تقنية جديدة لصيانة كارتوناج المومياوات المصرية
آخر تحديث GMT19:21:41
 العرب اليوم -

يستخدم العلماء مواد النانو مع وسائل الترميم التقليدية

تقنية جديدة لصيانة "كارتوناج" المومياوات المصرية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تقنية جديدة لصيانة "كارتوناج" المومياوات المصرية

المومياوات المصرية
القاهرة - العرب اليوم

بعد التأكد من قصور بعض المواد التقليدية التي يستخدمها المرممون الأثريون في تقوية وترميم كارتوناج المومياوات المصرية، إذ أثرت على طبيعة الأثر ولم تحسن من الخواص الفيزيائية والميكانيكية للكارتوناج بالقدر المطلوب، حاولت دراسة جديدة حلها، عبر اللجوء إلى ما يعرف بـ«تكنولوجيا النانو»، وحصلت الباحثة المصرية أسماء مصطفى حسين، بهذا الحل الجديد، على درجة الدكتوراه من كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا المصرية.

الكارتوناج هو نوع من أغلفة المومياء المصرية استخدمه القدماء المصريين للحفاظ على موتاهم لاعتقادهم بالبعث والخلود والحياة الأخرى بعد الموت، ونفذ الفنان المصري القديم الأغلفة بمثالية بالغة اختلفت من فترة زمنية لأخرى، والقاسم المشترك بين الفترات جميعها، هو أن الكارتوناج يتكون من مواد عضوية وغير عضوية، سواء عندما كان عبارة عن طبقات من الكتان أو البردي المغطى بطبقة من الجسو (مزيج من الطلاء الأبيض يتكون من مادة رابطة ممزوجة بالطباشير، أو الجبس، أو الأصباغ، أو أي خليط من هذه المواد)، وطبقة ألوان وأحياناً طبقة تذهيب حيث المناظر الدينية والنصوص الجنائزية.

ويظهر الكارتوناج في أحيان أخرى على هيئة قطعة واحدة تغطي المومياء بالكامل أو على هيئة قطع منفصلة (قناع يغطي الرأس والكتفين - صدرية توضع على الصدر - مئزر يوضع على الساقين - صندل وهو يلبس في القدم).

ولاحتوائه على مواد عضوية وغير عضوية، فهو يحتاج إلى عناية تامة عند الترميم، ومن أهم المشاكل التي تواجه المرممين في هذا الإطار هو ضعف الكارتوناج وتعرضه للتلف بسبب سمكه الضئيل مما يعرضه للكسر والتلف، لذلك تعتبر عملية التقوية خطوة مهمة من خطوات الصيانة العلاجية للكارتوناج، من خلال استخدام مواد التقوية المناسبة مثل «راتنجات الأكريليك» و«مشتقات السليلوز» التي تحسن من خواص المادة.

وخلال الدراسة ألقت الباحثة الضوء على إدخال التكنولوجيا الحديثة (تكنولوجيا النانو) في مجال علاج وصيانة الكارتوناج للعمل على تحسين خواصه، مع إجراء مقارنة بينها وبين مواد التقوية التقليدية للوقوف على مميزات وعيوب كل منهما.

وشملت الدراسة تجارب لاختيار أنسب مواد التقوية لكارتوناج غطاء قدم، وذلك من خلال إجراء مقارنة بين مواد التقوية التقليدية والنانوية على عينات مشابهة للكارتوناج موضوع الدراسة، حيث تم تنفيذ عينات تجريبية مشابهة لتركيب الكارتوناج الأثري ثم تم تعريض العينات للتقادم الصناعي المعجل (إخضاع العينة لحرارة ورطوبة بشكل مكثف لإحداث تأثير يحدث خلال آلاف السنين)، ثم تم تقويتها بعدد من مواد التقوية المختفة، ثم تم تعريضها مرة أخرى لعمليات التقادم الصناعي، وذلك لدراسة مدى مقاومة العينات للظروف الجوية، ثم تم تقييم النتائج من خلال ملاحظة تأثير هذه المواد على المظهر العام للعينات، كما تم إجراء تقييم مورفولوجي للعينات باستخدام الميكروسكوب الإلكتروني الماسح، وفي النهاية تم تقييم تأثير مواد التقوية المختارة على تثبيط الفطريات المعزولة من كارتوناج غطاء القدم الأثري.

وتقول الباحثة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «أظهرت نتائجنا أن استخدام مواد النانو منفردة (مثل جزيئات نانو هيدروكسيد الكالسيوم) لتقوية الكارتوناج لم يعط النتائج المرضية والمرجوة، حيث تبين أن بعض المواد التقليدية قد تعطي نتائج أفضل عن استخدام مواد النانو منفردة، وهذا يؤكد أنه رغم التوافق الكيميائي لجزيئات نانو هيدروكسيد الكالسيوم المنفردة مع مكونات الكارتوناج إلا أنها لم تحقق نتائج جيدة إلا عند استخدامها مع مواد التقوية التقليدية، وبذلك لا يمكن الاستغناء عن مواد التقوية التقليدية في مجال ترميم الآثار».

وتضيف: «يجب أن يكون هناك توافق بين مادة النانو ومادة التقوية التقليدية عند استخدامها كخليط، لكي يحدث تحسين لخواص المادة، وتبين أن أفضل مادة حسنت من خواص عينات الكارتوناج هي (البارالويد ب72) المدعم بجزيئات نانو هيدروكسيد الكالسيوم».

وحول أسباب العمل على عينات تجريبية وليست حقيقية، تقول د.فاطمة مدكور المشرفة على الدراسة لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن تعريض الآثار للتجارب، ولكن ما يحدث هو أنه لدى وزارة الآثار بعض القطع المتاحة للبحث العلمي، فأخذنا عينة من قطعة كارتوناج بمنطقة سقارة الأثرية، وقمنا بمحاكاة تلك القطعة، وأخضعنا القطعة الجديدة لعملية التقادم الصناعي لإحداث تأثير يمكن أن يحدث بالقطعة الأصلية بعد آلاف السنين، ثم بدأنا ننفذ تجاربنا على القطعة الجديدة، وعندما توصلنا لنتيجة موثقة قامت الباحثة باستخدام ما توصلت إليه في ترميم كارتوناج حقيقي، وتضمنت الرسالة صورا للكارتوناج الحقيقي وعملية الترميم التي قامت بها الباحثة».

قد يهمك أيضا:

أثريون يكشفون أسرار تهريب المومياوات المصرية إلى أوروبا

العثور على جثة محنطة تشبه المومياوات في الوادي الجديد

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقنية جديدة لصيانة كارتوناج المومياوات المصرية تقنية جديدة لصيانة كارتوناج المومياوات المصرية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab