مصري يروي قصة 50 عاما من إصلاح المصاحف والأناجيل
آخر تحديث GMT13:39:58
 العرب اليوم -

مصري يروي قصة 50 عاما من إصلاح المصاحف والأناجيل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مصري يروي قصة 50 عاما من إصلاح المصاحف والأناجيل

تغليف المصاحف
القاهرة _ العرب اليوم

في شارع صغير بمحافظة قنا جنوبي مصر، يجلس علي الجيزاوي الرجل الذي بلغ السبعين من عمره، يمسك بمصحف قديم يصلحه، ويحوله من حالته القديمة إلى مصحف جديد، وإلى جواره تتراص مجموعة من المصاحف والأناجيل، التي تنتظر دورها لتعود إلى حالتها الجديدة. الجيزاوي بدأ رحلته في تجليد الكتب بشكل عام منذ عام 1969، فقد كان والده يعمل في دار الكتب المصرية، وتمكن من مساعدة نجله على الالتحاق بمطبعة الدار، وهناك تعلم أسرار تغليف الكتب بكافة أشكالها.
 
على مدى سبعة سنوات تنقّل الجيزاوي بين العديد من المطابع في القاهرة، وتحديدا في شارع محمد علي، الذي كان يشتهر بوجود العديد من المطابع، وخلال تلك التنقلات أتقن فنون التغليف، وصار واحدا من أكثر العاملين بالصنعة مهارة.
  بعد أعوام التنقل قرر مغلّف الكتب أن يستقر في بلدته، وافتتح ورشته الخاصة، وقرر أن يركز عمله على تغليف الكتب السماوية، سواء المصاحف الشريفة أو الأناجيل، ومنذ ذلك الحين يعمل 6 أيام أسبوعيا واكتسب شهرة تدريجية في بلدته والبلاد المجاورة.

أصل المهنة

يقول الجيزاوي إن مهنة تغليف الكتب لم تكن متطورة في مصر، لكن الإيطاليون الذين كانوا يعيشون في مصر قديما علموها للمصريين، وجاءوا بالماكينات اليدوية التي تساعدهم على تنفيذ العمل بمجهود أقل، وورثه المصريون بعد رحيل الطليان.

أما عن مراحل تجديد المصاحف والأناجيل، فتبدأ بتفكيك المجلد تماما، وإزالة جميع الخيوط منه، ثم إعادة تجميع أوراقه بخيوط جديدة، ويتبع ذلك مرحلة تغليف خارجية بعدة طبقات من الورق المقوى والكارتون، وأخيرا مرحلة التغليف باستخدام لفافات المشمع، حسب شرح الرجل السبعيني.

الطرق التقليدية في التغليف هي المفضلة لدى أقدم مغلف مصاحف في مصر، فهو يعمل بنفس الطرق التي تعلمها قبل أكثر من خمسين عاما، ولا يحب أن يُدخل التكنولوجيا الحديثة في عمله، فهو يستمتع بالعمل بالمعدات اليدوية البسيطة، التي تساعده على تجديد أغلفة المصاحف. يوضح لموقع "سكاي نيوز عربية": "الورشة على حالها منذ ثمانينيات القرن الماضي، لم أغير لها أي أداة، سواء ماكينة قص الورق، أو مكبس المجلدات أو بقية الأدوات التي أستخدمها في مراحل إعادة التغليف".


يتوقع مغلّف المصاحف أن تختفي تلك المهنة تماما خلال عشرة سنوات على الأكثر، فهي لا تجد من يعمل بها في الفترة الحالية، وذلك نتيجة التطور الكبير في المطابع، والتي سهلت من مهمة تغليف وتجديد الكتب والمجلدات. أما عن أوقات الفراغ فيقضيها مغلّف المصاحف في تجميع كلمات من القرآن الكريم أو الإنجيل، وتعليقها على حائط ورشته، فهو يؤمن بأنها ستساعده في جلب الرزق. راحة نفسية كبيرة يشعر بها نتيجة عمله مع الكتب السماوية، فبحسب وصف الجيزاوي فإنه يعمل ساعات طويلة دون أن يشعر بالتعب أو الإجهاد، ورغم أنه يكرر ما يفعله كل يوم طوال خمسين عاما، فإنه لم يمل يوما من العمل بتغليف المصاحف، موضحا: "لو اشتغلت 24 ساعة محسش بالإرهاق، لأني أعمل مع كلام مقدس".

 

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الشيخ عبد الرحمن السديس يدشن عربات المصاحف المتنقلة

أنشطة ثقافية وفنية بثقافة الأقصر

arabstoday
المصدر :

Wakalat | وكالات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصري يروي قصة 50 عاما من إصلاح المصاحف والأناجيل مصري يروي قصة 50 عاما من إصلاح المصاحف والأناجيل



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab