لم يكن جواز السفر الدبلوماسي للرئيس المصري محمد أنور السادات (1918-1981)، الذي أعلنت صالة مزادات «هيريتدج» الأميركية بيعه في مزاد، الأربعاء الماضي، هو أول وثيقة ترتبط باسم الرئيس الراحل يجري بيعها من خلال الصالة، حيث جرى بيع عدد من الوثائق والمقتنيات الأخرى التي تخصه خلال السنوات الماضية.
كانت الصالة قد أعلنت أن جواز سفر السادات بِيع بقيمة 47500 دولار.
ويكشف الموقع الإلكتروني لـ«هيريتدج»، التي تُعدّ ثالث أكبر صالة مزادات في العالم، عن بيع وثائق أخرى في مزادات سابقة؛ منها توقيع أنور السادات على رسالة موجهة لسيدة تُدعى إدينا كلاوس، وهو عبارة عن خطاب شكر لها نظير تبرعها. كُتب الخطاب بالقاهرة بتاريخ فبراير (شباط) 1980، على أوراق رئاسية رسمية مطبوعة باللغتين الإنجليزية والعربية، ممهوراً بتوقيع الرئيس في الزاوية اليمنى السفلية.وثيقة أخرى يطلّ من خلالها «السادات» بصورته هذه المرة، طُبعت على ظرف رسالة بمقاس 6.5 × 3.75 بوصة، تُجاورها صورة للرئيس الأميركي جيمي كارتر، باللونين الأسود والأبيض، مع نص يخلّد ذكرى اجتماعهما، الذي سيؤدي في النهاية إلى توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل عام 1978. وجاء في النص المؤرَّخ في 4 أبريل (نيسان) 1977: «لقاء تاريخي لتطوير العلاقات المصرية الأميركية بين الرئيس محمد أنور السادات والرئيس كارتر لبحث السلام في الشرق الأوسط والمساعدات المحتملة لمصر».
وقد جرت عملية البيع في مزاد بتاريخ 14 يوليو (تموز) 2006، بمبلغ 507.88 دولار.
تمتدّ الوثائق إلى قمة «ريجان- السادات» في واشنطن بتاريخ 5 أغسطس (آب) 1981، قبل أسابيع قليلة من اغتيال السادات، والوثيقة عبارة عن برنامج البيت الأبيض الرسمي للاجتماع بين الرئيس الأميركي رونالد ريجان، ونظيره المصري.
ووفق بيانات صالة مزادات «هيريتدج»، جرى بيع الوثيقة في مزاد بتاريخ 29 يوليو 2004، بمبلغ 44.85 دولار.من ناحية أخرى، شهد عام 2002 بيع سيارة للرئيس السادات من طراز «كاديلاك S75 Fleetwood»، في مزاد علني بالقصر الرئاسي في القاهرة، واشتراها وقتها المصري هشام رفعت.
والسيارة تلقّاها الرئيس المصري هدية من نظيره الأميركي جيمي كارتر، وهي أميركية الصنع موديل 1980، وهي واحدة من أصل 900 سيارة فقط جرى تصنيعها على مستوى العالم، مزوَّدة بمحرك 8 أسطوانات سعة 2.5 لتر، وسرعتها تصل إلى 56 كيلومتراً في الساعة، ومعزَّزة بزجاج مضاد للرصاص.
وأثار الإعلان عن بيع جواز سفر الرئيس المصري الراحل، ضجة واسعة في مصر، وسط مطالبات بفتح تحقيق بشأن كيفية وصول جواز السفر الدبلوماسي إلى دار المزادات الأميركية.
ووفق بيانات الصالة، فإن جواز السفر يحمل رقم «1»، وصدر في 19 مارس (آذار) 1974، وظل ساري المفعول حتى 18 مارس 1981، بعد تجديده في 18 مارس 1979، وهو مكوَّن من 48 صفحة، ومطبوع باللغتين العربية والفرنسية، لكنها لم تذكر طريقة حصولها عليه.
وأوضحت الصالة أن الغلاف الجلدي مرِن ومكتوب بالذهب باللغتين العربية والفرنسية، وتحتوي الصفحتان الثانية والثالثة على بيان مطبوع من وزير الخارجية يطلب تقديم العون والمساعدة لحاملها «محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية»، بينما تحتوي الصفحتان الرابعة والخامسة على المعلومات الشخصية للسادات وصورة بالأبيض والأسود، وهي تشمل تأشيرة واحدة مختومة من عام 1974، ونوّهت دار المزادات بأن هناك تآكلاً طفيفاً جداً في جواز السفر من الاستخدام.
يُذكر أن مكتبة الإسكندرية المصرية تحتوي على متحف خاص لمقتنيات الرئيس المصري الراحل يضم عدداً من الأوسمة والنياشين التي حصل عليها الرئيس الراحل، خلال مراحل حياته المختلفة، سواء داخل مصر أو إهداء من دول أخرى، بالإضافة إلى عدد من الأطباق الذهبية والفضية والبرونزية والنحاسية المهداة له وللسيدة جيهان قرينته، وعدد من الميداليات، والبدل المدنية والعسكرية، أهمُّها البدلة العسكرية التي كان يرتديها يوم العرض العسكري في 6 أكتوبر 1981 مغطاة بدمائه.
ويضم متحف السادات بمكتبة الإسكندرية أيضاً جهاز الراديو الخاص به، ومكتبه ومكتبته الشخصية، وعدداً من أندر الكتب التي أُهديت إليه، وعدداً من «بورتريهاته»، إلى جانب العصا الشخصية الخاصة به، ومجموعة من السيوف العربية، والدروع التذكارية، و«البايب» الخاص به، والعباءة التي كان يرتديها خلال زيارته مسقط رأسه بقرية ميت أبو الكوم في شمال مصر.
كما أهدت السيدة جيهان السادات، المتحف صندوقاً يضم 3 مسارج إسلامية ومسيحية ويهودية أُهديت للرئيس الراحل، خلال زيارته للقدس، وتضم المقتنيات المهداة أيضاً تسجيل القرآن الكريم بصوت الرئيس السادات، وأوراقاً شخصية تتضمن قصة قصيرة كتبها بخط يده وأملى جزءاً منها على زوجته، إلى جانب مجموعة نادرة من التسجيلات المرئية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك