ندوة في جامعة الخرطوم تناقش التصوف في كتابات الطيب صالح
آخر تحديث GMT21:36:04
 العرب اليوم -

الأديب السوداني العالمي مزج بين العامية والعربية الفصحي في رواياته

ندوة في جامعة الخرطوم تناقش "التصوف" في كتابات الطيب صالح

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ندوة في جامعة الخرطوم تناقش "التصوف" في كتابات الطيب صالح

جامعة الخرطوم
الخرطوم ـ محمد إبراهيم

ناقشت ندوة العلامة البروفيسر عبد الله الطيب في جامعة الخرطوم خلال "المنتدى الأخير" أمس الثلاثاء دراسة نقدية جاءت بعنوان "في حضرة المريود .. نظرات في اللغة والتصوف عند الطيب صالح" قدمها الناقدان أبوعاقلة إدريس وعماد بابكر برعاية كريمة من شركة "زين" للاتصالات. وفي مُستهل الندوة تحدث الناقد أبو عاقلة إدريس عن التصوف في أعمال الروائي العالمي الطيب صالح، مشيرا إلى قول ما أسماه جلال العشري الصوفية الطبيعية، مضيفًا بأن أصالة الكاتب هي التي حدت به إلى إضفاء النزعة الصوفية على مضمون روايته "عرس الزين".

 وأوضح أن شخصية الزين عبرت عن الذات السودانية مشيرًا إلى أن الباحث عن النزعات الفلسفية في الفكر السوداني قديمه وحديثه لا يجد بابًا أوسع من باب التصوف، فهو أبرز دعائم الفكر السوداني منذ العصور الوثنية مرورًا بالعصر المسيحي إلى أن جاء العهد الإسلامي، مضيفًا بأن التصوف عند الطيب صالح بدا واضحًا في قصصه ورواياته، وأشار إدريس إلى محور العلاقة بين الزين و"الحنين" وما جرته من تغيير جذري في حياة الزين وحياة نعمة ابنة عمه، وقال إن هذا المحور ينظر من خلاله الطيب صالح إلى الأشياء نظرة نفاذة ومتعمقة أساسها التصوف.

وكشف الناقد أبوعاقلة عن اتفاق الطيب صالح مع مقولات شكسبير وهو ما يؤكد نظرته الصوفية التقدمية التي ينظر إليها الطيب صالح إلى الناس والأرض والزراعة وسائر الأحياء، ونوه إلي أن كل هذه الأشياء ساعدته على أن ينتزع قيمه الأخلاقية وعمله الفني وموقفه الفكري، وأشار إدريس إلى أن الموقف الثوري التقدمي يتجلى في أدبيات المتصوفة الكبار من خلال مواجدهم ومناجاتهم على نحو ما غنى الفيتوري لياقوت العرش.

وفي ذات السياق قال الناقد عماد محمد بابكر إن المتتبع لحركة السرد الروائي في السودان يجد أن هنالك أصواتًا جديدة، ولكن هنالك اختلاف كبير في اللغة وربط جودة الإبداع ورقيه بمعرفة مكنونات اللغة وأضاف بأن الرواية حسب قول الكثير من النقاد في القرن الماضي تعد من ضمن ضروب الأدب الحديث مقارنة بالمنجز الشعري. ويرى بابكر أن المسافة بين الرواية والشعر بعيدة جدًا وذكر أن النقاد يقسمون اللغة إلى مستويات معيارية ومستويات محكية.

 لافتًا إلى أن البعض منهم ممن يجعل العامية مستوى آخر، ولكن هما وجهان للغة واحدة لا فرق بينهما، وأشار إلى أن الطيب صالح في كتاباته زاوج بين اللغة العامية واللغة الفصحى، وقال إن هذا يظهر بشكل واضح في رواياته وإبداعه السردي من القصص، وأوضح أن هنالك من يعارض بشدة الكتابة باللغة العامية ، ويري الناقد عماد بابكر أن المستويات والأشكال التي كتب بها الطيب صالح قصصه ورواياته إنما هي أشكال مختلفة لافتًا الى الاقتباس من الشعر العربي القديم والشعر السوداني عند أدب الطيب صالح مثل أشعار محمد سعيد العباسي هذا إلى جانب التناصات التي برع فيها الطيب صالح ببراعة وجمال كبيرين واستلهام بعض القصص مثل قصة " عطيل " وتوظيف أحاديث وأشعار عن الخيام وأبو نواس هذا إلى جانب وجود الأمثال واستخدام اللغة البسيطة والسهلة في بعض أجزاء الرواية، كما أكد بابكر على وجود الحوار، وذهب الناقد عماد محمد بابكر إلى أن الطيب له صوره التي يبتدعها بشكل خاص، وهي صور جميلة ورائعة فيها نوع من التكثيف.

 مشيرًا إلى قوله في رواية" موسم الهجرة إلى الشمال:" "بدأت الحديث بطيئًا متعثرًا والشمس تنحدر نحو المغيب "، وأكد أن هذه القدرات الوصفية الكبيرة التي كتب عنها الكثير من النقاد استطاع الطيب صالح أن يوظفها الطيب صالح توظيفًا صحيحًا مما انعكس إيجابًا على خدمة الرواية وأوضح أن الطيب استطاع أن يملأ الفراغ بصور طويلة يصف فيها مكانًا أو حالًا ما يخفف العبء على المتلقي، وقال إن الطيب يختم كل فصل من إبداعه بفقرة وصفية طويلة يمهد فيها لبداية فصل آخر جديد، وبالتالى يضع القارئ في نهاية مفتوحة للنص، وأضاف أنه يستخدم التراكيب بشكل جميل ومحاولة خلق صلة بين النص والمتلقي.

وشدّد عماد محمد بابكر على أن الطيب صالح يتميز بمعرفته القوية للغة العربية ويحسن اختيار الألفاظ هذا إلى جانب قدرته في استخدام أدوات التشبيه، وخلص إلى أن الطيب صالح أيضًا يفلح في النقلات من مكان الى آخر الخرطوم، القاهرة ولندن، وشهد ببراعته المتميزة في تصوير البيئة والمناظر التي تخدم النص، وبالتالي تعمل على تهيئة القارئ أنه على أعتاب بيئة جغرافية جديدة ومختلفة تختلف جزئيًا وكليًا عن البيئة السابقة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ندوة في جامعة الخرطوم تناقش التصوف في كتابات الطيب صالح ندوة في جامعة الخرطوم تناقش التصوف في كتابات الطيب صالح



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 06:11 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab