كشفت مصادر جزائرية موثوقة أن وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري محمد عيسى، أمر بالإسراع في إنشاء لجنة تحقيق مركزية في وضعية المساجد والمصليات المغلقة و الملابسات الحقيقية في تأخّر إعادة فتحها عبر كامل أنحاء الجزائر منذ أكثر من 20 سنة دون أن يتم إعادة فتحها، وستعكف اللجنة المعنية على اتخاذ التدابير اللازمة لبرمجة إعادة بناء أو إصلاح أو ترميم المساجد المغلقة وفتحها حسب الأولويات ووفقًا لأجال محددة، تخصيص الاعتمادات المالية اللازمة لهذه العملية وبرمجتها على مستوى الولايات المعنية،الحرص على منع كل محاولة لاستغلال موضوع المساجد المغلقة من طرف أي جهة كانت لأغراض سياسية أو دعائية أو غيرها و إعادة إحصاء جميع المساجد والمصليات المغلقة و المتضررة عبر الجزائر.
وسيتم إنشاء لجان محلية تابعة إلى مديريات الشؤون الدينية عبر كافة ولايات الوطن ستتكفل بإعداد تقارير عن حالة كل مصلى وكل مسجد ونسب تضررها والتكاليف المالية اللازمة لإعادة ترميمها وفتحها وسترفع هذه اللجنة تقريرًا عن تقدم أشغال مختلف العمليات إلى وزير القطاع بمجرد الانتهاء من ذلك، مع العلم أن وزارة الشؤون الدينية الجزائرية في فترة الوزير السابق عبد الله غلام الله كانت قد بادرت، خلال رمضان 2009، إلى إعادة فتح مجموعة من المصليات والمساجد التي تم غلقها في مختلف أنحاء الوطن، وذلك بشكل ظرفي أثناء فترة الشهر الفضيل، حتى يتسنى لجموع المصلين أداء صلواتهم في ظروف حسنة، خاصة بالنسبة للقاطنين منهم في مجمعات بعيدة نسبيًا عن المساجد المعتمدة، لكن دون أن يتم الكشف عن العدد الرسمي للمصليات والمساجد التي شملها الفتح.
ووضعت الوزارة المعنية جملة من الشروط من أجل الموافقة على إعادة فتح المصليات والمساجد المغلقة من بينها تقديم طلب رسمي لمديريات الشؤون الدينية عبر مختلف ولايات الوطن، استصدار الموافقة المُسبقة لمصالح الأمن المختصة، وذلك منعًا لأية نشاطات مشبوهة كتلك التي كانت سببًا رئيسيًا في غلق الكثير من المصليات والمساجد في العشرية السوداء، ومن المتوقع أن تدعو وزارة الشؤون الدينية جميع المحسنين الجزائريين على اختلاف مشاربهم للتطوع من أجل المساهمة في إعادة فتح المساجد المغلقة، بسبب تعرضها للتلف أو إشرافها على السقوط، في محاولة من الوزارة لتلافي العبء المالي الضخم الذي يستجوبه إصلاح وترميم عشرات المساجد المغلقة منذ عدة سنوات.
وتكشف إحصائيات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية عن وجود حوالي ألف مصلى ومسجد تم غلقها بشكل نهائي في مختلف ولايات الوطن، خلال السنوات الماضية، لأسباب أمنية، ولعدم خضوعها للرقابة، إلى جانب أن عددًا معتبرًا من المساجد و المصليات قد تم غلقها لتواجدها في مناطق تفتقد للظروف الأمنية والصحية اللازمة و الضرورية، ما يشكل خطرًا على جموع المصلين، مثل المساجد و المصليات التي كانت مفتوحة في أقبية العمارات،و المساجد و المصليات التي تم انشاءها في مناطق مهجورة و نائية، وتلك التي تم فتحها بطرق غير قانونية وبدون أي رخصة من الجهات المختصة، بحيث أن التنظيمات القانونية تُلزم بإشعار مدير الشؤون الدينية، صاحب الاختصاص الإقليمي،و رئيس البلدية الذي يتبع له المصلى أو المسجد المُراد فتحه، الأمر الذي لم يتم احترامه.
وتعمل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية، على القضاء تدريجيًا على المصليات وإحلال محلها المساجد من خلال فتح أعداد كبيرة من المساجد عبر التراب الوطني، وذلك وفقًا للقاعدة الفقهية "إذا حضر الماء بطل التيمم" لأن الصلاة في المسجد أولى منها في المُصلّى، وتتوقع الوزارة الوصية بلوغ عدد المساجد في الجزائر حوالي 20 ألف مسجد في آفاق 2030، مع الإشارة إلى أن عدد المساجد حاليًا يفوق الــ16 ألف مسجد، وقد رصدت الوزارة الوصية لإعادة فتح هذه المساجد والمصليات مليار دولار وهي الكلفة المالية التي ستوزع على الخبرات التقنية والدراسات وأشغال الهدم وإعادة البناء والتدعيم والترميم والإصلاح، كما أنه تم رصد مبالغ مالية لصيانة وترميم أكبر مساجد الجزائر خاصة تلك الأثرية والعريقة كمسجد كتشاوة -هذا المسجد تساهم فيه الحكومة التركية بغلاف مالي معتبر و مختصين أتراك في صيانة الأماكن الأثرية-والجامع الكبير بالجزائر العاصمة، حيث أن إحصاءات وزارة الشؤون الدينية الجزائرية تشير إلى أنه من ضمن أكثر من 16 ألف مسجد على مستوى الجزائر تبين أن 48 بالمائة منها أي أكثر من 7 آلاف مسجد متضرر ومتدهور بسبب تقادم البناء وقلة الصيانة والترميم، مع إحصاء أكثر من 2000 مسجد مهدد بالسقوط بسبب تصدع جدرانه وتآكلها، فيما تم برمجة أكثر من 526 مسجدًا عبر كامل التراب الوطني لتهديمها كلية وإعادة بناءها من جديد
وتمكنت "العرب اليوم" من الحصول على قائمة لبعض أسماء المساجد والمصليات الجزائرية المغلقة سواء بسبب الأوضاع الأمنية خلال العشرية السوداء-من 1992 و حتى 1999- أو لأسباب صحية وأخرى تنظيمية و إدارية وتضم القائمة الحالية التي تتواجد على مستوى وزارة الشؤون الدينية الجزائرية وفق نفس المصدر حوالي 455 مسجدًا و مصلى بمنطقة الوسط الجزائري و خاصة في ولايات: الجزائر العاصمة (33 مسجدًا )، بومرداس (29 مسجدًا )، تيزي وزو (76 مسجدًا )، البويرة (21 مسجدًا )، البليدة (26 مسجدًا )، عين الدفلى (30 مسجدًا )، المدية (18 مسجدًا )، الشلف (20 مسجدًا )،تيبازة (22 مسجدًا ) و الباقي مصليات،فيما تم تسجيل 380 مسجدًا بمنطقة الشرق الجزائري عبر الولايات التالية: باتنة (20 مسجدًا )،قسنطينة (18 مسجدًا )،جيجل ( 70 مسجدًا )،سكيكدة (23 مسجدًا )،سطيف (15 مسجدًا )،أم البواقي (9 مساجد)،خنشلة (11 مسجدًا )،تبسة (09 مساجد)،سوق أهراس (7مساجد)،بجاية (9 مساجد)،عنابة (10 مساجد)،الطارف (5 مساجد)،قالمة (11 مسجدًا ) و الباقي مصليات،أما بقية المساجد و المصليات فمنتشرة في منطقة الغرب الجزائري،مع العلم أنه لم يتم تسجيل غلق أي مسجد أو مصلى بمنطقة الجنوب الجزائري، وتم غلق 50 مسجدًا على مستوى الجزائر خلال الــــ20 سنة الماضية بعد أن سجل بها خطاب ديني متشدد وتحريض على العنف والتفرقة علاوة على أن وضعيتها القانونية والإدارية مثيرة للشكوك وخارج سيطرة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف.
وتحصي الجزائر أكثر من 16 ألف مسجد في مختلف أنحائها في المدن والقرى والأرياف وفوق سفوح الجبال والمناطق المعزولة والنائية، ولا تزال جهود الدولة متواصلة ومستمرة لبناء المزيد من المساجد لتدعيم "الحظيرة المسجدية الوطنية"، حيث تجري حاليًا الأشغال لبناء وتشييد أزيد من 4 آلاف مسجد جديد، ناهيك عن عمليات توسيع ما يعادل 5 بالمائة من المساجد الحالية، حيث أنه كلما زاد عدد سكان الوطن زاد الطلب على المساجد والمصليات،و قد ارتفع عدد المساجد المشيدة في الجزائر ارتفاعًا مطردًا،حيث أن عدد مساجد الجزائر خلال استقلالها عن فرنسا كان 233 مسجدًا فقط و تم بناء معظم هذه المساجد في العهد العثماني،فيما بنى المواطنون عددًا متواضعًا من بيوت الله خلال الحقبة الاستعمارية،
مع الإشارة إلى أن فرنسا الاستعمارية لم تكن تشجع بناء المساجد و كانت بالمقابل تقوم بتشييد المزيد من الكنائس و تحويل المساجد المتواجدة إلى كنائس،و بعد الاستقلال ارتفع عدد المساجد بقوة و بلغ خلال الــــ55 سنة الماضية أكثر من 16 ألف مسجد و هناك الآلاف من المساجد هي حاليًا قيد الإنجاز و لعلى أهمها مسجد الجزائر الأعظم الذي يعد ثالث أكبر مساجد العالم وسيتسع هذا المسجد العملاق إلى 120 ألف مصل.
وتبلغ القيمة المالية المرصودة لإنجازه ما يعادل واحد مليار دولار،و سيتم إنشاء به أضخم منارة في العالم، حيث تستند قاعدتها إلى مكتبة كبيرة ومعهد عال للتدريب الديني ومرافق أخرى، كما سيُزوَّد المسجد بمركز ثقافي ومركز متعدد الخدمات ومركز صحي وفندق لإيواء الإطارات الدينية والمشاركين بالملتقيات الإسلامية وعمارة لموظفيه ومدرسة لتحفيظ القرآن وإدارة، وسيسمح بتوفير 2800 منصب عمل
و تشير التوقعات إلى أن يصل عدد المساجد عبر الجزائر أكثر من 20 ألف مسجد في آفاق 2030، حيث أن هناك حوالي 4 آلاف مسجد هو قيد الإنجاز و يعاني أغلبها من بطئ وتيرة الإنجاز بسبب غلاء مواد البناء وعدم استقرار مصادر التمويل، حيث تعتمد أغلب المشاريع المسجدية على ما يتم جمعه من المصلين بعد صلاة الجمعة،وهذا ما جعل الكثير من اللجان الدينية التي تأسست لتسيير مشاريع بناء بيوت الله تستغرق سنوات طويلة في بناء الأساس وتغرق في مشكل التمويل ومنها من عجزت حتى عن دفع حقوق البنائين والمقاولين، و رغم أن ما يربو عن 90 بالمائة من مساجد الجزائر تم بناءها بعد الاستقلال، حيث لا توجد قرية أو بلدة حتى في أعالي الجبال والمناطق النائية دون مسجد.و يبلغ عدد المساجد في الجزائر حاليًا أكثر من 16 ألف مسجد،إلا أن هذا الرقم يبدو بائسًا و ضئيلاً جدًا،جعل الجزائر تحتل مراكز متأخرة على المستوى العالمي من حيث عدد المساجد بفعل السياسات المسجدية المتعاقبة التي تركت لمدة طويلة أمر بناء المساجد للجان المسجدية و المتطوعين،وهو ما جعل تجمعات سكنية ضخمة تبقى بدون مسجد إلى أن يجتمع متطوعون ويبعثون فكرة بناء مسجد، فتبدأ رحلة البحث عن قطعة أرض وعن تصميم و عن تمويل، وفي غالب الأحيان تتم العملية بطريقة فوضوية، و كثيرًا ما يبقىالمسجد "مجرد مشروع" تبدأ فيه الصلاة قبل الانتهاء من إنجازه،
وفي الجزائر أصعب شيء هو بناء مسجد رغم أن الرغبة و النية الحسنة في تشييد المساجد لدى الجزائريين متوفرة،لكن لأسباب عديدة لا يتم ترجمتها على أرض الواقع،فبحسب إحصائيات رسمية فإن 80 بالمائة من قرى منطقة القبائل تمت بناء مساجدها بطريقة اشتراك أبنائها دون دعم من الحكومة الجزائرية.و بلغة الأرقام تتوفر الجزائر العاصمة على حوالي 500 مسجد فقط مقارنة بمدينة إسطنبول التركية التي يتواجد بها حوالي 3 آلاف مسجد.مع الإشارة إلى أن الجزائر العاصمة كان بها نحو 10 مساجد عند الاستقلال، و أما عن المساجد التي شرعت الدولة في إنجازها من خلال تخصيص أغلفة مالية لبنائها كمسجد الأمير عبد القادر مثلاً فإن المعلومات تشير إلى أن فكرة هذا المسجد تعود إلى عهد الرئيس الجزائري الأسبق و الراحل أحمد بن بلة-أي إلى فترة الستينيات من القرن الماضي-
ولم يتم التسليم النهائي للمسجد إلا في شتاء 2001 في عهد الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة، وتغيّرت هندسة المسجد عشرات المرات وحتى طاقة استيعابه حاليًا ليست رقمًا صعبًا أو خرافيًا مقارنة بمساجد أخرى لدى دول الجوار، ومنها مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء الذي كلّف المغرب 3 مليار فرنك فرنسي وافتتح للمصلين عام 1994 ويبلغ علو مناراته 200 متر،و ربما يبقى الأمل الوحيد في مسجد الجزائر الأعظم الذي سيتم تدشينه نهاية 2017 أو سنة 2018، و الذي بعد إنجازه ثالث أكبر مسجد في العالم الإسلامي بعد الحرمين الشريفين وسيجمع 120 ألف مصل دفعة واحدة ويجري بناؤه بمدينة الجزائر، وسيكون أيضًا من حيث التصميم فريدًا من نوعه في العالم
ورغم أن عدد المسلمين في الصين يفوق الــــ23 مليون نسمة،إلا أن عدد المساجد بهذا البلد الأسيوي المترامي الأطراف أكثر من 34 ألف مسجد في المناطق التي يعيش فيها المسلمون في الصين،أي ما يعادل مسجد لكل 500 مسلم و يبلغ عدد الأئمة في الصين أكثر من 45 ألف إمام،مع العلم أن الصين ليست دولة إسلامية و مع ذلك هي تتفوق بكثير عن الجزائر من حيث عدد المساجد.
أرسل تعليقك