تقنية جديدة لصيانة كارتوناج المومياوات المصرية
آخر تحديث GMT15:05:35
 العرب اليوم -

يستخدم العلماء مواد النانو مع وسائل الترميم التقليدية

تقنية جديدة لصيانة "كارتوناج" المومياوات المصرية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تقنية جديدة لصيانة "كارتوناج" المومياوات المصرية

المومياوات المصرية
القاهرة - العرب اليوم

بعد التأكد من قصور بعض المواد التقليدية التي يستخدمها المرممون الأثريون في تقوية وترميم كارتوناج المومياوات المصرية، إذ أثرت على طبيعة الأثر ولم تحسن من الخواص الفيزيائية والميكانيكية للكارتوناج بالقدر المطلوب، حاولت دراسة جديدة حلها، عبر اللجوء إلى ما يعرف بـ«تكنولوجيا النانو»، وحصلت الباحثة المصرية أسماء مصطفى حسين، بهذا الحل الجديد، على درجة الدكتوراه من كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا المصرية.

الكارتوناج هو نوع من أغلفة المومياء المصرية استخدمه القدماء المصريين للحفاظ على موتاهم لاعتقادهم بالبعث والخلود والحياة الأخرى بعد الموت، ونفذ الفنان المصري القديم الأغلفة بمثالية بالغة اختلفت من فترة زمنية لأخرى، والقاسم المشترك بين الفترات جميعها، هو أن الكارتوناج يتكون من مواد عضوية وغير عضوية، سواء عندما كان عبارة عن طبقات من الكتان أو البردي المغطى بطبقة من الجسو (مزيج من الطلاء الأبيض يتكون من مادة رابطة ممزوجة بالطباشير، أو الجبس، أو الأصباغ، أو أي خليط من هذه المواد)، وطبقة ألوان وأحياناً طبقة تذهيب حيث المناظر الدينية والنصوص الجنائزية.

ويظهر الكارتوناج في أحيان أخرى على هيئة قطعة واحدة تغطي المومياء بالكامل أو على هيئة قطع منفصلة (قناع يغطي الرأس والكتفين - صدرية توضع على الصدر - مئزر يوضع على الساقين - صندل وهو يلبس في القدم).

ولاحتوائه على مواد عضوية وغير عضوية، فهو يحتاج إلى عناية تامة عند الترميم، ومن أهم المشاكل التي تواجه المرممين في هذا الإطار هو ضعف الكارتوناج وتعرضه للتلف بسبب سمكه الضئيل مما يعرضه للكسر والتلف، لذلك تعتبر عملية التقوية خطوة مهمة من خطوات الصيانة العلاجية للكارتوناج، من خلال استخدام مواد التقوية المناسبة مثل «راتنجات الأكريليك» و«مشتقات السليلوز» التي تحسن من خواص المادة.

وخلال الدراسة ألقت الباحثة الضوء على إدخال التكنولوجيا الحديثة (تكنولوجيا النانو) في مجال علاج وصيانة الكارتوناج للعمل على تحسين خواصه، مع إجراء مقارنة بينها وبين مواد التقوية التقليدية للوقوف على مميزات وعيوب كل منهما.

وشملت الدراسة تجارب لاختيار أنسب مواد التقوية لكارتوناج غطاء قدم، وذلك من خلال إجراء مقارنة بين مواد التقوية التقليدية والنانوية على عينات مشابهة للكارتوناج موضوع الدراسة، حيث تم تنفيذ عينات تجريبية مشابهة لتركيب الكارتوناج الأثري ثم تم تعريض العينات للتقادم الصناعي المعجل (إخضاع العينة لحرارة ورطوبة بشكل مكثف لإحداث تأثير يحدث خلال آلاف السنين)، ثم تم تقويتها بعدد من مواد التقوية المختفة، ثم تم تعريضها مرة أخرى لعمليات التقادم الصناعي، وذلك لدراسة مدى مقاومة العينات للظروف الجوية، ثم تم تقييم النتائج من خلال ملاحظة تأثير هذه المواد على المظهر العام للعينات، كما تم إجراء تقييم مورفولوجي للعينات باستخدام الميكروسكوب الإلكتروني الماسح، وفي النهاية تم تقييم تأثير مواد التقوية المختارة على تثبيط الفطريات المعزولة من كارتوناج غطاء القدم الأثري.

وتقول الباحثة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «أظهرت نتائجنا أن استخدام مواد النانو منفردة (مثل جزيئات نانو هيدروكسيد الكالسيوم) لتقوية الكارتوناج لم يعط النتائج المرضية والمرجوة، حيث تبين أن بعض المواد التقليدية قد تعطي نتائج أفضل عن استخدام مواد النانو منفردة، وهذا يؤكد أنه رغم التوافق الكيميائي لجزيئات نانو هيدروكسيد الكالسيوم المنفردة مع مكونات الكارتوناج إلا أنها لم تحقق نتائج جيدة إلا عند استخدامها مع مواد التقوية التقليدية، وبذلك لا يمكن الاستغناء عن مواد التقوية التقليدية في مجال ترميم الآثار».

وتضيف: «يجب أن يكون هناك توافق بين مادة النانو ومادة التقوية التقليدية عند استخدامها كخليط، لكي يحدث تحسين لخواص المادة، وتبين أن أفضل مادة حسنت من خواص عينات الكارتوناج هي (البارالويد ب72) المدعم بجزيئات نانو هيدروكسيد الكالسيوم».

وحول أسباب العمل على عينات تجريبية وليست حقيقية، تقول د.فاطمة مدكور المشرفة على الدراسة لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن تعريض الآثار للتجارب، ولكن ما يحدث هو أنه لدى وزارة الآثار بعض القطع المتاحة للبحث العلمي، فأخذنا عينة من قطعة كارتوناج بمنطقة سقارة الأثرية، وقمنا بمحاكاة تلك القطعة، وأخضعنا القطعة الجديدة لعملية التقادم الصناعي لإحداث تأثير يمكن أن يحدث بالقطعة الأصلية بعد آلاف السنين، ثم بدأنا ننفذ تجاربنا على القطعة الجديدة، وعندما توصلنا لنتيجة موثقة قامت الباحثة باستخدام ما توصلت إليه في ترميم كارتوناج حقيقي، وتضمنت الرسالة صورا للكارتوناج الحقيقي وعملية الترميم التي قامت بها الباحثة».

قد يهمك أيضا:

أثريون يكشفون أسرار تهريب المومياوات المصرية إلى أوروبا

العثور على جثة محنطة تشبه المومياوات في الوادي الجديد

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقنية جديدة لصيانة كارتوناج المومياوات المصرية تقنية جديدة لصيانة كارتوناج المومياوات المصرية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab