الأزمة تدفع الكِتاب السوريّ إلى الهجرة وتقتل الإبداع لدى الكُتاب
آخر تحديث GMT04:44:06
 العرب اليوم -

مئات دور النشر أغلقت أبوابها في دمشق بعد ارتفاع التكاليف

الأزمة تدفع الكِتاب السوريّ إلى الهجرة وتقتل الإبداع لدى الكُتاب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الأزمة تدفع الكِتاب السوريّ إلى الهجرة وتقتل الإبداع لدى الكُتاب

دور النشر في دمشق
دمشق ـ نورا خوام

اعترفت المصادر المعنية والمتابعة والمهتمة بالشأن الثقافي السوري بأنّ حركة نشر الكتاب، التي كانت نشطة قبل الحرب والأزمة السورية المستمرة منذ 4 أعوام، أنَّ هناك نحو ألف دار نشر كانت موجودة في سورية، منها 200 دار منتسبة لاتحاد الناشرين السوريين، والباقي ما بين مرخص رسميًا أو يعمل دون ترخيص.

وأكّدوا أنه "مع بداية الأزمة السورية أغلقت المئات من هذه الدور أبوابها. وانكفأت عن النشر، لاسيما أنَّ معظم مطابع هذه الدور توجد في مناطق الريف الدمشقي، الذي يشهد معاركًا يومية، فيما هاجر كثير منها خارج سورية، وما بقي منها في الداخل حاول التأقلم مع مفرزات الأزمة، لكنه يطبع خارج سورية، ليوزع كتبه في البلدان العربية".

وأوضح رئيس اتحاد الناشرين السوريين، وصاحب دار "الحافظ" للنشر، هيثم حافظ، في تصريح له، أنَّ "مهنة دور النشر كانت من أكثر المهن تأثرًا بالأزمة على صعيد العمل داخل سورية، لكن على صعيد الكتاب السوري ما زال الكتاب السوري موجودًا، في المعارض والأسواق العربية".

وأضاف "الكتاب السوري يعتبر من أهم الكتب العربية من حيث جودة المحتوى. لكننا عانينا كناشرين سوريين من أنّ غالبية مطابعنا موجودة في الأماكن الريفية، التي شهدت وتشهد معاركًا يومية. وهذا أثر علينا، فهاجرت غالبية دور النشر خارج سورية".

وأبرز أنَّ "الدول التي احتضنت الناشرين السوريين بشكل كبير هي لبنان ومصر والإمارات العربية المتحدة والجزائر، وهي أمكنة للطباعة وليست ناشرة، أي تطبع فقط كتب الناشر السوري. وغالبية دور النشر أبقت على مكاتبها في دمشق، تستقبل الكُتّاب، وتحرر الكتب، وتنظمها وتدققها وتحققها وتجهزها للطباعة، التي تكون خارج سورية".

وأشار إلى أنَّ "أكثر من 50 في المائة من دور النشر، ما زالت تعمل في دمشق، ولكن هناك تحديات كثيرة أمامها، أفرزتها الأزمة، ومنها الشحن والتأشيرات. فبعض الدول لا تعطي تأشيرات دخول للناشر السوري للمشاركة في معرض يقام في هذه الدول، وبعض الدول لم تدعونا للمشاركة في معارض الكتاب لديها، بسبب أن وزارة الداخلية في تلك الدول لم تعد تعطي تأشيرات للسوريين، وهناك مشكلة ارتفاع تكاليف الشحن، ومشكلة ثالثة وهي التنقل في الطائرات، فبعض الناشرين لم يتمكنوا من الوصول إلى مطار بيروت والسفر منه. وكانت هناك خدمة الشحن السريع للكتاب، لكنها توقفت تقريبًا، وكذلك الحال بالنسبة للشحن الجوي".

وفي السياق نفسه، أغلقت، في شارع 29 أيار، وسط العاصمة دمشق، دار "المدى"، لصاحبها الكاتب العراقي فخري كريم، الذي كان من أنشط الناشرين، أبوابها، ونقلت نشاطاتها للعاصمة اللبنانية بيروت، فيما ما زالت "دار البشائر"، المجاورة لـ"المدى"، تصارع على البقاء. ويقول صاحبها عادل عساف "أسست الدار قبل 25 عامًا، وكنت أطبع سنويًا 10 كتب، ولكن منذ 4 أعوام لم أطبع أيّ كتاب، وأعيش على ما أبيعه في مكتبتي، وهو لا يتجاوز الألفي ليرة في اليوم، أي بالكاد يكفي مصروف أسرتي المعيشية اليومية".

وبدوره، بيّن صاحب دار "صفحات" السورية للنشر يزن يعقوب، الذي كان من أوائل أصحاب دور النشر الذين هاجروا خارج سورية بعد الأزمة، ويقيم الآن في دبي، ويطبع كتبه هناك، أنّه "مع بدء اشتداد الأزمة في سورية اتجهت للإمارات، وأسست فرعًا لداري تحت اسم دار (صفحات للنشر والتوزيع). وباشرت بتوزيع كتب الدار في دولة الإمارات، كما شاركت الدار باسم دبي في معارض عدة. ولكن استمرت الدار، في الوقت نفسه، بطبع كتبها في دمشق، فذلك يوفر لنا جهدًا كبيرًا، على الرغم من قسوة الظروف، من حيث الطباعة والتخزين والشحن ".

وأكّد أنه "ما زلنا نشارك في غالبية المعارض العربية باسم دار (صفحات سورية)، وما زلنا نتعاون مع دور النشر العراقية، إذ تقوم الدار بتنفيذ وطباعة الكتب في دمشق، ومن ثم إرسالها للعراق. أي أنَّ دمشق كانت وما زالت الركيزة الأساسية للدار، ونشاطنا من دبي ساهم في توزيع كتب الدار بصورة أقوى، لاسيما في دول الخليج".

وكشف الباحث علي القيم، وهو عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الناشرين السوريين، ورئيس اللجنة الثقافية فيه، ورئيس تحرير مجلة "المعرفة" التي تصدرها وزارة الثقافة السورية، أنَّ "الكتاب السوري كان يحتل الصدارة، لأن تكلفته كانت أقل بكثير من تكلفة طباعته في البلدان العربية الأخرى. ولا شك أنّ ظل الأزمة قد انعكس على صناعة النشر، فهناك كثير من دور النشر هاجرت إلى البلدان العربية، ونتيجة الحصار الاقتصادي تضاعف سعر الورق أكثر من 6 أضعاف، مما انعكس سلبًا على القيمة الشرائية، وعلى الكتاب الذي تضاعف سعره".

وأوضح أنَّ "الأمر الآخر هو أنّ هناك نوعًا من الحصار الجائر على توزيع الكتاب خارج سورية، مما أثر على سوقه، وتراجع عدد الكتب المطبوعة، وبالتالي تأثر الكتاب كثيرًا بالأزمة". مشيرًا إلى أنَّ "هناك أمرًا آخر وهو انعكاس الأزمة على تفكير الناس وسلوكهم وحركتهم، وعلى إبداعاتهم، حيث أثرت سلبًا على عملية الإبداع والتأليف والتواصل مع الكتاب، فمنهم من توقف عن الكتابة، أو هاجر إلى بلدان أخرى، وبالتالي تأثرت حركة الكتاب في سورية".

وتابع "كانت دور النشر السورية، تطبع قبل الأزمة من الكتب المهمة والمطلوبة نسخًا تصل لعشرة آلاف، أما في المرحلة الراهنة فأهم كتاب لا يطبع منه أكثر من ألف أو 500 نسخة. على حساب الكاتب، وفي حالات قليلة من الممكن أن تطبع له دار نشر ما الكتاب مجانًا ويعطوه 50 نسخة هدية، أيّ لا يأخذ أيّة مكافأة أو تعويض عن تعبه في تأليف الكتاب".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزمة تدفع الكِتاب السوريّ إلى الهجرة وتقتل الإبداع لدى الكُتاب الأزمة تدفع الكِتاب السوريّ إلى الهجرة وتقتل الإبداع لدى الكُتاب



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 06:11 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab