آثار تدمر يجب أن تبقى كما هي من دون ترميم مصطنع
آخر تحديث GMT07:33:24
 العرب اليوم -

إعادة بناء آثار قديمة باستخدام موادَّ حديثة طريقة غير شرعية

آثار تدمر يجب أن تبقى كما هي من دون ترميم مصطنع

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - آثار تدمر يجب أن تبقى كما هي من دون ترميم مصطنع

معبد بل بعد تدميره في تدمر في سورية
دمشق - نور خوام

وعد مدير الآثار السابق في سورية بعدم بناء تدمر مرة أخرى، حيث يجب عدم تحويلها إلى نسخة وهمية مطابقة للمدينة العريقة القديمة، مشيراً الى أنه بدلا من ذلك يجب الحفاظ على ما تبقى من المدينة بعد تدمير "داعش" لها.

 وكانت تدمر اسما شهيرا في عالم الآثار ولدى الموؤرخين الكلاسيكيين قبل سيطرة "داعش" عليها العام الماضي. إلا أن التنظيم "الإرهابي" فجّر أجمل معالمها ونفذ أعمالا وحشية وسط معالمها الآثرية، ولكن إذا انتهت مأساة سورية، وإذا ما حل السلام فيها في المستقبل سيجد السائحون مدينة أشبه بصحراء "بومباي"، حيث أصبحت المدينة عبارة عن أطلال.

وكانت تدمر في حالة تخريب قبل احتلال "داعش" لها، ولا زالت في حالة تخريب حتى اليوم، وهذه هي طبيعة المدن القديمة مثل "ميسينا" و"ماتشو بيتشو" والمنتدى الروماني. فهي مدن غير مكتملة، وضمت تدمر بعض المباني القديمة المحفوظة مثل معبد "بل" الذي يعد رمزا لبقاء الدين القديم في المدينة، ولم يتبقَّ منه سوى عمودين فقط بعد تفجير "داعش" له في أغسطس/ أب 2015، وهناك قوس أثري مخصص للإمبراطور الروماني سيبتيموس سفيروس والذي صمد طيلة قرون حتى تم هدمه بوحشية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فضلا عن تدمير معبد "بلشمين".

ويتساءل علماء الآثار عن كيفية وضع هذه الخسائر الفادحة بشكلها الصحيح، وربما يكون نهج استعادة هذه الآثار نهجا خاطئا حيث أن الحفاظ على الآثار يعني القبول بحتمية الخسارة، إلا أن إعادة البناء قد تكون خادعة، ويجب تقييم الأضرار في تدمر بعناية فائقة وهو ما يستغرق سنوات لفحص أنقاض المباني المهدمة بدقة وحذر. وإذا نجت قطع ومنحوتات كافية ذات شكل مميز فيمكن إعادة بناء أجزاء من المباني أو الهياكل بالكامل، وسيكون ذلك أمرا رائعا، ومن ناحية أخرى سيكون الأمر أكثر صدقا عند عرض الشظايا الناجية في متحف مشُيد خصيصا لذلك.

ومن الأمور غير الشرعية إعادة بناء آثار قديمة باستخدام مواد حديثة لاستبدال الأجزاء المفقودة حتى وإن كانت التكنولوجيا اليوم تجعل النتيجة تبدو عملية، وتعني محاولة إعادة إعمار تدمر التطاول على الواقع الأثري، وفي عصر المسح الرقمي والتصوير الفوتوغرافي بالأقمار الصناعية والطباعة ثلاثية الأبعاد يعد من المغري الاستسلام لوهم إمكانية إستعادة هذه الأطلال، إلا أن هناك درسا قاسيا من ثلاثة قرون من علم الآثار الحديث يشير إلى أن الإفراط في الترميم يضر بالماضي، حيث تم حفر "بومبي" الايطالية من قبل علماء متخصصين حافظوا على عدم الإفراط في ترميمها أو استكمال المنازل الرومانية، وعلى النقيض خلق عالم الآثار البريطاني آرثر إيفانز فوضى من خلال إفراطه في استعادة "كنوسوس" في جزيرة تكريت.

وغالبا ما نتطلع لرؤية الأشياء الحقيقية من الماضي بدلا من رؤية نسخة مزورة مطابقة، وتعد المحاولة المغرية لإعادة بناء تدمر وإعادتها لشكلها السابق كما كانت منذ بداية عام 2015 أمرا مفهوما حيث تعرض هذا المكان الرائع لهجوم وحشي، ومن ثم يتم التفكير في إعادته إلى سابق عهده قبل هجوم "داعش" عليه، ولكن التاريخ لا يحب ذلك، حيث أن هجوم "داعش" لم يكن ضربا من الخيال لكنه مأساة وقعت بالفعل، وتعد هذه المأساة جزءا من تاريخ تدمر الأن، ولذلك يجب الحفاظ على تدمر كما هي من أجل الحقيقة وكتحذير للمستقبل

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آثار تدمر يجب أن تبقى كما هي من دون ترميم مصطنع آثار تدمر يجب أن تبقى كما هي من دون ترميم مصطنع



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab