مكتبة أبي ذر الغفاري في صنعاء تغلق أبوابها نهائياً بأمر محكمة حوثية
آخر تحديث GMT20:39:14
 العرب اليوم -

مكتبة "أبي ذر الغفاري" في صنعاء تغلق أبوابها نهائياً بأمر محكمة حوثية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مكتبة "أبي ذر الغفاري" في صنعاء تغلق أبوابها نهائياً بأمر محكمة حوثية

مكتبة - صورة أرشيفية
صنعاء- العرب اليوم

بأمر من محكمة تابعة للميليشيات الحوثية، أفرغت مكتبة «أبي ذر الغفاري» الواقعة في شارع حدة بصنعاء رفوفها، وأغلقت أبوابها نهائياً، بعد أن كانت تبيع الكتب الفكرية والسياسية والفلسفية؛ حيث فقدت العاصمة اليمنية بذلك معلماً ثقافياً آخر، امتد عمره نحو 40 عاماً.وبحسب مصادر محلية في صنعاء، أمر أحد قضاة الميليشيات الحوثية، بعد 3 سنوات من إغلاق المكتبة وعمليات التقاضي، بإفراغ المكتبة من محتواها، بعد أن عجز مالكها عن سداد الإيجارات المتراكمة، جرَّاء إغلاق الميليشيات كل الصحف المستقلة والمعارضة، ومنع استيراد الكتب الفكرية والسياسية.
في أول شارع حدة الشهير بمدينة صنعاء، كانت مكتبة «أبي ذر» مقصد المثقفين والسياسيين، وحتى الأشخاص العاديين الذين كانوا يقتنون الصحف اليومية والأسبوعية التي تصدر داخل اليمن أو خارجه، وكذلك المجلات، كما كانت معظم السفارات تقصدها لشراء كل الإصدارات المحلية، من صحف حكومية أو معارضة أو مستقلة.
ولأن موقعها كان يتوسط المدينة، ومجموعة من المطاعم المتميزة بوجبات الإفطار، فقد كان كثيرون يقصدونها كل صباح لشراء الصحف والكتب، كما أن آخرين كانوا يأتونها في نهاية كل يوم، إما لأخذ نسخهم التي كانت تُحجز مسبقاً من كافة الإصدارات، وإما لمعرفة ما إذا كانت هناك إصدارات جديدة.
يقول أحد الذين عملوا في المكتبة لـ«الشرق الأوسط»: «إن مركز التنوير الثقافي والفكري والأدبي في صنعاء لفظ أنفاسه الأخيرة، فهذا المكان ذو المساحة الصغيرة كان قبلة لكل المثقفين».
ويضيف: «سالت الدموع من عيني عندما شاهدتُ مجموعة يقولون بأنهم لجنة من المحكمة، يعملون على إفراغ المكتبة من محتوياتها لتسليم المكان لمالكه. كتب التاريخ والفلسفة والدين والفكر والتنوير والقصص والروايات، جُمعت في «كراتين»، ووُضعت على الرصيف، بنظر اللجنة التي شكلتها المحكمة، ولا نعرف أين سيكون مصيرها. فقبلها أغلقت وللأسباب نفسها مكتبة (العلفي) في شارع الزراعة، وهي ثاني مكتبة فُتحت في صنعاء، وأول مكتبة اهتمت بالفكر والسياسة والأدب والثقافة، وكذلك مكتبة (الشروق) في باب البلقة».
بدأت معاناة المكتبة بعد الانقلاب مباشرة؛ حيث منع الحوثيون صدور الصحف الحزبية والأهلية، وكذلك استيراد الكتب الفكرية والفلسفية، وهي الكتب التي كانت تتميز بها المكتبة، وكان لها الفضل الكبير في خدمة الوسط الثقافي، ودعم الاتجاه التنويري في المجتمع.
ومع وقف الرواتب، ووقف استيراد الكتب، وتراجع المبيعات، تراكمت الإيجارات على مالكها، فذهب مالك المبنى إلى المحاكم، وعقب ذلك قامت ميليشيات الحوثي بإغلاق المكتبة، بحجة أن هناك تلاعباً بوثائق ملكيتها، وأنها تخص أحد البرلمانيين المناهضين للانقلاب، وهذا ما ضاعف من الخسائر، وجعل المالك يعجز عن دفع الإيجارات، وهو ما سهَّل لصاحب المبنى استصدار حكم بإخلاء المبنى.
ولأن المكتبة كانت وكيلاً لعدد من دور النشر المهمة والمتخصصة في الإصدارات الأدبية والفكرية والسياسية، وسط طغيان المكتبات التي كانت تبيع الكتب الدينية في الغالب، أو توفر إصدارات خاصة لطلبة الجامعة، فقد جعلها ذلك مزاراً للكتاب والمثقفين والسياسيين، وظلت كذلك حتى بعد 3 سنوات على بداية الحرب، رغم عدم قدرتها على توفير إصدارات جديدة من الكتب أو الروايات، وتوقف سوق الصحف الورقية.
ويقول الكاتب أحمد النويهي: «إن المكتبة نافذة للروح، ووفرت مواد دسمة مفاعيلها تعزز سطوة الروح الوطنية في مواجهات سلطة الاستبداد العسكري والديني بشقيه». ووصف الحكم بأنه «جائر وسياسي بامتياز، في ظل هيمنة الميليشيات التي كبلت البلد، وذهبت بما تبقى بين ردهاته إلى الهاوية، لتنشر ملازمها المفخخة بالجهل والوهم».
ويضيف أن الحكم بإغلاقها «استهدف اغتيال العقل والإنسان ومشروعه التنويري، بعد أن ناضلَت لأكثر من 4 عقود من الزمن في خدمة قضايا الفكر والأدب والصحافة».
ويرى النويهي أن ما حدث «كان صاعقاً وصادماً، فقد استبدت الميليشيات بكل مقدرات البلد لتخضعها لسلطة الحرب». فالمكتبة التي غيرت مسارات القراءة وارتقت بها، لتقدم أحدث الإصدارات الثقافية والسياسية -بحسب قوله- «شكلت نافذة مهمة وسط صنعاء، ورصيفاً لا ينقطع ولا ينتهي».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :ا

نقلابيو اليمن يسرّحون آلافاً من عناصر المخابرات ويحلون أتباعهم محلهم

قوات التحالف تدمر زورقاً مفخخاً في الحديدة جهزته الميليشيات لتنفيذ هجوم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكتبة أبي ذر الغفاري في صنعاء تغلق أبوابها نهائياً بأمر محكمة حوثية مكتبة أبي ذر الغفاري في صنعاء تغلق أبوابها نهائياً بأمر محكمة حوثية



هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:56 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
 العرب اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 13:10 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
 العرب اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 13:17 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
 العرب اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 07:45 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

آثار التدخين تظل في عظام الشخص حتى بعد موته بـ 100 سنة

GMT 04:43 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الشاهنشاهية بعد 45 عامًا!

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس

GMT 05:07 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ليبيا أضحت اثنتين

GMT 05:13 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مرّة أخرى... الحنين للملكية في ليبيا وغيرها

GMT 17:11 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز صيحات العبايات المصممة على طراز المعطف لشتاء 2024

GMT 21:15 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب تونس يعلن إنهاء تعاقده مع فوزي البنزرتي بالتراضي

GMT 21:20 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

كروس يرفض إقامة مباراة وداع خاصة له بعد اعتزال كرة القدم

GMT 19:21 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

عملة "بيتكوين" تترجع بنسبة 2.13% مع ترقب نتائج أعمال الشركات

GMT 16:47 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الوجهات السياحية التي تعدّ الأكثر أمانًا في العالم

GMT 21:05 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

نيوكاسل الإنكليزي يعلن تجديد عقد أنتوني جوردون

GMT 16:21 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار في الديكور والتدبير المنزلي لجعل المنزل أكثر راحة

GMT 21:10 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الترجي التونسي يطيح بمدربه البرتغالي كاردوزو

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ألمانيا تسجل أول إصابة بسلالة متحورة جديدة لجدري القرود

GMT 18:57 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله يعلن استهداف قاعدة إسرائيلية و7 دبابات عند الحدود
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab