الدمار يطال مواقع سورية الأثرية وعصابات مُنظَّمة تقوم بأعمال النهب والسرقة
آخر تحديث GMT06:09:23
 العرب اليوم -

"اليونيسكو" تدُقُّ ناقوس الخطر وتتّخذ إجراءات مُتعدّدة لحماية المتاحف

الدمار يطال مواقع سورية الأثرية وعصابات مُنظَّمة تقوم بأعمال النهب والسرقة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الدمار يطال مواقع سورية الأثرية وعصابات مُنظَّمة تقوم بأعمال النهب والسرقة

من  اثار الدمار  في سورية 

من  اثار الدمار  في سورية  دمشق ـ جورج الشامي يولي المجتمع الدولي اهتمامًا كبيرًا بالضربة العسكرية المحتملة ضد سورية، وبالضحايا الذين يتساقطون يوميًا جراء الحرب الدائرة هناك، بينما في المقابل لا تحظى الخسائر المادية بما في ذلك تدمير المواقع الأثرية باهتمام كبير، حيث يطال الدمار مواقع سورية الأثرية، وتهددها أعمال السرقة المنظمة التي تقوم بها العصابات ، وتدقّ "اليونسكو" ناقوس الخطر، وتتّخذ إجراءات مُتعدّدة لحماية المتاحف.
ويُعتبَر تدمير الإرث الثقافي في سورية خسارة كبيرة للإنسانية، وهو ما جعل المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو" إرينا بوكوفا تدعو إلى ضرورة مراعاة البعد الثقافي للأزمة في سورية، وأن ذلك لا يعني غضّ الطرف عن المعاناة الإنسانية للشعب السوري، قائلة "تدمير الإرث الثقافي هو جزء من الكارثة الإنسانية في سورية".
من جهته، يعبر نائب المدير العام لـ"اليونسكو" فرانسيسكو باندارين عن قلقه العميق من الأضرار التي خلفتها الحرب على المآثر التاريخية السورية، ويقول بهذا الخصوص "الوضع في سورية كارثيّ جدًا، وأسوأ مما يمكن تصوره".
وتتعدد الأضرار التي طالت التراث الثقافي في سورية، فمن جهة تعرضت المدن الأثرية ومنشآتها للدمار جرّاء الاشتباكات المسلحة، ومن جهة أخرى تم تدمير المباني التاريخية في بعض المدن مثل حلب وحمص، وكمثال على ذلك احتراق سوق حلب، الذي ظل منذ 4000 عام ملتقى للتجار من مختلف أنحاء العالم.
وحلب واحدة من بين ست مدن سورية مصنفة ضمن لائحة التراث الثقافي العالميّ من طرف "اليونسكو"، بالإضافة إلى البلدة القديمة في دمشق وبصرى الشام والقرى القديمة في شمال سورية وقلعة الحصن، التي يرجع تاريخها إلى عهد الحروب الصليبية، وقلعة صلاح الدين، وأطلال واحة تدمر.
وعانت هذه المواقع الأثرية بدورها من ويلات الحرب الأهلية السورية، مما جعل "اليونسكو" تضيفها أخيرًا إلى قائمة التراث العالميّ المهدد بالدمار.
وعلاوة على الأضرار التي تطال هذه المباني جراء القصف، فإنها أصبحت أيضًا هدفًا للصوص، حيث تمّ حتى الآن سرقة محتويات ستة متاحف على الأقل، لكن لحس الحظ، تم الاحتفاظ بـ 77 ألف تحفة أثرية في مكان آمن حتى لا تتعرض بدورها إلى النهب.
وتتسبب الحفريات غير القانونية في تدمير المواقع الأثرية، وهو ما يعتبره باندرين مشكلة كبيرة "فعندما يتم تدمير مئذنة الجامع الأمويّ في حلب فإنه يمكن إعادة بنائها من جديد يومًا ما، أما إذا قام بعض الأشخاص بسرقة قطع أثرية، فإننا لن نحصل عليها مجددًا".
من جهتها، تؤكد مديرة الحفريات في المعهد الألماني للآثار في دمشق، كارين بارتل، بأن جميع الباحثين التابعين لمعهدها غادروا سورية منذ بداية الاضطرابات السياسية العام 2011، وتضيف بأنه "منذ عامين لا يوجد باحثون أجانب للآثار في المكان ذاته".
وفي مقرها الجديد في الأردن تحصل بارتل على معلومات عن الوضع من زملائها السوريين، وأيضًا عن طريق الإنترنت.
وتقول في رسالة إلكترونية بعثتها إلى "DW": "المواقع الأثرية التي يشرف عليها معهد الآثار الألماني لم يطلها النهب"، لكنها تعود وتؤكد على وجود "تخريب كبير للتراث الثقافيّ في سورية".
وبالتعاون مع ممثلين آخرين لمراكز البحوث الأثرية، قامت بارتل بإطلاع "اليونسكو" على المواقع المهددة بالنهب، خصوصًا في ظل تعرض الكثير من المواقع الأثرية للسرقة.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطت لأطلال أفاميا قبل وبعد الحرب حجم الدمار الذي طال هذه الأطلال، ويبدو المكان وكأنه تعرض للقصف، لكن الحفر الموجودة هناك هي نتيجة للحفريات غير القانونية.
وأطلقت الحكومة السورية حملة باسم "سورية وطني"، تدعو من خلالها المواطنين إلى حماية المواقع الأثرية.
من جهته، يؤكد فرانسيسكو باندرين أن أعمال التخريب هذه ليست عفوية، ولا يد لسكان المنطقة المحليين فيها، وإنما هي "جريمة منظمة تقف وراءها عصابة"، فهناك سوق كبيرة لتجارة التحف المهربة.
وعن إمكان التصدّي لهذه الأعمال الإجرامية يقول باندرين "نحن غير قادرين على إيقاف هذه الجرائم، فإمكاناتنا ضعيفة، لكننا لن نستسلم، وسنحاول مواجهة ذلك".
وقامت "اليونيسكو "بتطوير برنامج لمنع المزيد من الدمار، ووجهت نداءً إلى أطراف النزاع للالتزام بمعاهدة 1954، التي تنص على الحفاظ على التراث الثقافي في حالة الحرب، وكانت سورية أيضًا من الدول التي وقّعت على هذه الاتفاقية.
وعلى الرغم من صعوبة الالتزام بهذه الاتفاقية في خضمّ تبادل إطلاق النار، إلا أن المعارضة والحكومة السوريين عبّرتا عن استعدادهما لمنع تدمير التحف الثقافية. ويتعاون المدير العام للآثار والمتاحف، مأمون عبد الكريم، مع "اليونسكو"، ويزودها باستمرار بتقارير عن وضع المآثر الثقافية في سورية.
وفي أحد تقاريره طالب عبد الكبير باتخاذ موقف محايد، وبالالتزام بالحياد السياسيّ، من أجل حماية التراث الثقافي السوري.
وحسب باندرين، فإن الحكومة السورية كلفت عبد الكريم بالتفاوض مع الثوار بخصوص حماية المواقع التاريخية، وطالب الثوار بحماية الآثار الثقافية في الأماكن الواقعة تحت سيطرتهم، ويبدو أنهم استجابوا لهذه الدعوة.
غير أن محاولة تأمين حماية دائمة للمواقع الأثرية تبوء في بعض الأحيان بالفشل لأسباب تنظيمية، فعلى سبيل المثال لا يسمح الوضع المضطرب في البلاد بتحويل الأموال إلى الأشخاص الذين يحرسون الآثار، كما أن حماية 10 آلاف موقع أثري يبقى أمرًا صعبًا من الناحية العملية.
ومن الإجراءات الأخرى التي تقوم بها "اليونسكو" لحماية التراث الثقافي السوري هي التعرف على التحف الأثرية التي قد يتمّ تداولها في السوق السوداء.
بالإضافة إلى ذلك، تتعاون اليونسكو مع شركاء دوليين مثل الإنتربول والشرطة والجمارك في الدول المجاورة، وهي تدابير شبيهة لتلك التي كانت موجودة في العراق وأفغانستان ومصر وليبيا.
وبفضل هذه الجهود تم العثور على بعض التحف الأثرية السورية، وإرجاعها إلى مكانها.
وتشجع هذه النجاحات، رغم قلتها، "اليونسكو" لمواصلة عملها في المنطقة كما يقول باندرين "لا يمكننا تغيير الوضع القائم في سورية، وما نقوم به هو مجرّد غَيْض من فَيْض، لكن رغم ذلك من الضروري مواصلة ما نقوم به".
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدمار يطال مواقع سورية الأثرية وعصابات مُنظَّمة تقوم بأعمال النهب والسرقة الدمار يطال مواقع سورية الأثرية وعصابات مُنظَّمة تقوم بأعمال النهب والسرقة



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:54 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
 العرب اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 09:47 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 23:10 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
 العرب اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 11:00 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال يعتدي بالضرب على طفل في بيت فوريك شرق نابلس

GMT 09:23 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود المياه لمجاريها بين الجماعتين؟

GMT 19:36 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الإنكليزي يوجه تهمة سوء السلوك لـ ماتيوس كونيا

GMT 19:19 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تشيلسي الإنكليزي ينفي تناول مودريك المنشطات في بيان رسمي

GMT 17:00 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مؤشر دبي عند أعلى مستوى في أكثر من 10 سنوات

GMT 16:16 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

بنك المغرب المركزي يخفض الفائدة 25 نقطة أساس

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الطيران المدني الإيرانية تنفي إغلاق مجالها الجوي

GMT 04:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

قلق في أوروبا بسبب فيروس شلل الأطفال

GMT 17:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تشن هجوماً جوياً مع قصف مدفعي على جنوب لبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab