في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه
آخر تحديث GMT06:35:49
 العرب اليوم -

في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه

الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير هاني مظهر
لندن - زكي شهاب

تشهد العاصمة البريطانية  يوم الأحد المقبل في الواحد والعشرين من  الشهر الجاري معرضاً  أختار ذووه ليكون مناسبة لتخليد ذكرى مرور عام على رحيله بحضور أصدقاء وأهل ومحبّين لفنّه الذي يبدو واضحاً لكل من شاهد لوحاته ،  أنها   تبدو  أكثر عمقاً سواء لمتتبعي خطوطه السوداء والبيضاء أو المزركشة .في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه
ريشة هاني مظهر الفنان التشكيلي العراقي ورسّام الكاريكتير التي كانت تنشر في صحيفة الحياة اللندنية كانت  ساطعة  في تفجير مزيج  من الالوان الصارخة التي كان يستخدمها.أما العيون لنسائه فكانت تبوح بحزنه المتخّفي، و خيباته في الحب والاوطان التي تستوطنها، ومع ذلك لا يلبث ان يتوالد للمتأمل فيها ان يعشق شرارات الفرح التي كانت توزّعها على الناظرين  .
حازمة نظرته لذاته، ولإرتدادات  اللون عليه، لا يخجل من صخبها،و يعيد البنفسجي الى وروده والأحمر الى ارجوانيته، يسعى لتتويجها بعد ان تقترب من الاكتمال تحت ناظريه.مسيرة شاقة في توليد تشكيلاته، تحدث عنها مراراً،ينبثق الحلم بسرعة البرق، تتلوى الألوان قبل أن ترتاح وتصبح حرة كما اراد ان يكون، خارج كل تصنيف اولقب، يرتقي للانسانية دون سواها.
لم يخف هاني مظهر إبتعاده عن صراع الهوية، قال مراراً " إنه وليد التجارب التي قادته الى ما وصل اليه من عالمية ، منذ مغادرته بغداد عام ١٩٧٩ ثم الى المغرب فالكويت قبل لندن التي أصبحت مقره، فيما كانت لوحاته دورية  في المعارض الأوروبية والعربية العديدة ،بل حتى والآسيوية التي كانت طوكيو مسرحها  .
تخرج الوجوه والاشجار والعصافير من لوحاته بفرح ممزوج بالالم.يتأملها ، يبتعد عنها ، ليعيد تشكيلها، كأننا بتلك اللوحات نتتبع تعرجات ارتحاله الذي طال.خبّأ أحزانه خلف تلك التجاعيد التي تراكمت وسكنت فيه، لكنها لم تنل من عزيمته على التجديد.في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه
 كان هاني مظهر بين قلّة ، يستهويها التجديد ، و لا تركن لمماشاة السائد او نيل رضى الحكّام .بل كان يجاهر بأنه ينشد الجمال في فنه ولا يحملّه شعارات او قضايا، كان مسيساً كارهاً للسياسة وتحزباتها التي تضيّق حرية الفرد وتصنّف الفنون طبقاً لأهوائها ومصالحها.
إستعادة كلماته اليوم تجعل صوته أقرب، كأننا في هذه اللحظات نمّر على مسيرة آلامه المكتومة،صوته المتعب يخرج صادحاً،يده عالقة هنا ، تمزج لوناً، تحز ريشتها بوجه تفضح عيباً وتكشف نتوءات في عورات مجتمعاتنا.
هل رحل هاني مظهر؟ نراه خلف اللوحة مبتسماً،تلك اللوحات تغطّي جماد الجدران في قاعة يحتشد فيها محبّوه ، يلقون عليه التحية، يحتفظون ببعض اثره بإقتناء بعضها، بجعله اقرب اليهم، يمرون قربه في صورته الأخيرة ، ملوحاً بالوداع ، كأنه في تلك اليد الممدودة لشريكة عمره في ايامه الاخيرة كان يلم جناحيه متأهباً لسفره الطويل، كعصفوره الذي سكن عالم لوحاته منذ ان سكب خربشاته الاولى على القماش،  وهو فتى يافعاً في الصفوف الابتدائية.في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه

 

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الفنان هاني مظهر يرسم شجرة العاشق داخل غاليري دن في الكويت

 

الفنان هاني مظهر يرسم شجرة العاشق داخل غاليري في الكويت

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab