم

بعد توقّف لأشهر، عادت بعض أعضاء أوركسترا "زهرة" الأفغانية الشهيرة للعزف من جديد إنّما أمام جمهور محدود في الدوحة وعلى آلات مستعارة بعدما تركت آلاتهن خلفهن في أفغانستان لدى هروبهن خوفاً من حركة "طالبان" عزفت مرزيا أنوري (18 عاماً) برفقة زميلاتها وموسيقيين أفغان آخرين الأسبوع الماضي أمام ديبلوماسيين وسكان مجمّع للاجئين في العاصمة القطرية، وبمشاركة عازفين من اوركسترا الجيش القطري وقالت أنوري إنّ "معظم فتيات أوركسترا زهرة معي هنا في قطر، لكن بعضهن ما زلن في أفغانستان. آمل أن ينضممن إلينا هنا في أقرب وقت ممكن حتّى نكون معاً ونعيد بناء الأوركسترا" تضمّ أوركسترا زهرة التي انطلقت في عام 2016 خمساً وثلاثين فتاة بين سن 14 و21 عاماً، بعضهن من أوساط متواضعة جداً وقدّمت هذه الفرقة التي كانت تلقّى دعماً من البنك الدولي وأطراف أجنبية مانحة، للمرة الأولى عرضاً في الخارج خلال منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا في كانون الثاني 2017.

وعلى غرار العديد من الفرق الرياضية والثقافية وغيرها، تسبّبت سيطرة "طالبان" على أفغاستان في تفكّك الأوركسترا النسائية الشهيرة، فيما أنّ معظم اللواتي تمكنّ من الهرب تركن أثمن ما لديهنّ خلفهن تقول أنوري إنّها تشعر بالسعادة لهروبها من بلدها، لكن أيضاً بالمرارة لتركها وراءها عائلتها وأصدقائها وأحد أغلى ممتلكاتها: آلة الكمان الخاصّة بها في الدوحة، تحاول أنوري التأقلم على العزف على آلة كمان أُعطيت لها، على أمل الحفاظ على موروث بلدها الثقافي مع موسيقيين آخرين هربوا إلى قطر قالت الشابة البالغة من العمر 18 عاماً إنّها "هنا الآن وسعيدة لأنني بعيدة عن (طالبان)، لكنني قلقة على الفتيات اللواتي ما زلن في أفغانستان، وحزينة على شعبي وأصدقائي وعائلتي الذين ما زالوا هناك" وأضافت: "بشكل عام، في أفغانستان يعتبرون كل شيء حراماً بالنسبة للنساء، وخاصة الموسيقى".

حُظرت الموسيقى عندما حكمت "طالبان" أفغانستان من عام 1996 إلى عام 2001. ومنذ عودتها إلى السلطة، بدأت الحدّ حريّات المرأة والتعليم مرة أخرى، ما دفع بعشرات الآلاف إلى الفرار فيما لا تزال أخريات تنتظرن من يخرجهنّ وكان من الصعب على مرزيا بالفعل العمل في مجال الموسيقى، في مجتمع محافظ لا يزال المتعاطفون فيه مع حركة "طالبان" يتمسّكون بمعتقدات اجتماعية تقول بأنّ الفتيات مكانهن المنزل وقالت أنوري "عندما نذهب إلى الخارج، كان الناس يسموننا بالراقصات أو الفاسقات وأشياء أخرى من هذا القبيل" استولت "طالبان" على السلطة في أفغانستان في آب تزامناً مع إسدال الولايات المتحدة الستار على حرب استمرّت 20 عاماً، بانسحاب عسكري تضمّن عملية إجلاء جويّة لأجانب وأفغان اتّسمت بالفوضى.

وتشتكي الحركة من أنّ "عمليات المغادرة المتواصلة للعديد من مواطني الطبقة الوسطى المتعلّمة وموظفي الحكومة السابقة التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة، هو هجرة أدمغة يقوض جهودها في تحقيق الاستقرار في البلاد" وتسعى طالبان إلى نيل اعتراف دولي بشرعية سلطتها في أفغانستان والحصول على مساعدات لتجنيب البلاد كارثة إنسانية وتخفيف الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها وإلى الآن، لم يعترف أيّ بلد بشرعية حكم "طالبان" في أفغانستان تقول العازفة شغوفا صافي (18 عامًا)، إنّ "أحداث هروبها المروع لا تفارق مخيّلتها وهي تترقّب في الدوحة ما قد يحمل لها المستقبل" وقالت إنّ "الوضع كان في أفغانستان خطيراً حقاً وكان مخيفاً للراغبين بالمغادرة. لم يعرفوا (طالبان) أنّنا موسيقيون، لو علموا لقتلونا".

تستضيف قطر التي باتت تنظمّ رحلات إجلاء منتظمة بين كابول والدوحة، نحو 100 طالب ومعلم من المعهد الوطني الأفغاني للموسيقى، بينهن عازفات أوركسترا زهرة، حتّى مغادرة بعضهم إلى البرتغال ومن بين هؤلاء قائد الأوركسترا الوطنية الأفغانية محمد قمبر نوشاد، الذي عبّر عن سعادته للعزف من جديد أمام الجمهور برفقة موسيقيات زهرة وتابع: "لم نتمكن من العزف لمدة ثلاثة أشهر على الأقل منذ أن سيطروا على كابول. لذلك كانت فرصة رائعة، لتحقيق أحلامنا من جديد".

اضطر الشاب البالغ من العمر 25 عاماً إلى ترك زوجته وطفليه في أفغانستان، وقال وهو يبكي "أحب قطر وأحب شعبها، لكنني لن أحبها أبداً مثلما أحب كابول"، آملاً في أن يجتمع بعائلته قريباً في قطر أو في البرتغال وعدت "طالبان" بحكم أكثر اعتدالاً هذه المرة، على الرغم من أنّها أوضحت أنّها "ستدير أفغانستان ضمن حدود تفسيراتها للشريعة الإسلامية" قالت أنوري إنّها "حزينة" لفقدان آلتها الموسيقية، مضيفةً "حتّى عندما كنت أنام، كنت أضعها فوق رأسي تماماً" وعلى غرار زملائها، أكّدت الشابة أنّها "ستواصل عزف الموسيقى لتبقي موروث بلدها الثقافي على قيد الحياة ولو من خارج الحدود".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

قصة ملهمة لأول مايسترو مصرية تقود أوركسترا

ريكاردو شايي قائداً لأوركسترا «لا سكالا» حتى 2025

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عازفات أفغانيات يعدن الحياة لموسيقى بلدهن من خارج الحدود بعيداً عن طالبان عازفات أفغانيات يعدن الحياة لموسيقى بلدهن من خارج الحدود بعيداً عن طالبان



هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:56 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
 العرب اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 13:10 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
 العرب اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 13:17 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
 العرب اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 02:51 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

نتنياهو يعلن أن "حزب الله" كان يحضّر لـ"غزو" إسرائيل
 العرب اليوم - نتنياهو يعلن أن "حزب الله" كان يحضّر لـ"غزو" إسرائيل
 العرب اليوم - بدء اختبار أول لقاح في العالم ضد عدوى "نوروفيروس" بتقنية mRNA

GMT 20:39 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»
 العرب اليوم - روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»

GMT 02:44 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة
 العرب اليوم - بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة

GMT 07:45 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

آثار التدخين تظل في عظام الشخص حتى بعد موته بـ 100 سنة

GMT 04:43 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الشاهنشاهية بعد 45 عامًا!

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس

GMT 05:07 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ليبيا أضحت اثنتين

GMT 05:13 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مرّة أخرى... الحنين للملكية في ليبيا وغيرها

GMT 17:11 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز صيحات العبايات المصممة على طراز المعطف لشتاء 2024

GMT 21:15 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب تونس يعلن إنهاء تعاقده مع فوزي البنزرتي بالتراضي

GMT 21:20 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

كروس يرفض إقامة مباراة وداع خاصة له بعد اعتزال كرة القدم

GMT 19:21 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

عملة "بيتكوين" تترجع بنسبة 2.13% مع ترقب نتائج أعمال الشركات

GMT 16:47 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الوجهات السياحية التي تعدّ الأكثر أمانًا في العالم

GMT 21:05 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

نيوكاسل الإنكليزي يعلن تجديد عقد أنتوني جوردون

GMT 16:21 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار في الديكور والتدبير المنزلي لجعل المنزل أكثر راحة

GMT 21:10 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الترجي التونسي يطيح بمدربه البرتغالي كاردوزو

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ألمانيا تسجل أول إصابة بسلالة متحورة جديدة لجدري القرود

GMT 18:57 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله يعلن استهداف قاعدة إسرائيلية و7 دبابات عند الحدود

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد فلسطينيين في غارات إسرائيلية بغزة

GMT 19:03 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

استمرار الصراع في الشرق الأوسط يقود أسعار النفط للارتفاع

GMT 19:02 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

نيمار يعود لتشكيلة الهلال بعد عام من الغياب

GMT 19:08 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يقفز إلى ذروة قياسية مع تزايد الإقبال على الملاذ الآمن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab