الرياض - العرب اليوم
أكد مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية الدكتور جمال سند السويدي أهمية الفهم الدقيق للعالم من حولنا والوعي بتحولاته وتغيراته على المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية والثقافية وإدراك توازنات القوى فيه حتى يمكننا سواء في دولة الإمارات أو دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعالم
العربي أن نتعامل مع البيئتين الإقليمية والدولية على أسس سليمة ومن منطلقات علمية صحيحة بما يخدم مصالحنا العليا ويتيح لنا التعرف إلى ما يفرزه الواقعان الإقليمي والدولي من تحديات لابد من مواجهتها وفرص من المهم استثمارها.
وقال الدكتور جمال السويدي بمناسبة توقيع كتابه الجديد " آفاق العصر الأميريكي، السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجديد" الذي صدر باللغتين العربية والإنكليزية في "معرض الرياض الدولي للكتاب 2014"، "إنني حينما أهديت هذا الكتاب لولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية فإنني كنت أسند الفضل إلى أهله وأعبر عن تقديري وعرفاني لتشجيعه المستمر للبحث العلمي والتفكير الإبداعي وغير التقليدي وهو نهج راسخ لدولة الإمارات في ظل قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حيث تؤمن قيادتنا الرشيدة بأن العلم هو مفتاح التقدم وأنه لا تنمية من دون بحث علمي حقيقي ينتج المعرفة ولا يكتفي بنقلها أو استيرادها".
وأكد حرصه في الكتب والبحوث والدراسات العلمية التي أنجزها خلال مسيرته البحثية ومنها كتابه الجديد على ألا يكتفي بالدراسة الوصفية والتحليلية للظاهرة التي يتعرض لها وإنما يستشرف مستقبلها ويتعرف إلى مسارات تطورها اعتمادا على منهج علمي دقيق يربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
وأوضح أن الهدف من إجرائه الدراسات أن يرسخ تقاليد التفكير العلمي الإستراتيجي المستقبلي في المنطقة العربية بعد أن تراجع هذا النوع من التفكير بشكل خطر ومقلق لمصلحة الكتابات السطحية البسيطة وأن أقدم رؤية علمية عربية جادة لتفاعلات العالم ومستقبله بدلا من الارتكان إلى الرؤى الأجنبية ليس لتفسير التحولات العالمية فقط وإنما لرصد تأثيراتها الإقليمية وتفسير التغيرات التي تجري في بلادنا ومجتمعاتنا العربية نفسها.
وأكد الدكتور جمال السويدي أنه في الوقت الذي لا يحظى فيه علم دراسات المستقبل بالاهتمام الذي يستحقه في العالم العربي وتسيطر الأيديولوجيات والأحكام المسبقة على الكتابات العربية في هذا الشأن فإن هذا العلم يحظى باهتمام كبير في دول العالم المتقدمة ويقدم خدمات جليلة إلى صناع السياسة والباحثين بل إلى الشركات والمؤسسات الاقتصادية والتجارية الكبرى لأنه يقوم على أسس علمية صحيحة ويدرس الظواهر والحقائق بشكل موضوعي مجرد بعيدا عن التحليل بالتمني أو لي أعناق الحقائق والمعطيات.
وقال إن الهدف الذي وضعه منذ بداية تأليفه كتاب "آفاق العصر الأمريكي، السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجديد" كان تحرير قضية مستقبل القيادة الأميركية للعالم مما يحيط بها من مظاهر التباس واختلاف وجدل أغلبه لا يستند إلى بحث أو علم أو حقائق ومعطيات دقيقة ومن ثم يؤدي إلى نتائج مضللة ربما تقود إلى سياسات غير مدروسة في عالمنا العربي.
وأضاف أنه تحرى في الرؤية التي يقدمها في الكتاب الموضوعية واتباع المنهج العلمي الرصين الذي هجره الكثيرون للأسف، متمنيا أن يكون الكتاب باعثا على مزيد من الدراسات العلمية في الموضوع نفسه وغيره من القضايا والموضوعات ذات الصلة بمشاكل العالم العربي وأن يلفت النظر إلى أهمية الدراسات المستقبلية وتعميق ثقافة التفكير المستقبلي في دوائر البحث العلمي الخليجية والعربية.
وأكد السويدي أن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية يتفقان الآن في خندق واحد في مواجهة الإرهاب الذي يهدد التنمية والأمن والاستقرار ليس في منطقة الخليج العربي فحسب وإنما في العالم كله ويخوضان معا معركة الوسطية والتسامح والتعايش في مواجهة قوى الظلام والشر والتعصب والتطرف.
وأعرب عن سعادته لمشاركته في معرض الرياض الدولي للكتاب، مشيرا إلى أن المعرض يعد من معارض الكتب العريقة وله سمعة عربية وعالمية طيبة ويجتذب أشهر دور النشر حول العالم للمشاركة فيه ويمثل إضافة ثرية إلى المشهد الثقافي في منطقة الخليج العربي بجانب معارض الكتب الأخرى في المنطقة.
يذكر أن كتاب "آفاق العصر الأميركي، السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجديد" يقوم على طرح أساسي هو أن الولايات المتحدة الأميركية ستظل هي القوة العالمية المهيمنة على مدى الخمسين عاماً المقبلة على الأقل ويستند في ذلك عبر سبعة فصول إلى معطيات اقتصادية وسياسية وعسكرية وعلمية دقيقة ويقارن في إطارها القوة الأميركية الشاملة بنظيراتها في القوى الدولية الأخرى المنافسة.
أرسل تعليقك